عالية طالبقيل قديما حين تجد الإعلامي واقفا على باب المسؤول فاقرأ على حيادية الإعلام ومهنيته السلام ، وحين تجد المسؤول واقفا على باب الإعلامي فتأكد أن الديمقراطية والمهنية والحريات الحقيقية بسلام . فمن يقف على باب من الآن في العراق ؟ وهل الديمقراطية والإعلام والحيادية والشفافية والمهنية والكلمة الشريفة بسلام ؟ وهل يتمتع الإعلامي الآن بالقوة الكافية التي تجعله يؤشر الخلل أينما وجد والسلب أينما نما ، والخراب ، أينما استفحل ، والفساد أينما استشرى ، وهل يخشى المفسدون بكافة أشكالهم ،الإعلامي حين يدلو برأسه إلى داخل خرج السياسي " الحاوي " ويستخرج الثعابين التي تنتظر فريستها لتنقض عليها .
كل هذه التساؤلات تدور برأسي كلما وصل سمعي حجم الخراب الهائل الذي تعيشه الصحافة ورجالاتها اليوم محليا ، وكلما علمت بعدد الإعلاميين الذين يقفون على باب المسؤولين بحثا عن مصالح ضيقة وشخصية ومنافع مالية ومعنوية وتموينية ، وكلما تلمست حجم المسكوت عنه من ملفات تقصم ظهر الفساد ورجالاته في اغلب من مكان وزاوية ، وكلما لاح أمامي قزما " إعلاميا " يتطاول ويتسلق ظهورنا التي أحناها تعب الكتابة والبحث عن الحقيقة والدفاع عن مفهوم المواطنة والوطنية الثابتة في كل سنوات عمرنا المهني الذي ثبت رموزا إعلامية لا يمكن المرور على مسيرتها مر الكرام أبدا .أغلب الأعلام العراقي ولا أقول كله ، يسير اليوم على خطى أعلام ما قبل 2003 ولكن بتزويق لوني وبعناوين صحف وفضائيات استهلكت مفردات اللغة العربية فعولج الأمر بإضافة كلمة الجديد لكل عنوان مشابه لما هو موجود أصلا ، وأقول مشابه لحاضنة السنوات السابقة لكون الإعلامي كان أشبه بالموظف الحكومي لدى الدولة وعليه أن ينفذ سياستها العامة والخاصة ولا يشذ عن أساسياتها ومحدداتها وتوصيفاتها أبدا ، ومن يفعلها ويكتب بما يؤشر ذلك التجاوز يكون تحت بقعة الضوء الكاشفة التي تبقى تترصد قلمه حتى يتلقى عقابه المعروف ولا نريد الآن الخوض فيه .هل الإعلامي اليوم في ظل الديمقراطية التي نتباهى بها بحاجة إلى أن يكون خاضعا وتابعا للحكومة ومزوقا لسلبياتها وصارخا هاتفا لايجابياتها إن وجدت ؟ وهل هو يستذكر مبدأ الهبات والمكرمات والعطايا السابقة فيعود ليكرس منهجها حتى وان اختلفت تلك العطايا بين ان تكون مباشرة أو أن تكون برضا المسؤول الحكومي الذي هو في الحقيقة استخدام مبطن للإعلامي ليكون الواجهة التي يريدها فيعكس عليها كل مشاريعه المعلنة والمستترة وهو واثق انه قد أمن جانب النقد والفضح والكشف عن المساوئ ما دام قد تحصن بالسكوت المفترض بينه وبين الإعلام والذي تم تهيئة قوانين " هادفة " له تؤمن هي الأخرى حق الحكومة في استخدام القانون ضد كل من يتجرأ ويدخل إلى المناطق المحرمة لديها !!الإعلام العراقي اليوم يعيش بحبوبة تسليط الضوء على مدعي الإعلام فيه ، والذي افرز صحفا ووسائل إعلام تعرف من أين تؤكل الكتف تماما ، والكتف التي ستؤكل هي كتف المواطن وحقوقه ومستقبله ومستقبل أجياله والتي يبدو أنها تسير على خطى خبر كان بسرعة لا تحسد عليها . هل سنشهد لاحقا اليوم الذي سيقف المسؤول فيه على باب الإعلام وهو يشكره على انه ساهم في كشف ما خفي عن الرأي العام وصولا إلى إنشاء مجتمع متكامل حضاري متطور يسعى إلى تكريس الاستقلالية دون إن يسعى إلى سياسة قضمها المنظم وصولا إلى تلاشيها فيما لو استمر وقوف الإعلامي طويلا على تلك الأبواب التي تنتظره ليل نهار!
وقــفـــة: الإعلام على باب المسؤول!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 24 أغسطس, 2011: 09:23 م