بغداد/ المدىأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، أمس الأربعاء، عن وجود أكثر من مليون امرأة معيلة في العراق ينفق حوالي 70 بالمئة منهن أكثر مما يكسبن، مطالبة المعنيين باتخاذ إجراءات من شأنها تحسين أوضاع المعيلات في العراق.
وقال رئيس اللجنة في العراق ماغني بارث خلال مؤتمر صحافي، إن "اللجنة أجرت بين أيلول وكانون الأول 2010 تقويما ودراسة استقصائية لأكثر من 100 من النساء المعيلات في وسط وشمال وجنوب البلاد، كشفت أن هؤلاء النساء يعشن في أوضاع غير مستقرة، ويعانين من ظروف معيشية صعبة بما في ذلك النظم الغذائية السيئة، كما أظهرت أن 70 بالمئة من النسوة ينفقن أكثر مما يجنين من المال، ويعتمدن على حلول مؤقتة لمواجهة الأزمة". وأضاف بارث أن "الدراسة  بينت أنه "على الرغم من عدم توفر إحصاءات رسمية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من مليون امرأة معيلة في العراق"، لافتا إلى أن "هذا الرقم يشمل الأرامل والنساء اللواتي أضحى أزواجهن في عداد المفقودين أو المحتجزين، إضافة إلى المطلقات". وتابع بارث أن "الصليب الأحمر يعرض هذه الأرقام للمرة الأولى والتي تشير إلى أن 22 من النساء المعيلات يعملن في الزراعة، ومثلهن يملكن دكاكين صغيرة، فيما تمارس أخريات مهنا مختلفة مثل الخياطة والتنظيف والطبخ". وأكد بارث أن "نحو ربع النساء المعنيات بالدراسة يعانين من الإنهاك، في حين أن الربع الآخر يشعرن بالحزن، و18 بالمئة يعانين الكآبة، وثمانية في المئة فقط يشعرن أنهن على ما يرام"، معلنا أنه "منذ عام 2009، سددت اللجنة الدولية تكاليف السفر التي تكبدتها حوالي 1000 امرأة عندما اضطررن إلى تأمين مستندات للتقدم بطلب الراتب، وستقدم مساعدة مالية إلى حوالي 6000 امرأة خلال السنة الحالية والمقبلة". وطالب بارث جميع المعنيين بـ"اتخاذ مزيد من الإجراءات لتحسين أوضاع النساء المعيلات في العراق". وكانت الحكومة العراقية قررت في 2008 تخصيص راتب شهري يبلغ نحو 120 دولارا للواتي ليس لديهن مورد ثابت، وقالت مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة سلمى جابو لفرانس برس العام الماضي أن الجهاز المركزي للإحصاء يؤكد وجود نحو مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 30 مليون نسمة. يذكر أن تردي الأوضاع الأمنية والتي أعقبت دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003، والتي تسببت بقتل الآلاف من العراقيين، فضلا عن اعتقال أعداد مماثلة، وفقدان الكثير، أجبرت العديد من النساء على العمل في ميادين شتى لتوفير القوت لأسرهن.