القادسية/ المدىتشهد الكليات في جامعة القادسية، بين الحين والآخر، إقامة عدد من معارض الكتب التي تضم آلاف العناوين ومن دور النشر المحلية والعربية والعالمية. ويعتبر القائمون على هذه المعارض والمتخصصون، أن إقامتها تمثل حلقة وصل ومحاولة لمد جسور التواصل التي تربط بين الطلبة الشباب والكتاب، في وقت شهد واقع الكتاب والمكتبات عزوف الكثير من الطلبة والشباب عن القراءة والكتاب. وقبيل أيام، شهدت جامعة القادسية معرضاً للكتاب بمشاركة 5 آلاف عنوان، لدور نشر محلية وعربية وعالمية،
استمر مدة سبعة أيام، وذلك على هامش مؤتمر عقد في كلية الإدارة والاقتصاد. وذكر مسؤول الإعلام في جامعة القادسية علي الزيادي لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "إقامة معارض الكتب في الجامعات وخاصة التي تضم عناوين متنوعة ومن مختلف دور النشر المحلية والعربية والعالمية، أهمية كبرى في توثيق صلة الطلبة مع الكتاب".وقال إن "هذه المعارض تسهم في نشر ثقافة الكتاب أو القراءة التي تعد عاملا مهما في التنمية الذهنية للشباب والطلبة الجامعيين"، مؤكدا  إن "الجامعة مستعدة لتقديم كل الدعم لإقامة معارض الكتب وفي كافة كليات الجامعة".وأعرب الزيادي عن استغرابه  ارتفاع أسعار الكتب في هذه المعارض، مبيناً "إننا سجلنا بعض الملاحظات على المعرض الأخير، إذ تراوح سعر بعض الكتب بين 20-25 دولارا، ومعظم الطلبة غير قادرين على اقتناء كتاب واحد بمثل هذه الأسعار، فكيف الحال لو رغبوا بشراء عدد اكبر من الكتب".وأضاف إن "المعروف عن معارض الكتب، إن أسعارها مخفضة إلى حد النصف أحيانا، عما عليه في الأسواق والمكتبات، لا أن تكون أسعار المعارض مساوية للسوق أو تفوقها". وتعتبر الطالبة فاطمة علي حسين أنها تحرص دائما على حضور معارض الكتب التي تقيمها جامعة القادسية، لأنها "تعيش ولعا وشغفا بالقراءة واقتناء الكتاب بشكل كبير".وأعربت حسين من مخاوفها إذا ما استمر واقع الكتاب على هذه الشاكلة، "إذ لم يعد الطلبة الجامعيون مقبلين على الكتاب والقراءة كما في السابق".فيما علل الباحث الاجتماعي احمد زين العابدين "عزوف الطلبة وخاصة الشباب والجامعيين عن الكتاب والقراءة، بوجود عوامل كثيرة من أهمها  انفتاح الطلبة والشباب على الثروة المعلوماتية التكنولوجية المتمثلة بالشبكة العنكبويتة (الانترنيت) والقنوات الفضائية، وكذلك شغف الشباب وخاصة المراهقين منهم بأجهزة الاتصال المتنقل (الموبايلات)وقال إن "إقبال الشباب والطلبة الجامعيين على ذلك، كما اتجاه شريحة كبيرة منهم على أماكن الترفيه كالكازينوهات لتدخين الاركيلة وغيرها، عوامل أخرى جعلت الشاب الجامعي بشكل عام بعيدين عن الكتاب والمكتبات".فيما تساءل الطالب حسام محسن مستغربا  "سبب عدم ضم معارض الكتب التي تقام في الجامعة العناوين المختلفة، كما تضمها معارض الكتب الخارجية".منوّها إلى أن "من يتحمّل عدم التنويع في عناوين الكتب كما هو موجود في المعارض الخارجية أصحاب المعارض والقائمين عليها وليس الجامعة، وإذا كان القائمون حريصين على جذب أكثر عدد من الشباب والطلبة فإن ذلك يتطلب التركيز لا على كمية الكتب بل على نوعيتها".مؤكدا  انه في المعرض الأخير الذي أقيم في جامعة القادسية، وجد بعض العناوين المهمة لكنه لم يتمكّن من شرائها لارتفاع أسعارها، "وهذا ما يحول دون تمكن الطلبة شراء الكثير منها".ولفت إلى "افتقار هذه المعارض إلى البحوث الأدبية والعلمية والدراسات الدينية والاقتصادية الحديثة"، مبيناً "نحن بحاجة إلى التجديد في الفكر".من جانبها، تؤكد الطالبة زينة محمد علي أنها لم تعد على تفاعل مع الكتاب المطبوع، "بعد أن أصبحت العناوين المهمة بعيدة عن متناول الطلبة وخاصة البنات منهم".وقالت إن "ما تطرحه المواقع الالكترونية من خلال الانترنيت من كتب إلكترونية أصبحت تمثل بديلا ناجحا للكتب المطبوعة، ولذلك أنا اعتقد انه باستمرار الحال على ما هي عليه، فإن كفة الميزان ترجح الإعلام الالكتروني على الإعلام المطبوع.