اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بعد خمسين عاماً على رحيله .. حياة مضطربة أفضت الى الانتحار

بعد خمسين عاماً على رحيله .. حياة مضطربة أفضت الى الانتحار

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 06:10 م

ابتسام عبداللهقبل خمسين عاماً، وفي ساعة مبكرة من صباح 2/7/1961 استيقظ من نومه إيرنست همنغواي، أشهر الروائيين الأمريكيين وواحد من كبار كتاب الرسائل في العالم- وكان في منزله في جبال سوتوث/ إداهو،
ثم غادر فراشه بهدوء كيلا يوقظ زوجته ماريا، وفتح باب الغرفة التي تضم أسلحته واختار بندقية ذات فوهتين، كان يفضل اصطياد الحمام. حمل البندقية متجهاً إلى واجهة المنزل، حيث البهو الأمامي، وضع الفوهتين على جبينه، ثم أطلق النار مفجراً دماغه.وحددت ساعة الوفاة في السابعة صباحاً. والذين شاهدوا جسده، قالوا انه قد اختار أفضل ملابسه، التي كان يطلق عليها،"رداء الإمبراطور"، وقالت أرملته للصحفيين،"كانت حادثة سيئة"، وإن إيرنست كان ينظف إحدى بنادقه، وانطلقت الرصاصة منها عفواً."ونشرت تلك الحادثة على الصفحات الأولى لكافة الصحف الأمريكية.ولكن ماري همنغواي، اعترفت بعد عدة أشهر على وفاة زوجها،"أنه قد انتحر"، فلماذا انتحر إيرنست همنغواي؟ ويتناول"جون وولش"، عملية الانتحار تلك، بعد مرور خمسين عاماً، ويبحث في أسبابها ونوازعها في كتابه الجديد: لماذا ينتحر كاتب عملاق، شارك في العديد من الحروب، الصياد ومصارع الثيران، ورجل ذو علاقات متعددة ، جاب مختلف أنحاء العالم! ولقد بحث عدد من الكتاب المعروفين في حياة همنغواي، ونشرت عنه العديد من الكتب التي تناولت سيرة حياته، بناء على الحقائق المألوفة عنه: رحلاته، غرامياته، أفضل أعماله.كانت حياة همنغواي بسيطة، وهو شخصياً ملاكم محب للمغامرات والحياة الخطرة يفضل الأعمال الخطرة باستمرار، وإضافة إلى كل تلك الصفات، كان من أفضل الكتاب، يمتلك أسلوباً جميلاً مشبعاً بالأحاسيس.انه الرجل المثالي فقد شارك في الحرب العالمية الأولى. محارباً وسيماً على الجبهة الايطالية، وعندما أصيب ونقل إلى المستشفى أحبّ الممرضة التي قامت برعايته وهي ماريّا. وفي الحرب العالمية الثانية، كان في نورماندي، وانخرط مع القوات التي حررت باريس. بعد انتهاء الحرب عاد إلى كوبا، حيث زوجته الرابعة، لممارسة الصيد ويكتب،"الشيخ والبحر"، وفاز عنها بجائزة نوبل.في الأعوام التي سبقت  وفاته،  بدأت الحقائق الملتوية في حياته تظهر تدريجياً. كان في الـ18 من عمره عندما انخرط في الحرب العالمية الأولى (جندياً غير مقاتل) بسبب وجود عيب في عينه اليسرى، وكانت مهمته في إيطاليا الإشراف على حوانيت الصليب الأحمر وإخلاء الجرحى، وهناك أصيب في قدمه ونقل الى مستشفى في ميلان.وفي باريس، حيث أمضى وقتاً طيباً مع زوجته الأولى هادلي،و بدأت سمعته تنتشر ككاتب وتتجلى انفعالاته الحادة، تخلى عن زوجته وطفلها، وسافر مع "يولين"، إلى فلوريدا. ولعدة أسباب أصبح همنغواي شغوفاً بمصارعة الثيران، وتجميد الدم، ومراقبة المصارع وهو يغرز السيف في الثور. وفي"موت في الظهيرة"، تظهر نوازعه بوضوح وفلسفة الموت لديه. ولأنه لم يستطع مصارعة الثيران رسمياً، فقد انتقل إلى مومباسا، حيث بإمكانه قتل الأسود والبقر الوحشي. ولم يكتف بذلك بل اشترى طرادة كبيرة الحجم، ليقوم برحلات بحرية منطلقاً من هافانا ويصيد الحيوانات البحرية المختلفة ومنها سمك المرلين الذي يبلغ طوله ضعف طول  همنغواي نفسه. وما بين 1928-1936، أمضى أشهرا طويلة في الصيد، وتكونت شخصيته المتميزة بالوسامة والأعمال الجريئة والمغامر السكير، الذي يمضي وقته في بارات البحارة عند الموانئ. وقد ذهب همنغواي الى اسبانيا في خلال الحرب الأهلية، للقتال ضد قوات فرانكو مثل جورج أورويل- ولكن بسبب اتفاقه على كتابة تقارير صحفية بجريدة اللاّينس، أكدّ مرات عدة  عدم انتمائه لأي طرف في الحرب.وفي مدريد على الرغم من الحرب، أمضى أوقاتا طيبة في المطاعم مع صديقته الجديدة مارثا وفي فندق غايلورد. وقد كتب هناك مسرحيته عن مدريد في عام 1936 باسم،"العمود الخامس، وكتب هناك "وداعاً للسلاح".وعندما انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب العالمية الثانية عام 1944، سافر همنغواي إلى انكلترا "أعمال تخص الحرب"، مراسلاً لصحيفة كوليير، وأمضى هناك فترة من الوقت، متلقياً المديح ككاتب أمريكي كبير، ولمظهره ولحيته. وبعد شفائه من حادثة سيارة، انضم إلى قوات الجنرال باتون، لغزو النورماندي" حيث نقل أخبار الحرب إلى إحدى الصحف. وعند تحرير باريس، كان في احد فنادقها مع ثلة من الجنود، وقام بتحرير فندق الرتز وحصل على غرفة فيها، مع صديقة جديدة وهي ماري ويلش.من السهل بعد ذلك الحقد على همنغواي: إن كلّ تلك الجلسات والتقارير التي يعدها للنشر، وزهوه المفعم بالغرور، بإمكانها أن تلقي ظلالاً من الشك على شجاعته. كان يحب أن يتواجد في خضم الحرب- الدبابة تتقدم عبر جبال الاردينيز، معركة بولج- يراوغ الاطلاقات النارية، ويراقب الرجال يتساقطون في جحيم النيران من حوله ،ومع ذلك، من الصعب التخلص من ذلك الإحساس من أن ما فعله لم يكن شجاعة بل نوعاً من الاضطراب العقلي والهوس لتمثيل ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram