بغداد/ غضنفر العيبي
أبدى مواطنون قلقهم حيال انتشار مرض الكوليرا في مناطق متفرقة من البلاد بعد تسجيل 170 حالة إصابة بالمرض في محافظة السليمانية ووفاة شخصين في الأيام الأخيرة، اذ أثبتت الفحوصات المختبرية التي أجرتها صحة السليمانية إن الوباء موجود وسببه هو تلوث مياه نهر دوكان .
جاسم خليل يسكن في بغداد يؤكد في حديث لـ "المدى"، "سمعت أنباء عن وجود إصابات بمرض الكوليرا في مناطق عديدة من البلاد، لذلك اتخذت أنا وعائلتي بعض الإجراءات البسيطة لنقي أنفسنا من هذا المرض الخطير، أولا الماء يجب ان يكون معقما قبل الشرب، والابتعاد عن الأكل من الباعة المتجولين والطعام المكشوف المعرض لأشعة الشمس والغبار" .
وأضاف خليل إن "كل شيء متوقع في هذا البلد, وتعودنا على الأمراض والأوبئة، ويجب ان نحمي أنفسنا بأنفسنا، وللأسف لم اسمع بأي تصريح من الحكومة أو وزارة الصحة تحذر المواطنين أو تعطي تعليمات وتوجيهات في وسائل الإعلام تدعو المواطن الى اتخاذ ما يردع مخاطر المرض وكيفية الوقاية منه" .
وأوضح "سمعنا بالمرض من وسائل إعلام غير حكومية، وكان من المفترض أن نسمع هذه الأخبار عن طريق مؤسسات حكومية، لا ان تتغاضى عن موضوع مهم يتعلق بحياة المواطن" .
فيما نفى عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب جواد البزوني في تصريح لــ "المدى" وجود حالات وفاة بمرض الكوليرا، مؤكدا ان اغلب تلك الحالات هي اصابات معدودة ومسيطر عليها ولا تثير القلق .
واشار البزوني الى ان "حالات الإصابة بمرض الكوليرا مستمرة، وهي حالات اعتيادية وموجودة في جميع محافظات العراق وهي ضمن الحدود المسيطر عليها وليست واسعة الانتشار" .
واكد ان " وزارة الصحة اتخذت إجراءات كفيلة للحد من هذا المرض، وهنالك جهات تفتيشية ورقابية مهمتها مراقبة وفحص المياه والمأكولات، ومعرفة البؤرة المسببة لهذا المرض " موضحا ان "المرض ينتقل عن طريق الباعة المتجولين ومياه الشرب الملوثة والمطاعم" .
من جانبه أعلن مدير إعلام دائرة الصحة في الرصافة قاسم عبد الهادي، ان "الدوائر الصحية في بغداد لم تسجل أية إصابة بمرض الكوليرا وهي على استعداد لاستقبال أية إصابة بهذا المرض لعلاجه" .
واشار عبد الهادي في تصريح لـ "المدى" الى ان "وزارة الصحة خصصت ردهات عزل في مستشفياتنا مجهزة بأحدث التجهيزات والأدوية، لمعالجتها والقضاء على اعراض المرض الذي اصابها".
وقررت حكومة إقليم كردستان في اجراء احترازي، منع استيراد الخضراوات من خارج الإقليم إلى إشعار آخر، وأن الهدف من وراء القرار هو مكافحة انتشار مرض الكوليرا واتخذت المؤسسات الرقابية والفرق الجوالة إجراءات صارمة من خلال حملات تقوم بها لفحص المواد الغذائية والخضراوات والأدوية، الى جانب الاستمرار بمراقبة ومتابعة المطاعم والمخازن، ومراقبة الكمارك بشدة وفحص الفواكه والمواد الأخرى بدقة".
والكوليرا هو وباء معد ينتشر في جنوب آسيا، ويسبب الإسهال وفقدان السوائل من جسم المريض، وينتقل عن طريق المياه والأطعمة الملوثة بالميكروب. تنتقل عن طريق المياه والأطعمة الملوثة من الأشخاص المصابين بهذا المرض،حيث تدخل الجرثومة إلى الأمعاء وتفرز سماً داخلياً يؤدي إلى زيادة إفراز خلايا الأمعاء للأملاح والماء مؤدية إلى حدوث جفاف يعقبها هبوط في الدورة الدموية وإذا لم يعالج المريض فإن شدة المرض قد تؤدي إلى الوفاة ولكن المريض يظل متنبهاً حتى النهاية وهناك لقاح ضد مرض الكوليرا, ولكنه غير فعال في المناطق التي تكون فيها الكوليرا واسعة الانتشار. ولكن للوقاية من المرض أثناء حدوث أوبئة أو الخوف من حدوثها يعطى الأفراد تطعيم الكوليرا .