بغداد/ المدى في التظاهرة الثانية خلال اليومين الماضيين، انتقد العشرات من الوافدين الى ساحة التحرير موقف الحكومة من تجاوزات دول الجوارعلى السيادة العراقية ، في حين اكدت منظمات مدنية عن بدئها تحركات دولية للحد من هذه التجاوزات.
المتظاهرون توافدوا الى ساحة التحرير حاملين لافتات تنتقد موقف الحكومة من التجاوزات التي يتعرض لها العراق واقليم كردستان من قبل دول الجوار.وطالب المتظاهرون الدبلوماسية العراقية بتحرك رادع لهذه التجاوزات، مبينين ان الاعتصامات ستستمر حتى تبين الحكومة موقفها الرسمي وتتخذ الاجراءات لوقف خرق السيادة العراقية.وكان العشرات من المواطنين تظاهروا وسط العاصمة بغداد، أمس الاول الخميس، احتجاجاً على القصف التركي والإيراني والتجاوز الكويتي على الحدود العراقية، مطالبين الحكومة بردع تلك الانتهاكات.من جهتها اعلنت منظمة المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور العراقي وهي احدى المنظمات العاملة في العراق غير الحكومية، امس الجمعة، عن البدء بالتحرك الدولي والاقليمي لإيقاف التجاوزات على الحدود العراقية من قبل تركيا وايران والكويت.وقالت عضو اللجنة التنسيقية لمنظمة المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور العراقي هناء ادورد إن"المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور العراقي بدأت التحرك دوليا لايقاف التجاوزات على الحدود العراقية من قبل دول الجوار"، مبينة أن "المبادرة ستخاطب خلال الايام المقبلة الامم المتحدة والمفوضية الاوربية والدول ذات الشأن من خلال مذكرة احتجاج بخصوص التجاوزات على الاراضي العراقية". وأوضحت ادورد أن " جميع الاصوات يجب ان تصل الى اسماع الدول المعنية وخاصة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بشأن ما يتعرض له العراق من اعتداءات خارجية"، مشيرة الى أن "المبادرة لطالما تنتقد الموقف الرسمي الحكومي جراء ما يحصل من تجاوزات".وفي سياق متصل أعلن وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، عن توجيه الوزارة مذكرة إحتجاج الى كل من إيران وتركيا على خلفية قصفهما للمناطق الحدودية في إقليم كردستان، مشيرا الى مطالبة الوزارة البلدين بوقف قصفهما لتلك المناطق وتبني الحوار لحل مشاكلهما.ونقلت وكالة انباء كردستان عن عباوي قوله ان "وزارة الخارجية العراقية وجهت من خلال السفارتين التركية والإيرانية مذكرتي احتجاج لحكومة البلدين ،احتجاجا على قصفهما للمناطق الحدودية في الإقليم"، لافتا الى "مطالبة الوزارة للبلدين بالوقف الفوري لقصفهما لتلك المناطق وإيفاد وزيري خارجيتهما الى العراق لإيجاد حلول سلمية للمشاكل الحدودية بدلا عن الخيار العسكري".وأضاف عباوي أن "العراق يسعى الى حل مشاكله الحدودية مع دول الجوار لوقف تجاوزات تلك الدول على سيادة أراضيه"، مشددا على أنه "لايمكن للعراق القبول بمواصلة تلك الدول قصفها لمناطقه الحدودية وقتل مواطنيه المدنيين". يذكر ان المدفعية والطيران التركي طال مناطق سكنية في الإقليم وتسبب بمقتل مواطنين من عائلة واحدة، فيما تسبب القصف الإيراني بمقتل ثلاثة آخرين، كما أدى إلى إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات ،فضلا عن نفوق المواشي، كما أدى إلى نزوح مئات العوائل.وكان سبعة مواطنين كرد يستقلون سيارة مدنية في قرية تابعة لناحية سنكسر في قضاء قلعة دزه شمال شرقي السليمانية قتلوا، بقصف طائرة حربية تركية، في استهداف اعتبر "غير مبرر" من قبل رئاسة إقليم كردستان العراق، في حين طالبت بعدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلاً.وتشهد المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام هجمات بالمدفعية وغارات للطائرات الحربية التركية، بذريعة ضرب عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 عاماً، فيما تتذرع القوات الإيرانية بوجود أنشطة لمقاتلين كرد معارضين لطهران عبر الحدود مع إقليم كردستان، لقصف القرى والمناطق الحدودية داخل أراضي الإقليم.
ساحة التحرير تحتضن المندّدين بالقصف الإيراني التركي
نشر في: 26 أغسطس, 2011: 09:34 م