TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: أمن الشوارع المغلقة

وقفة: أمن الشوارع المغلقة

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 07:05 م

  عالية طالبمقولة غريبة سمعتها اثر واحد من إحداث التفجيرات التي جرت خلال الشهر الماضي في بغداد ، كانت المقولة لواحد من المسؤولين عن أمن العاصمة قال فيها " سنمنع وقوف السيارات في الشوارع الرئيسية والفرعية " !!  ويومها تساءلت مع نفسي إذن أين نوقف سياراتنا في أي مشوار أو حاجة نروم تنفيذها ؟؟ ويبدو ان تلك المقولة ترجمت  بصورة حقيقية في أيام "العيد السعيد" الذي مر قبل أيام ،
إذ عانى المواطنين الأمرين  حال خروجهم من بيوتهم  جراء  خطط قطع الشوارع  والمفارز العشوائية والثابتة والمستحدثة كهدية أو " عيدية " قاتلة حتى إن بعض القطوعات منعت المواطنين من الوصول إلى  بيوتهم كما حصل مع  منطقة مدينة العاب الكرخ ، وجزيرة بغداد السياحية ومدينة العاب الرصافة وحديقة الزوراء ،  وكان الحل الوحيد أمام من فكر  باصطحاب عائلته للتسلية والترفية ان يقطع  مسافات قد تصل إلى نصف كيلومتر  وهو يحمل أطفاله وحقائبهم  واتكاء زوجته عليه التي  أضاع ذلك المشي المرهق  فرحتها المرتقبة .هل يمكن أن نحقق خدمات سياحية وترفيهية أرقى مما فعلناه بمواطنينا أيام العيد التي ذكرتنا بالمسيرات المليونية الراجلة في المناسبات الدينية ؟ وهل يمكن أن  نحل  خيباتنا الأمنية باضطهاد  المواطن الذي فكر  بالاحتفاء بالعيد  فلعن الساعة التي خرج بها من بيتهم ؟ وهل يمكن أن نكون  أكثر وعيا حضاريا مما فعلناه بالمواطنين الذي جعلناهم ينتظرون في طوابير التفتيش الأمني لساعات قبل أن نمررهم من عنق  الزجاجة الأمنية التي  كل خبرتها الاستخبارية  تأشيرة اليد " الرحمانية " وهي تحمل جهاز السونار الفاشل . وان كان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قد صرح سابقا بان عدد الكتل الكونكريتية في مدينة بغداد منذ العام 2007 تجاوزت 80 ألف كتلة وان هناك خطة لرفعها بالتتابع وإعادة افتتاح الشوارع من جديد بناء على أمر رئيس الوزراء ، الذي كنا قد استبشرنا خيراً مع بدء العام بالدعوة التي وجهها إلى تقليص عدد نقاط التفتيش غير الضرورية وتغيير الخطط العسكرية. لكن كلا التصريحين لا نرى لهما في الواقع التطبيقي ملامح واضحة إذ ازدادت بعدها نقاط التفتيش في العاصمة حتى زاد عدد الثابتة منها على الألف كما يحصي بعض المراقبين. ومعها  نقاط المرابطة التي  تنتشر في بغداد بعد عمليات تصاعد عمليات الاغتيال بالكواتم " المستوردة " إلا أن  طريقة تأديتها  لمهماتها والإجراءات المستهلكة في تنفيذ واجباتها التي اعتادها المواطن وهو  لا يرى إلا  طرقا باتت مستهلكة تماما ولا تؤتي ثمارا أمنية نلمسها على ارض المشهد العراقي. وكل عيد والمفارز والزحام وأماكن الترفية القليلة والسياحة الطاردة بخير في عراق بات لا يدري كيف يحل لغز المناسبات والأعياد إلا بالبقاء في بيته والتفرج على فضائيات  تنقل له  أفراح العيد عربيا بكل بهجة وفرح  وغياب خطط تعكير المزاج الوطني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram