علاء حسنعرفنا الخرق الامني ، وحتى الان لم نعالج اسبابه ، وعجزنا عن حله ، اما الاستهتار الامني فهو صفحة جديدة من ممارسات عناصر الاجهزة الامنية بحق المواطنين ، مساء الجمعة الماضية فرضت الجهة المسؤولة عن حماية حي السيدية اجراءات عجيبة غريبة ، اثارت استياء وتذمر الاهالي ، وجعلتهم يلعنون الساعة السودة التي دفعتهم للذهاب الى الشارع التجاري في ذلك الحي ،
انتشار واسع لعناصر الامن ، ومنع مرور المركبات ، ولا أعرف كيف وصل اهالي الحي الى منازلهم ، وحينما تسأل احد الضباط وكانوا بالعشرات يخاطبك بكلمة " مشكلتك "، ضباط برتب عالية كانوا في الشارع التجاري يستعرضون امام المارة مثل الطواويس ، وكأنهم جنرالات حرب ، انجزوا النصر الكبير بالقضاء نهائيا على الارهاب في العراق .اغرب ما حصل في ذلك المساء اعتقال العشرات من الشباب لارتدائهم البنطلونات القصيرة ، واجبروهم على الوقوف في مكان معين ، بعدما سمعوا اهانات من عناصر الامن ، وكلمات نابية تفوه بها الضباط الطواويس ، وكان بين المعتقلين طلبة جامعات ، وهذا ما سمعته من احدهم .هل هناك صورة اخرى تبين مدى "الاستهتار الامني" الذي حصل في حي السيدية مساء الجمعة ؟ وكيف تفسر قيادة عمليات بغداد هذا الاجراء ، وهي المعنية بحماية امن المواطنين ، وقبل ان ترد القيادة بنفي مثل هذه الممارسات كعادتها ، اقول ان جميع المارة في تلك الساعة شاهدوا تلك المهزلة الامنية .قبل ايام حدثت في ذلك الحي عملية اغتيال شاب في احد الشوارع الفرعية ، وعلى مقربة من سيطرة امنية تتمركز في الشارع التجاري ، لم تحرك ساكنا ، الا بعد مرور ساعة حينما وصل ضابط برتبة ملازم وامر بنقل جثة القتيل الى الطب العدلي .قبل حلول ايام العيد ستعلن قيادة عمليات بغداد تنفيذ خطتها الامنية المعروفة بغلق المزيد من الشوارع ، فتكون وبالا على اهالي العاصمة لانهم تعرفوا عليها سابقا بالزحام الشديد والاختناقات المرورية ، اما الطرق الخارجية المؤدية الى المقابر فصورتها لاتحتاج الى توضيح ،من حق الجهة الامنية المسؤولة عن حفظ الامن في السيدية ان تتخذ كل الاجراءات لاداء واجباتها ، وليس من حقها ان تخترق اجهزة الهاتف ، فبعض رجال الامن لهم سوابق بهذه الممارسة ، ويعلم بها ضباطهم من صنف الطواويس . القيادة الامنية تعلن دائما ان منتسبيها ملتزمون بالأوامر ، ومنها احترام المواطن وحماية ممتلكاته ، وتلك القيادات ، تجهل او ربما تغض النظر عن الكثير من الممارسات السيئة ، وما حصل مساء الجمعة في حي السيدية ، آمل ان يحرك من يحمل شرفه العسكري والمهني ليعلن اسباب اعتقال الشباب ، ومحاسبة من وجه لهم الاهانات والشتائم ، والجهة التي تقف وراء هذا الاعتداء السافر معروفة ، وبالامكان الحصول على معلومات اكثر من اصحاب المحال التجارية في ذلك الحي ، فهؤلاء يعرفون جوقة الطواويس الذين اخذوا دور شرطة الاداب لملاحقة الشباب . يبدو ان الجهة المسؤولة عن حماية حي السيدية استطاعت بقدراتها "الجبارة " القضاء على الارهاب في المنطقة وطهرتها من الخلايا النائمة ، وبعد هذا الانتصار تفرغت لاشاعة القيم الاخلاقية ، باعتقال الشباب لانهم يرتدون "البرمودا " وهذا الاجراء يؤكد الانتقال الى صفحة "الاستهتارالامني " بعد انجاز الصفحات الاخرى بخطة امنية بائسة ابرز مظاهرها زعزعة ثقة المواطن بالجهات المسؤولة عن حمايته ، وانتقال الكراهية للاجهزة الامنية من النظام السابق الى الحالي ، وياحكومة ارحمينا .
نــص ردن: استهتار امني
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 09:47 م