حاوره: يوسف المحمداوي / تصوير:ماجد موجدكان معي صديقي الشاعر العراقي المقيم في القاهرة ماجد موجد الذي أصبح رفيق أغلب حواراتي وتحقيقاتي، وأنا اتجه صوب مشيخة الأزهر للقاء المتحدث الإعلامي باسم شيخ الأزهر ومسؤول مركز الحوار فيه الدكتور محمود عزب،
بعد رفض إمام الأزهر اللقاء ومحاورة أية جهة إعلامية، وحين التقيته وجدت كم هو عظيم الدين الإسلامي حين يترجم بلسان العقلية المتنورة التي يمتلكها هذا الرجل، ويطبق على أرض الواقع بالفكر العلمي المفتوح الخالي من الشوائب المستوردة عليه من فتاوى التكفير والتطرف التي جعلته في خانة الإرهاب والترهيب.استقبل المدى في مكتبه بمشيخة الأزهر ليؤكد لها في صفحة (ضيف الخميس) أن العالم الإسلامي بات متخلفاً في شتى المجالات، موعزاً أن أسباب ذلك وجود مؤثرات خارجية كثيرة على العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن غياب الخطاب الإسلامي الموحد، وعدم وجود البحث العلمي المتقدم الناهض بالإنسان، الفرد والجماعة، وعن الفتاوى التكفيرية التي تصدر من جهات عدة، قال عزب: إن تلك الفتاوى ساهمت فيما حصل من أحداث في العراق وغير العراق، وهي تبدر من جهات غير مؤهلة ومدركة لحقيقة الدين الإسلامي، موضحاً أن العرب ساهموا في الكثير من لحظات الفشل التي نعيشها إلى الآن. وفيما يلي نص الحوار:rnبدأت من الأزهر وعدت إليه من هو محمود عزب؟- مواليد مصر، الدلتا في المنوفية عام 1947، درست في الكتاب ثم الأزهر الشريف عام 1959، وأكملت فيه الدراستين الإعدادي والثانوي، ثم دخلت جامعة الأزهر، بعدها سافرت إلى باريس ودرست في جامعة السوريون لمدة أحد عشر عاماً، لأحصل على شهادة الدكتوراه برسالتي عن اللغات السامية القديمة. تعني لغاتنا؟- نعم لغاتكم، الأكدية والأشورية والبابلية، ولغات النصوص المقدسة، ولغات الكتاب المقدس وعربية القرآن الكريم، ثم عدت أستاذاً في جامعة الأزهر لكلية الألسن، ثم أوفدت إلى أفريقيا بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية لإنشاء أقسام مزدوجة في الجامعات التشادية في أفريقيا، بعدها عدت إلى جامعة السوربون وعملت فيها أستاذاً لمدة 13 عاماً، باختصاص الحضارة الإسلامية وأشرفت فيها على رسائل الدكتوراه والبحوث العلمية، وفي تلك الفترة التي كنت فيها طالباً وأستاذاً، تعرفت على الكثير من الأخوة العرب والعراقيين بصورة خاصة من بينهم الدكتور قيس العزاوي سفيركم في الجامعة العربية، وكنت مهتماً دائماً بالحوار مع أوروبا وكذلك مع الفاتيكان والهيئات المتخصصة في الحوار، وفي يوليو من العام الماضي طلبني الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور محمد الطيب وبالتحديد منذ عام، لأكون مستشاره للحوار ومديراً لمركز الحوار، وكلفني كذلك بشغل منصب المتحدث باسم الأزهر لحين اختيار من ينوب عني فيه من أصحاب الاختصاص، فأنا بدأت من الأزهر وعدت إليه.rnللأزهر توجهات وسياسات جديدة أنشأتم مركزاً للحوار بديلاً عن لجنة الحوار، ما هي الأسباب التي دعتكم إلى ذلك، وما طبيعة عمل هذا المركز؟- أولاً كانت اللجنة اسمها لجنة حوار الأديان وأسست في عهد المرحوم الشيخ الدكتور طنطاوي، وتغيرت أشياء كثيرة، وكانت موجودة وتعمل، ولكن منذ عام وللأزهر توجهات وسياسات جديدة ومختلفة، لأن من أولويات عملنا الآن هو استعادة الأزهر موقعه العالمي الفعال على الساحة الإنسانية، ليس في مصر أو العالم الإسلامي فقط، فالأزهر لديه ثلاث دوائر متداخلة غير متناقضة. نتمنى أن تضعنا في صورة تلك الدوائر؟- الأزهر الذي هو في مصر جغرافياً وتاريخياً منذ (1050) عاماً، ويعد أخا توأماً للقاهرة والذي ولد معها في اليوم نفسه، يمتلك ثلاثة أبعاد فهو ذو بعد عربي ثم إسلامي، فضلاً عن بعده العالمي، وللأسف بعض تلك الأبعاد قد توارى أو ضعف نتيجة للظروف التي تمر بها المنطقة، لكن الأزهر الجديد ومنذ سنة مصمم ولديه جميع الوسائل والقدرات لاستعادة المكانة التي تليق به، وتخدم الإسلام والحضارة الإسلامية في العالم، ولذلك جاء قرار إلغاء لجنة حوار الأديان، لأن الأديان لا تتحاور، وإنما التحاور يجب أن يشمل الثقافات كاملة، ثم الحوار مع من؟، وبشأن ماذا؟، ونحن نؤمن بالحوار مع كل مختلف مهما كانت هويته.rnنتحاور حتى مع غير المؤمنين حتى مع غير المؤمنين.. الملحد مثلاً؟- المهم أن يدور الحوار حول المبادئ الإنسانية العليا المشتركة التي يؤمن بها الجميع وفي مقدمتها، العدالة، الحق، الخير، السلام والبناء والتنمية والتقدم العلمي والنهضة البشرية، أما العقائد فلا حوار عليها، لكن فيما عدا العقائد والأساسيات الثابتة هناك قيم عليا يشترك فيها الجميع، المؤمنين وغير المؤمنين، فلا يستطيع أحد أن يقلل من قيمة السلام والعدالة، أي السلام القائم على العدل، لكننا نرفض عدالة وسلاماً مفروضاً على شعب من الشعوب، أو على أمة من الأمم، المسلمون والعرب لا يتقبلون هذا، وإنما يقبلون بالسلام القائم على العدل المختار من الشعوب كلها ومتفق عليه وقائم على العدالة والمساواة أمام الإنسانية كلها.rnالاختلاف حق والحوار فريضة في إحدى حواراتك الإعلامية قلت إن العالم الإسلامي بات
المتحدث بأسم الأزهرللمدى: ساهم العرب فـي الكثير من لحظات الفشل التي نعيشها
نشر في: 24 أغسطس, 2011: 09:14 م