القاهرة/خاص بالمدىفي واحدة من الأمسيات التي نظمها أتيليه القاهرة، مؤخراً،  استضاف الشعراء :سوزان سامي جميل، هادي الحسيني، حسام السراي، واستهل الناقد شريف الجيار أمسية "شعراء من العراق" بالترحيب بالضيوف الذين يؤكدون فكرة تواصل الثقافة العراقية مع المحيط العربي بقصائدهم وحواراتهم الثقافية، مذكراً بالأسماء الشعرية العراقية المهمة والكبيرة التي قرأت في أتيليه القاهرة.تلا ذلك حديث الناقد خضير ميري عن انه "وقبل ثلاث سنوات ربما، لم نكن نجد أديباً أو مثقفاً عراقياً يزور القاهرة ويشارك بفاعلية في نشاطاتها وأمسياتها الأدبية، لعله بفعل الوضع الأمني وضوابط منح التأشيرة، لكننا نرى اليوم ان الحاضنة الثقافية المصرية عادت الى طبيعتها، مثلما كانت في الستينات والسبعينات تحتفي بالأصوات الشعرية العراقية".
الشاعرة سوزان سامي جميل ابتدأت جلسة القراءات بأكثر من قصيدة، ومنها (الطاحونة الهرمة) التي جاء فيها:"سأرافقُ ظلـّي أراكضُهكأنا في طفولتي،بخطى نحو الشمسبجناحي نسر،ونقاء ملاك."ثم قرأ الشاعر هادي الحسيني مجموعة من قصائده، ومما ورد في قصيدته (التماثيل)|:" التماثيل التي نحتت من ظلاب المجهولتتقدم نحوكاتدرائية القلوبقسراً تضج الفصولتضج الفصول بالنحاس لكن الصوت سينبعثوينحسر سبات الجدران السرية".آخر القراءات كانت للشاعر حسام السراي وقصيدته (رضيعُ الوجود متغنياً بصُراخه)، وفي مقطع منها:"أتقياؤنا السُراق، ناموا ذاتَ ليلةٍ على أنقاضِ أضلاعٍ نجتْ مِنا، وهَمّت عيونُ السافراتِ بالهربِ من السواد، وصارتْ النقرة ُ الواحدة ُاعلانَ ترحيبٍ بعهد التفخيخ المعولم. أسماءُ الإشارةِ  انتفضتْ على قواعدِ اللغةِ وأنساق الجملِ ومسميات الأشياء، وصاحتْ عليّ من بعيدٍ لتقص محنتها معي ومع ما في هذا العالم....".وبانتهاء القراءات الشعرية قدم الناقد خضير ميري تقييماً سريعاً للقصائد، اذ ذكر ان سوزان سامي جميل تغادر في بعض قصائدها الصوت الأنثوي الطاغي على نصوص الكثير من الشاعرات، بينما يتجه الشاعر هادي الحسيني لمخاطبة العالم باستنطاق التفصيلات الصغيرة، وهنا يرى ميري أن قصيدة السراي تأتي لتكون ممثلة لهذا السجال في الحياة العراقية.