اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > باقر جاسم فـي اتحاد الأدباء.. المسكوت عنه فـي تاريخ الثقافات

باقر جاسم فـي اتحاد الأدباء.. المسكوت عنه فـي تاريخ الثقافات

نشر في: 28 أغسطس, 2011: 04:55 م

محمود النمر ضيفت  رابطة النقاد في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، د. باقر جاسم محمد  ، للحديث عن الاشتغالات (ما بعد النقد الثقافي) وهي مهمة حساسة ودقيقة، لما  يحمل هذا الموضوع من أدوات في غاية الأهمية، وأدار الجلسة الناقد زهير الجبوري ،الذي قال إن النقد الأدبي اخذ ثوابته الخاصة ، لذا على النقد الحديث أن ينسرح إلى قراءة الواقع وأنساقه السسيولوجية ،ولأن الحديث يطول في هذا الموضوع ندعو المحاضر إلى أن يقدم محاضرته .
بعدها تحدث د. باقر جاسم محمد عن مضمون بحثه الموسوم  ( قراءة في الأنساق الثقافية العربية ) ،مشيرا إلى أن الدارسين لأدبيات النقد الثقافي و دراسات ما بعد الاستعمار وجود علاقة وثيقة تربط بين هذين الحقلين المعرفيين. و هي ليست علاقة تاريخية فحسب و إنما هي علاقة عضوية ذات جوهر فكري  أيديولوجي أيضا ً. و هذا الزعم يقتضي منا إلقاء بعض الضوء على تلك الدراسات الأصول التي قد تسمى بدراسات ما بعد الحداثة أو ما بعد البنيوية. و هي دراسات تنهض، كما يزعم دعاتها، بمهمة أساسية هي تحرير ثقافة و حضارة المحيط ممثلة ً بثقافات الشعوب في آسيا و أفريقيا و أمريكا من هيمنة و سلطة و ثقافة و حضارة المركز ممثلة ً بثقافات بريطانيا و أمريكا و فرنسا و الغرب عموما ً. و هي بذلك تسعى إلى إعادة رسم مسار التأثير و التأثر بين المحيط و المركز، و الانطلاق من مفاهيم مغايرة و ذات جوهر فكري و معرفي و اجتماعي مختلف في تحديد طبيعة العلاقة بين هذين النوعين من الثقافة من أجل جعل ثقافة المحيط فاعلة و مكافئة لثقافة المركز. لذلك تقوم هذه الدراسات بإعادة تعريف المصطلحات و المفاهيم الفكرية مثل الثقافة و السلطة و المعرفة و الأدب كاشفة عن العلاقات التحتية العميقة التي تربط بينها، و مؤكدة على الدور المهم الذي تلعبه ثقافة المحيط التي لم تعد ثقافة تابعة أو ملحقة بثقافة المركز. و هي بذلك لا تخفي دوافعها الأيديولوجية حين  تجترح في عملها هذا أسسا ً ثقافية في الدرس و التحليل تستفيد، تقنيا ً، مما حققته ثقافة المركز، و لكنها تسعى إلى أن تكون غاياتها مختلفة عن الغايات التي سعت ثقافة المركز إلى تكريسها.وأضاف باقر في بحثه : كانت دراسات ما بعد الاستعمار تعبيرا ً عن تصاعد وتيرة الاهتمام بالمفاهيم السياسية و السوسيولوجية و الثقافية الصريحة أو المضمرة، و هو ما أدى إلى بداية نوع من  الدراسات الأدبية التي تحط من قيمة النقد الأدبي، و من قيمة الدراسات الفنية و الأسلوبية الجمالية التي غالبا ً ما يصفها النقاد الثقافيون بالمحدودية. و كان ذلك بعض مما دفع الناقد عبد الله الغذ َّامي إلى أن ينعى على النقد الأدبي إهماله "عيوب الخطاب و انشغاله بالجماليات دون القبحيات"، و ما ذاك ، يتابع الغذَّامي، "إلا لأن النقد ارتبط بصفة الأدبية فوقع في لعبة التبرير و التخريج و تصوير الباطل في صورة الحق، مما جعله ضحية للنسق من جهة، و جنديا ً مسخرا ً في خدمة النسق و تعزيزه، من جهة ثانية."(1) و هذا زعم ينطوي على اتهام لم يستطع الغذ َّامي أن يقدم دليلا ً قاطعا ً، أو حتى مقنعا ً، عليه. و لو عدنا لدراسات ما بعد الاستعمار لرأينا  هدفها النهائي لها .ثم أكد الناقد علي حسن الفواز  أن حديث الناقد باقر  جاسم هو غوص عميق في مناطق ملتبسة ، تحتاجها الثقافة العربية اليوم والثقافة الإسلامية أيضاً ،لأننا بحاجة إلى هذه الحفريات ،التي ندرك من خلالها أن الكثير من المسكوتات عنها في تاريخ هذه الثقافات ،التي تشكل من خلالها وجداننا ورأينا العام ويومياتنا الثقافية وانكساراتنا السياسية والاجتماعية ،وبالتالي فان تفكيك المغلق في هذه المنظومات الثقافية هو واحد من اخطر التحديات التي تتحدى المثقف العربي اليوم .وأضاف الفواز : إن حديثاً عن ثقافة ما بعد الاستعمار بتقديري هو أيضاً ثقافة أزمة وليست ثقافة حلول لأن الذين اشتغلوا في هذه المنطقة هم اغلبهم من الذين ينتمون إلى ثقافة الأزمة ،أو ثقافة المنفي أو الثقافات المطرودة ،لذلك كانت نزعات التعاطي مع ثقافات المراكز المهيمنة ،كانت هي محاولة لتحرير هذه الثنائية المرعبة القديمة من التابع والمتبوع .وقال د. محمد كريم الكواز : إن الذي يؤخذ على عبد الله الغذامي انه جعل العلاقة عدائية بين النقد الأدبي والنقد الثقافي ،وقد أشار لها الفواز في حديثه ،وقد عملت في كتابي مواءمة ،أن نخرج من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي ،نعم نهتم بالجماليات ونكتشف الأنساق المضمرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram