TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: درس وعبرة

كردستانيات: درس وعبرة

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 06:58 م

وديع غزوانأمس بدأ التنفيذ الفعلي لأربعة قرارات تتعلق بعملية الإصلاح الكبيرة التي وضع ملامحها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، بعد أن سبقتها إجراءات أخرى على نفس الطريق  . القرارات أوسع من أن  نحصرها  بأحزاب المعارضة الثلاثة في الإقليم وصرف ميزانياتها ، لأنها تتضمن قضايا أخرى تتعلق بتطبيق القانون، وقد نصت في إحدى فقراتها على عدم جواز القبض على احد خارج الصيغ القانونية وعلى وفق أمر قضائي ،
 كما أن الأهم من كل ذلك كما اشرنا في موضوع سابق  رسم ملامح طريق واضح لترسيخ البناء الديمقراطي في الإقليم وهي مسالة مهمة وينبغي إشباعها بالبحث والدراسة خاصة وإننا بقينا لعقود طويلة نفتقد علاقات صحيحة بين أحزاب المعارضة وغيرها ممن تقع على عاتقها مسؤولية قيادة النظام . وكما هو معروف فان الحزبين الديمقراطي والوطني الكردستانيين خاضا انتخابات شهدت منافسة قوية مع غيرهما من الأحزاب ، وكانت النتيجة حصولهما على ثقة المواطن ، واختارت الأحزاب الأخرى أن تشكل كتلة معارضة في البرلمان الكردستاني وهي ظاهرة صحية وايجابية ، رغم ما قد يتخللها من معوقات سببها في الغالب حداثة التجربة الديمقراطية التي يتطلب تعزيزها وإشاعتها في المجتمع توعية واسعة قادرة على إحلال ثقافة مغايرة لما كان هو سائد في العهود السابقة ، مصاحبة للقوانين الأخرى التي دورها سيكون مسانداً ليس إلا . المهم إن  المسؤولين في الإقليم  تعاملوا مع التظاهرات التي شهدتها ساحة آزادي في السليمانية بعقلية تنم عن نضج وحرص تامين  على ركيزة  التجربة الكردستانية الممثلة بالمواطن الذي بدونه لايمكن لأي نظام أن يدعي الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان . ونؤكد هنا إننا لن ندعي المثالية في مسيرة هذه التجربة وعدم وجود أخطاء فيها ، لكننا هنا نأمل أن تكون المرحلة الجديدة بمعطياتها وما تخللتها من تظاهرات احتجاجية  كفيلة بتجاوزها ووضع حد نهائي لها ، وان يشعر الجميع بأنهم متساوون أمام القانون .. نعم كانت هنالك أخطاء لكن في نفس الوقت هنالك اعتراف بحدوثها وعدم التهرب من المسؤولية عنها  ، وهو ما لم نلمسه مع الأسف في تعامل المسؤولين في الحكومة الاتحادية مع التظاهرات التي انطلقت في ساحة التحرير وغيرها من الساحات في محافظات العراق الأخرى ، بل المؤلم والذي يدعو للأسى إن السلطة تعمدت السكوت على ممارسات قمعية لشباب لم يكن ذنبهم غير أنهم كانوا الأصدق في التعبير عن ولائهم للعراق الجديد والعملية السياسية والأوفى لغالبية العراقيين المسحوقين والمعدمين ،ما عرّى وفضح دجل السياسيين وزيف برامجهم . ما يريده العراقيون جميعاً بمختلف مكوناتهم  نظاماً يترجم القائمون عليه إيمانهم بالديمقراطية إلى فعل ، وتقبل النقد والاحتجاج وتطبيق معايير الشفافية بصدق، نريد نظاماً نشعر بأنه ملا ذ نا عند ما نتعرض للظلم والانتهاك ، لانظاماً يتستر على الجلادين والمفسدين  . التاسع من أيلول اقترب ونأمل  ألا تتكرر معه  تجربة الخامس والعشرين من شباط ، ولنأخذ من كردستان درساً وعبرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram