TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > جرحى القوات الأمنية طيّ النسيان والحكومة تتجاهل معاناتهم

جرحى القوات الأمنية طيّ النسيان والحكومة تتجاهل معاناتهم

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 07:05 م

عن: نيويورك تايمزمن الصعب القول أيهما أكثر إساءة لآلاف الجنود و أفراد الشرطة العراقيين الذين عانوا من إصابات سببت لهم العوق و هم يقاتلون إلى جانب الاميركان في حرب مازالت مستمرة إلى اليوم: هل هي العناية الطبية غير المناسبة التي يتلقونها من  الحكومة التي قاتلوا من اجل بقائها أم القانون الجديد الذي  يقلص الفوائد البسيطة التي يحظون بها . يقول علي محمد هيال ، احد أفراد الشرطة الذي فقد ذراعه الأيسر في تفجير سيارة مفخخة عام 2005 و يعمل الآن في منظمة ( مصابيح الرحمة ) غير الحكومية
التي تدعم جرحى القوات الأمنية " لقد دافعنا عن الشعب العراقي ، لكننا اليوم نشعر بالإهانة ". تحاول هذه المنظمة أن تلغي  القانون الجديد الذي مرره البرلمان العراقي في تموز و الذي رفع رواتب الجنود و الشرطة المستمرين بالخدمة  لكنه قلص رواتب المصابين  منهم بضمنهم الذين فقدوا أعضاء من جسدهم و لم يحصلوا على أعضاء اصطناعية تمكنهم من العمل ثانية . القانون سيسري خلال هذا الشهر . يقول بعض النواب بأنهم لا ينوون تقليص تعويضات المصابين نتيجة الحرب و أنهم يخططون لتعديل القانون. يقول النائب عباس البياتي " نحن ندرس القانون، و إذا وجدنا فيه بعض المشاكل فنحن مستعدون لتعديله بشكل يحافظ على مستوى تعويض المصابين بما يتناسب مع  تضحياتهم ". إن القانون كما هو الآن سوف يقلص الرواتب المدفوعة للمصابين و ينسخ قانونا سابقا يمنح  المصاب بموجبه قطعة ارض – رغم عدم استلام أي منهم لقطع الأراضي - . و أضاف البياتي أن القانون قد رفع رواتب المستمرين بالخدمة و لا علم له  بالنصوص التي قلصت تعويضات المصابين ، و قال " هذا خطأ غير مقصود و سوف نقوم بتعديله بأسرع ما يمكن ". و قالت النائبة ناجحة عبدالامير عضوة لجنة الجنود الجرحى في حالة عدم تغيير القانون  فعلى المقاتلين المصابين " التظاهر و المطالبة بحقوقهم ". يأتي الجدال في هذا الموضوع مع استعداد الجيش الأميركي للانسحاب من البلاد،تاركا مسؤولية القتال للجنود و الشرطة العراقيين الذين يقدمون التضحيات اليومية نتيجة  هجمات المتمردين ، و الذين يواجهون تلك المخاطر و هم قلقون من أن بلدهم سوف لن يهتم بهم و يتجاهل تضحياتهم في حال تعرضهم للأذى . القانون الجديد الذي يقلص المنافع الممنوحة للمقاتلين المصابين جعلهم يشعرون بعدم تكريم البلد لهم . الكثير منهم يستذكر زمن النظام السابق  الذي كان يكرم المضحين في سبيل الحفاظ على السلطة الدكتاتورية بالأموال و الأراضي . الكثيرون التحقوا بالجيش العراقي الجديد الذي تأسس في عام 2005 بدوافع اقتصادية و وطنية . يقول علي جاسم الذي قاتل مع المارينز الأميركي و فقد إحدى ساقيه عام 2005 نتيجة انفجار عبوة على الطريق أثناء حمايته المواقع الانتخابية " لم تكن هناك فرص عمل في 2003 ، كما انني شعرت بضرورة حماية بلدي ". انه يسكن مع شقيقته و أطفالها في بيت من البلوك في منطقة قذرة . يقضي علي يومه مستلقيا على الأرض و هو يعاني من الحر الشديد و من ضنك العيش و سوف يعاني أكثر إذا تم تمرير القانون الجديد . بعد إصابته استمر علي باستلام راتبه بالكامل – 700 دولار شهريا – ثم تقلص الراتب الى 450 دولارا بعد أن استقطعت الحكومة مخصصات المخاطر ، و بموجب القانون الجديد سيهبط راتبه الى 200 دولار شهريا ، و  اضطر السيد هيال الى بيع بيته لغرض دفع تكاليف العلاج الطبي بعد إصابته . لقد أضاف القانون استياء جديدا من السياسيين الذين يعملون في جو من الفساد و المحسوبية و هم بعيدون كل البعد عن الشعب العراقي . يقول فلاح حسن عبد الذي طرد من بيته بسبب فقدانه ساقه الأيمن و عدم قدرته على العمل ، مخاطبا أعضاء البرلمان  " لقد التحقت بالشرطة لحماية بلدي في الوقت الذي كنتم فيه تخشون من الخروج من المنطقة الخضراء . كنت أواجه القتلة و الإرهابيين ، و مقابل ذلك أريد العيش بكرامة و لا أريد الاستجداء لإطعام عائلتي . أريد أن اشعر بان هناك من يثمن تضحيتي". هناك الآلاف من ضحايا الحرب المنسيين ، فحوالي عشرة آلاف قتلوا و عشرات الآلاف جرحوا . أما أمثالهم من الاميركان فقد عادوا الى بلدهم وهم  يتلقون الدعم من سلطاتهم من خلال زيارات المسؤولين لهم و أفضل العلاج  في المستشفيات العسكرية . يقول السيد هيال " هنا في العراق لم يقم احد من المسؤولين بزيارتنا ، و الآن يعاقبوننا من خلال هذا القانون الجديد". ترجمة عبدالخالق علي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram