إصلاح السريرة والإخلاص ورد في الأثر: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله ما بينه وبين الناس. قال سفيان بن عيينة «كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهؤلاء الكلمات» فذكر ذلك وفي آخره: ومن عمل لآخرته كفاه الله عز وجل أمر دنياه. رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد».
قال عثمان رضي الله عنه: «ما أسر أحد سريرة الا أظهرها الله عز وجل على صفحات وجهه وفلتات لسانه». وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى: «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» أي المتفرسين. وروى الترمذي في تفسيرها، الخبر المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل»، وروى الترمذي عن أنس مرفوعاً «من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له، ولا يمسي الا فقيراً ولا يصبح إلا فقيراً، وما أقبل عبد الى الله عز وجل بقلبه، الا جعل الله تعالى قلوب المؤمنين تنقاد اليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير أسرع». ولأحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه مرفوعاً «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل». دان نفسه حاسبها في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة.rnلتجتمع القلوب وإن لم تجتمع العقول! الاختلاف سنة إلهية ولا حيلة في دفعها، بل لو لم يوجد الاختلاف لكان ذلك تفويتا لكثير من المصالح والخيرات، وقد امتن البارئ جل وعز بتنوع ألسنتنا وألواننا وسائر أشيائنا. التصافي يعني استثمار الاختلاف ايجابيا، عوضا عن أن يتحول إلى تحضير للصراع واستعداد للنزاع. التصافي يعني ان تجتمع القلوب وإن لم تجتمع العقول. التصافي يعني تفعيل الأخلاق على أكمل الوجوه، وليس تفعيل المعرفة فحسب. كما يقول الشيخ سلمان العودة, قد تقتضي المعارف والاجتهادات أن نتفاوت في مواقعنا ورؤيتنا ومواقفنا وتحالفاتنا، ولكن الأخلاق تقتضي ألا تتحول نتائج المعرفة والاجتهاد إلى قسوة على النفس، بالقسوة على أحبتنا، وقد قال ربنا سبحانه: «فسلموا على أنفسكم». التصافي يعني الاهتمام الكبير بدوائر المتفق عليه، والعناية بالمشتركات الانسانية وهي ضخمة، والمشتركات الايمانية وهي ضخمة ايضا، ولهذه المشتركات من الحقوق الشيء العظيم الذي قرره القرآن، وأكدته السنة، وعززته التجارب الايجابية والسلبية معا.التجارب تصيح بنا أن نتحالف ونجتمع على القواعد الكلية والمشتركات الشرعية والمصالح الحياتية. وألا نتجاهل الخلافات سواء كانت جوهرية أساسية، أو كانت جزئية فرعية، لكن لا نجعل الإحساس بهذه الخلافات هو الذي يتحكم في عقولنا، ويسيطر على عواطفنا وقلوبنا، ويؤسس لعلاقاتنا البينية، لئلا تتحول العلاقات إلى حروب ومكايدات وتقارير سلبية يرفعها القلب للعقل، ثم يفيض بها العقل للسان واليد والقلم.الحياة ليست معركة. التصافي هو الاختلاف الهادئ، والاتفاق الأصيل. التصافي هو الخلق الكريم، والمعرفة المحققة. التصافي هو الفصل بين حق العلم وغرور النفس ونزقها وشيطنتها وكبريائها وأنانيتها.rnحلويات رمضانباسم عبد الحميد حموديتحدثنا في غير مناسبة عن المائدة الرمضانية , ذلك أن رمضان المبارك قد ارتبطت تفاصيله بامتناع الصائم عن الطعام والشراب حتى إعلان آذان المغرب حيث يبدأ تناولهما حتى إعلان الإمساك قبيل صلاة الصبح كما هو معروف . وتحفل مائدة رمضان عبر التاريخ بأنواع الطعام حسب مستوى العائلة لكن الحلويات تظل هي النوع الأكثر أمتاعا والأشهى في التفاصيل لكثرة تناولها من قبل الصائم بعد الإفطار.وإذا تذكرنا الزلابية والبقلاوة وشعر البنات والساهون وحلاوة الجزر والمسقول في بغداد قديما فقد دخلت أنواع أخرى من الحلويات الى بغداد من دول الجوار منذ الخمسينيات من القرن الماضي ومنها الكنافة والسمبوسة والشعيرية وغيرها , فيما اشتهرت مدينة النجف ومدن الكوفة والكاظمية وكربلاء بحلاوة الدهين وحلاوة الشكرية والطحينية والجزر. في مدن الجنوب تنتشر حلاوة التمر (شعث) وحلاوة طحين الحنطة وحلاوة النشا والمحلبي إضافة للحلويات الأخرى المعروفة. في كردستان العراق تنتشر حلويات الفواكه المجففة ورغيف السمسم وأنواع اللقم والأمر ذاته في الموصل التي تتناغم مع حلويات مدينة حلب.في سوريا تنتج القطايف بالجبن او اللوز أو بالجوز والمهلبية والهريسة والقشطلية.في جيبوتي يفضل الصائم حلوى (اللحوح) المصنوعة من الزيت والعسل والطحين. في ماليزيا تشتهر حلوى ( الكولاك ) وهي موز مطبوخ بالسكّر إضافة للحلوى المصنوعة من جوز الهند مع السكر.في إيران يصنع الكاستر والزلابية والبقلاوة والساهون الخفيف بالجوز إضافة للحلويات الأخرى. في أفغانستان وأزبكستان تصنع (النيشالا) وهي قوام أبيض تشبه طعم العسل . في البوسنة يتناول الصائمون بعد الافطار القطايف التي تشابه صناعتها الكنافة وحلوى (خور ماشينا ) وهي لقمة القاضي عند الآخرين والبقلاوة.وتشتهر دول أخرى بحلوياتها التي لا تكاد تختلف عن ا
رمضانيات
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 09:15 م