لطفية الدليمي الأخ الدكتور سعدون الدليمي، سلاما، سمعناك وأثلجت قلوبنا وأنت تتوعد الإرهاب والمجرمين حين تسلمت وكالة وزارة الدفاع، فهل نطمع في سماع وعود بالقوة ذاتها لتعزيز الثقافة الحرة التي ترتبط جدليا بالأمان والسلام الوطني وتقدم المجتمع؟؟ نأمل أن يكون الانحياز إلى الثقافة في عراقنا الراهن بنفس قدر الانحياز للسلاح والطائرات المقاتلة وأساليب القتال الحديثة،
فالثقافة سبيلنا الوحيد لإعادة بناء الإنسان وتعزيز الانتماء الوطني، والثقافة وحدها من يجنب البلاد المزيد من الكوارث والمذابح التي يقترفها الإرهابيون و المتشددون والرافضون للتحولات الديموقراطية في العراق وهي الحل المتاح لتغيير التوجهات الاجتماعية المغلوطة بعد عقود من الدم والاقتتال والتجهيل والنزاعات العقائدية والتوتر الطائفي والخراب الاقتصادي وإقصاء الكفاءات وهي وسيلتنا المثلى لتهذيب النفوس بالفن والإبداع السامي وتحصينها بالجمال وقيم المحبة والتضامن لتقوى فعلا على مواجهة الإرهاب وما يأتي به من قبح وموت وخراب..2الإنسان في جهله والإنسان في عوزه وافتقاده الوعي و في حرمانه من الحياة الكريمة والخدمات وفرص التعليم والعمل سوف يستهين بفكرة الانتماء لوطن لا يوفر له ما يتوفر لسواه في أفقر دول المنطقة، وعندما يتزامن الحرمان مع غياب الانتماء لدى الشباب، تهون حياة المرء وتتهاوى قيمه وتهيج غرائزه الأولية فيفقد اتزانه جراء افتقاد القيم ووطأة الحرمان و يتلقفه رعاة الخراب والتكفير، يشترون روحه اليائسة المحرومة مقابل المال فينضوي في جيوش الظلام بحثا عن حل زائف لإشكالات حياته ومعاشه.. كم من الأسلحة دججنا بها جيشنا وشرطتنا وقواتنا الخاصة؟؟ وكم من الضحايا الأبرياء قدم العراق في مجازر الإرهاب الدموية؟؟ وكم وكم من الخراب نتج عن الهجمات الوحشية؟؟ ولكن هل ثمة جدوى من فرط التسلح أم أن علينا التسلح بثقافة حرة رصينة وعصرية تتلاءم مع متطلبات عصر العولمة وثورة المعلومات؟ لقد أثبتت التفجيرات الأخيرة أن ثقافة العنف تتحكم بأوضاعنا لأسباب ومسببات لايكمن علاجها بوفرة سلاح ولا نقاط تفتيش ولا جدران كونكريت ولا إغلاق شوارع بل بتغيير بنية الثقافة والانتماء الحقيقي للوطن وحده وليس للحزب والطائفة والعرق،ويكمن في البدء بتوفير متطلبات الحياة الإنسانية للمواطن لتتعزز ثقته بالسلطة ومؤسساتها ولايتم ذلك بإصدار القوانين والتعليمات -على أهميتها- بل بوضع خطة مكتملة لمشروع ثقافي شامل قابل للتطبيق على مراحل متتابعة،وتسهم وسائل الإعلام والندوات التي تعقد في الأحياء السكنية من قبل المراكز الثقافية في تعزيز الانتماء والالتزام بالقانون لتكون كرامة الإنسان مكفولة في سلام المجتمع وتتوفر له الخدمات ووسائل العيش الكريم، فكم من مركز ثقافي أسسته وزارة الثقافة لدينا مقابل الثكنات العسكرية وجدران الكونكريت والحواجز؟؟ وكم من ندوة تقيمها السلطات المحلية بالتعاون مع وزارة الثقافة لمناقشة المشاريع الثقافية و توزع فيها كتيبات مبسطة تعلم السلوك المتحضر والوعي الصحي والقانوني والأخلاقي للآباء والأمهات والأبناء؟؟ لابد لنا من أن نتعلم من تجارب شعوب حية تخلت عن فكرة عسكرة المجتمعات واتجهت إلى الثقافة كرافعة أولى لتغيير مجتمعاتها وفق مشروع ممنهج،تسهم فيه وزارات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتضامن الاجتماعي وتقود المشاريع كلها وزارة فتصبح بذلك أهم وزارة سيادية على النقيض مما يعتقده البعض..الثقافة عبر وسائلها المتاحة.3تعمد الشعوب الحية لتطوير مجتمعاتها إلى استخدام عروض المسرح والموسيقى والسينما لتنمية الذائقة الجمالية واحترام البيئة والانتماء للعصر، غير أن إنشاء المسارح ودور السينما وقاعات الموسيقى لايأتي قبل لقمة العيش ووهجة الكهرباء في مصباح وقدح ماء صحي وحكومة يبذل مسؤولوها جهودهم ليل نهار لخدمة مواطنيهم قبل خدمة أحزابهم وكتلهم ولا يفكر احد منهم بأهمية الثقافة وخطورتها ودورها في الارتقاء بالأمن الوطني ومواجهة الإرهاب وانهيار القيم، وما فكر احد منهم بأن الثقافة هي قلعة الدفاع الأولى عن الإنسان وقيمه الرفيعة وليس السلاح والدبابات والطائرات على أهميتها.. ..ألا يجدر بوزارة الثقافة اليوم وعلى رأسها الدكتور سعدون الدليمي- أن تعيد الحياة إلى المشروع الث
قناديل :الثقافة الحرة هي قلعة الدفاع عن العراق وليس خط ماجينو الدفاع
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 06:18 م