بغداد/ علي عبد العظيم ما زالت قضية بناء الكويت لميناء مبارك تتفاعل على أكثر من صعيد، غير أن التطور اللافت في الموضوع تمثل بظهور حركات شبابية في البصرة تعارض مواقف الكويت التصعيدية إزاء العراق. وقالت مصادر مقربة من تلك الحركات لـ"المدى" ان تلك الحركات تستعد لتسيير مظاهرات واسعة قرب الحدود العراقية الكويتية لمطالبة الجانب الكويتي بالتوقف عن بناء الميناء واتخاذ الطرق السلمية في حل الأزمة مع العراق.
ويبدو أن التظاهرة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي من قبل حركة تطلق على نفسها اسم "شباب التغيير" داخل منفذ سفوان الحدودي الوحيد بين البلدين، دفعت بقية الحركات او فئات المجتمع البصري الى تنظيم حركات احتجاجية مشابهة لحركة شباب التغيير. وأدت التظاهرة التي نظمت الجمعة الماضية الى تعطيل منفذ سفوان بشكل مؤقت  للمرة الأولى منذ تغيير النظام السياسي في العراق، حيث منعت الشاحنات المحملة بالبضائع الكويتية من دخول الأراضي العراقية. في غضون ذلك قال عضو التحالف الوطني وممثل محافظة البصرة في البرلمان منصور التميمي أن السياسيات التي تنتهجها الكويت تأتي لضعف الرد الرسمي العراقي. وأضاف في تصريح خص به " المدى" لو وجد الجانب الكويتي قوة في مواقف العراق الرسمية لما استمر في عملية إنشاء الميناء بالإضافة الى تطاول البعض  منهم  على العراق وشعبه . مشيرا الى أن على الحكومة ومجلس النواب ممارسة جميع وسائل الضغط على الجانب الكويتي من التحرك الفوري في المحافل الدولية وإثارة الملف بالكامل أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة الى تعليق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.   وكشف التميمي الى أن القوى السياسية في محافظة البصرة ستدعم الحركات الاحتجاجية المناهضة للكويت والرافضة لإنشاء ميناء مبارك . الى ذلك ترأس رئيس الوزراء نوري المالكي اجتماعا خاصا دعا فيه إلى  مناقشة التقرير الذي عاد به الوفد الفني من زيارته الأخيرة للكويت ، للإطلاع على ميناء مبارك الذي تعمل الكويت على إنشائه.وقال بيان لرئاسة الوزراء  أن الاجتماع الذي عقد بحضور روز نوري شاويس وحسين الشهرستاني وصالح المطلك نواب رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والنقل والبيئة ورئيس الوفد ثامر الغضبان بحث جوانب المشروع المختلفة .وأضاف البيان  تقرر عرض التقرير على الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء وبحضور جميع أعضاء الوفد والخبراء الذين زاروا الكويت وأسهموا في إعداد التقرير. يذكر أن رئيس الوزراء نوري المالكي كلف في وقت سابق رئيس المستشارين في رئاسة الوزارء ثامر غضبان بتشكيل وفد للذهاب الى الكويت وتقديم تقرير موسع حول ميناء مبارك وما هي تأثيراته على العراق . من جانبها أكدت عضو في مجلس الأمة الكويتي، الاثنين، أن تحشيد قوات بلادها على الحدود مع العراق جاء بعد محاولات جماعات عراقية اقتحامها عنوة ، متهمة السياسيين العراقيين الرافضين لمشروع ميناء مبارك بمحاولة إحياء أطماع الرئيس السابق صدام حسين، فيما أشارت إلى أن اللجنة الفنية العراقية تحققت من أن المشروع لا يشكل أي ضرر على العراق. وقالت معصومة المبارك في حديث صحفي أمس إن التحشيد داخل الحدود الكويتية حق  للكويت، عازية سبب اتخاذ تلك الإجراءات إلى تراكمات وتصريحات وتهديدات وتحركات من مدنيين عراقيين على حدودنا .وأوضحت المبارك أن ما حصل قبل ثلاثة أيام من محاولة تسيير جماعات من العراقيين ليهددوا الحدود الكويتية ويقلعوا الفاصل مع العراق ويخلقوا الفوضى موثق بالصور ، مشيرة إلى أن  هذا الأمر دعا الكويت إلى نشر قوات امن وجيش على حدودها، لتجنب وقوع ما لا يحمد عقباه على الجانبين. وأضافت المبارك، وهي عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي، أن  هذه القوات لن تطلق رصاصة واحدة باتجاه العراق ما لم يكن هناك تهديد حقيقي وإضرار بالأمن والاستقرار الكويتي ، مشيرة إلى أن تحرك القوات الكويتية داخل حدودها لا يمثل أي تهديد لأحد، فهي دولة صغيرة وليس من مصلحتها ولا قدرتها أن توتر الأوضاع مع العراق. واعتبرت النائبة الكويتية أن  الكويت تمارس صلاحياتها كدولة ذات سيادة، وتحرك قواتها داخل حدودها  ولا يمثل  هذا أي تهديد للعراق أو غيره، لذلك نحن نعول على العقلاء في العراق بأن يهدئوا الأجواء"، داعية الدولة العراقية إلى "كبح جماح من يحاول الاعتداء على الحدود الكويتية لأن ذلك من صميم اختصاصها. وأكدت المبارك إلى أن  الكويتيين يطلبون من العراق تطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام الحدود بين الدولتين، والاعتراف بأن إنشاء ميناء مبارك هو من صميم سيادة الكويت  معتبرة أن  بعض السياسيين العراقيين الذين رفضوا هذا المشروع يسعون إلى إحياء أطماع صدام حسين. وتابعت المبارك أن  الكويت أكدت مراراً وعلى لسان أميرها أنها ترفض أن يتسبب مشروع ميناء مبارك بأي ضرر للعراق ، لافتة في الوقت نفسه إلى أن اللجنة الفنية العراقية جاءت وتحققت من أن المشروع لا يتسبب بأي ضرر على العراق، وهذا الأمر أكده وزير الخارجية العراقي (هوشيار زيباري) مراراً . ودعت المبارك العراقيين إلى النظر بإيجابية إلى مشروع مبارك الذي يقام على أرض كويتية وبأموال كويتية ، مؤكدة