TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :نجوم حالكة

نــص ردن :نجوم حالكة

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 09:37 م

  علاء  حسن يتصور بعض العاملين في فضائيات احزاب مشاركة في الحكومة ، بانهم اصبحوا نجوما لامعة في الوسط الاعلامي العراقي،  بعدما منحتهم جهات ومنظمات تابعة لاحزابهم جوائز افضل مراسل ومذيع ومقدم برامج ، وتلك الفضائيات تعتقد بانها تمتلك جمهورا واسعا بفضل خطابها الاعلامي ، واهتمامها بهموم المواطنين ، وتلبية مطالبهم ، علما انها اهتمت بقضية واحدة تتعلق بالدفاع عن زعيم الحزب وقيادييه الاخرين ممن شغلوا مناصب مهمة في الحكومة .
ومن مهمات تلك الفضائيات طرح اسماء جديدة بعناوين محللين سياسيين ، يتم اختيارهم على وفق شروط ومواصفات خاصة ، ابرزها الدفاع عن الاداء الحكومي ، فنشأت في الساحة السياسية جوقة جديدة من المطبلين والمداحين ، هدفها تضليل الرأي العام وتزييف الحقائق ، وشتم المعارضين ، والحديث عن مخططات تنفيذ مؤامرات لسرقة مكتسبات الشعب العراقي ، وتخريب العملية السياسية .مقدم برنامج في احدى الفضائيات الحزبية ينطبق عليه الوصف " خنجره بحزامه " فهو على استعداد للقيام بهجوم مباغت على المتحدث الذي يتجاهل ذكر المنجزات التاريخية المتحققة للشعب العراقي في الزمن الحالي ، وهذه الصورة لاتختلف عن توجهات اعلام النظام السابق بالحديث عن مشروع "الشحيمية " والهجرة المعاكسة من المدن الى الريف ، ومقدم البرنامج تنفرج اساريره حينما يكون المديح للمسؤولين اشبه بالغزل بالحزب الحاكم ، وفضائيته المعروفة بتكريس الانقسام الطائفي ، وشن حملات التشويه ضد الاحزاب والقوى الوطنية الاخرى المعروفة بتراثها النضالي وتوجهاتها لبناء دولة مؤسسات ونبذ الاصطفافات الطائفية والمذهبية .مقدم البرامج صدق اكذوبة تحقيق النجومية ، فبدأ يطرح اراءه وافكاره وكانه المدافع الوحيد عن العراقيين فتارة يدعوهم الى الالتفاف حول زعيم حزبه ، وتارة اخرى يحذرهم من التظاهر والانصياع لتنفيذ مخططات اقليمية تستهدف النيل من الحكومة المنتخبة ، ومن نصائحه للعراقيين التحلي بالصبر لحين انجاز تنفيذ البرنامج الحكومي ، وانتظار وصول مفردات البطاقة التموينية ، والقضاء  على البطالة ، والارتقاء بمستوى الخدمات ، ومكافحة الفساد المالي والاداري.       مع تصاعد الدعوات لتنظيم تظاهرات احتجاجية تطالب باجراء اصلاحات من شأنها تلبية مطالب المواطنين ،  حشدت الفضائيات الحزبية امكانياتها وطاقاتها للتقليل من اهمية تلك التظاهرات ، واخذت تتحدث عن مؤامرة مبيتة ضد الحكومة ،وخرجت بنتيجة بان المتظاهر متآمر،  ويستحق عقوبة الاعدام في ساحة التحرير،لارتباطه بقوى خارجية تريد اعادة البلاد الى المربع الاول باثارة الفتنة الطائفية، واشعال فتيل حرب اهلية، وسابقا وصفت المحتجين بانهم من فلول بقايا حزب البعث المنحل ،وايتام النظام السابق .بفضل جوقة المداحين من ضيوف الفضائيات الحزبية من المحللين السياسيين ، ونجمهم الفضائي اصبح الخطاب الاعلامي حزبيا بامتياز ، ولهؤلاء رغبة في اعادة وزارة الاعلام ليكونوا فيها مستشارين ، واصحاب قرار لمعاقبة ومحاسبة وسائل الاعلام الاخرى المعروفة باستقلاليتها ووقوفها ضد سراق الديمقراطية  ومكتسبات الشعب العراقي .نجوم الفضائيات الحزبية كأسيادهم حققوا الحضور في الوسط الاعلامي بالمصادفة ، فبعضهم كان من عناصر حماية مسؤول ثم حصلوا على فرصة الاطلالة عبر الشاشة لكونهم يحسنون تلميع الصور البشعة وتجميل القبح ، وواجبهم الابتعاد عن ذكر مظاهر تدهور الاوضاع الامنية وتراجع الخدمات ، وهم على استعداد للدفاع عن مسؤوليهم على الرغم من تورطهم بملفات فساد مالي اثبتتها الحقائق والوثائق .من محاسن تلك الفضائيات انها بلا جمهور وهذه الحقيقة اكدتها استطلاعات رأي وتقارير جهات اكاديمية اعلامية لم تنشر ، وتم تداولها بشكل محدود ، لان نشرها من شانه ان يكشف اكذوبة نجوم الفضائيات الحزبية ، وعزوف معظم العراقيين عن مشاهدتها ، لانها بنظرهم تكرس الانقسام الطائفي بجوقة المحللين السياسيين والنجم الفضائي الساطع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram