عامر القيسيفي لقاء متلفز مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، وضع العملية السياسية امام خيارات ، احد هذه الخيارات هي " الذهاب إلى ربيع عراقي " وإذا كان يعني الاستاذ المطلك بالربيع، العراقي على الطريقة التي يجتاح بها هذا الربيع المنطقة، إسقاط الحكومة، فهو في هرم جهازها التنفيذي ،
وفي موقع مسؤولية يعاني الناس من سوء أدائها بل وغيابها في بعض المفاصل، فهو نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ، ولم يشهد المواطن المبتلى بالازمات أي تقدم يذكر في هذا المجال الذي يشتغل عليه السيد المطلك والذي كافح كفاح الابطال من اجل الحصول عليه،، بل لم نر أو نسمع ولو من باب الدعاية أننا في انتظار مشاريع ضخمة عملاقة "ناضل" في سبيلها المطلك وهي في طريقها للانجاز خلال العشر سنوات المقبلة، على سبيل المثال لا غير، لكي تصنع لنا املا، ان في الطريق خير قادم على يد المطلك !! وان كان المطلك يقصد بالربيع العراقي هو الدعوة للاصلاح ومحاربة الفساد وإعادة النظر بالعملية السياسية برمتها وبالأسس التي قامت عليها والفلسفة التي تبنتها والنتائج التي تمخضت عنها، فلا أحسبني قائلا ان السيد المطلك كان نائما منذ انطلاقة بوادر الربيع العراقي من تحت نصب الحرية ، في شباط الماضي، وما قامت به حكومته "باعتباره نائبا لرئيس الوزراء" من اعمال "قانونية" فاضحة في محاربة الربيع والتصدي له بخراطيم الماء والرصاص الحي والقنابل الصوتية والهليكوبترات الواطئة وما تبعها من اعتقالات عشوائية ومداهمات غير قانونية لبيوت النشطاء، فضلا عن الاتهامات التي صدرت من رئيسه مباشرة بالتخوين والقاعدة والبعث . ولم نسمع له صوتا لا من تحت نصب الحرية ولا من مكان آخر ، وكنّا نتمنى عليه لكي نصدق دعوته للربيع العراقي ان يكون متواجدا مع كل الحناجر التي تهتف كل جمعة " الفساد باطل .. المحاصصة باطل .. رواتب النواب باطل .. انعدام الكهرباء باطل .. الاستحواذ على السلطة باطل ... خنق الحريات باطل ... مجلس بغداد باطل .. " وغيرها من الشعارات التي رفعها مواطنو الربيع الذي يبشر به المطلك وكأنه لم يسمع شيئا !!لا أدري لماذا يعتقد سياسيونا والمسؤولون في الحكومة لدينا بل وحتى قادة الكتل والبرلمانيون اننا شعب في مرحلة الرضاعة وان من السهولة خداعنا بالشعارات والصراخ خلف مايكرفونات الفضائيات والتهديدات والاكاذيب التي بلغت مرحلة " العيب " الحقيقي من كل هذا السلوك الذي قادنا الى ما نحن فيه . يتحدثون عن المصالحة وهم من يعرقلها ..ويكافحون ضد المحاصصة وهم أول المتمسكين بها عند توزيع الكيكة ..يطالبون بمحاربة الفساد المالي وكشف الفاسدين والمفسدين وهم يغطون على الفساد والمفسدين عندما يصل حدودهم .. يطالبون الاميركان بالرحيل امام شاشات الفضائيات وفي اللقاءات الخاصة يقولون لهم " دخيل الله ودخيلكم " !!يطالبون المواطنين بالمشاركة في صنع المستقبل الوطني العراقي وهم يبيعونه ويهدمونه عند دول الجوار !!ينادون بحق التظاهر وهم أول من خنق بوادر الاحتجاجات السلمية تحت نصب الحرية ورفضوا دعمها من اجل العراق الديمقراطي الحقيقي .. !هذا حديث يشمل الجميع دون استثناء بما في ذلك السيد المطلك الذي انصحه ان يذهب كل يوم جمعة الى ساحة التحرير وتحديدا تحت نصب الحرية ليكتشف كم انه صحا متأخرا من النوم!!
كتابة على الحيطان: صالح المطلك والربيع العراقي
نشر في: 3 سبتمبر, 2011: 07:41 م