محمود النمر سوريا هي صاحبة العرش المهشم الآخر المرشح للسقوط أو ربما يسبقها إلى الهاوية (زعيم القات ) اليمني المنبوذ في مصحات آل سعود ، سوريا هي ( بؤرة البعث ) الأخيرة ، لم يتعظ حاكمها الذي توارث (الحكم البعثي ) عن أبيه الذي قتل ودمر واستباح الكثير الكثير في حماة وحمص وغيرهما من المدن السورية في الثمانينيات ،وعلى ما يبدو إن البعث لايمكن أن يعيش إلا على برك الدم ،لذلك كان البعث في العراق بقيادة الطاغية الأغبر ، الذي خلّف حروب ومجازر وإرهاب وقتل وإعدامات طالت اقرب الناس إليه وأخيرا استسلم في حفرة حقيرة .
بشار الأسد يعيد تجربة القتل التي توارثها عن أبيه، فكمم الأفواه وملأ السجون وحبس الأنفاس، في كل ليلة يشن حملة ضد كل من يجاهر ولو بإشارة نصر victory أو صيحة غاضبة ، أو إعلان صارخ ،من شيخ، أو شاب ، أو حتى من طفل ، ساعتها تكون الرصاصات البعثية تمزق حنجرة صوت الحق ، الموت في الأزقة والشوارع والمدارس والكليات وكل محاور الحياة. قوافل الشهداء تتزايد، والموت يعلن ساعة الصفر نحو كل حركة تثير الشك أو الريبة ، كل يوم يتساقط الشهداء كالنيازك من سماء سوريا، من محافظة إلى محافظة ومن قرية إلى قرية .إن الشعب السوري الذي عانى من سلطة البطش البعثية عبر أكثر من ثلاثة وأربعين عاما من التضليل والتهميش والتجهيل ومصادرة خيرات هذه البلاد المعطاء ذات الخيرات الكثيرة التي تصب مردوداتها في جيوب عائلة ( الأسد ) وهم لم يتورعوا عن استعمال سياسة الأرض المحروقة في سبيل الحفاظ على كرسي الحكم . الذي يحز بالنفس إن أياً من القادة البعثيين لم يرفع إصبع الاحتجاج على عمليات القتل والتشريد للشعب السوري المغلوب على أمره ،وما يدفعني إلى التأسف الموجع أن القادة العسكريين لم يتمرد ولو واحد منهم ، أو يعلن حالة عصيان في تنقيذ الأوامر وهذا ما يوحي أنهم يشعرون بأن مصيرهم واحد ،ويجب الحفاظ على السلطة مهما كان الثمن غاليا .وكانت خطابات بشار الأسد مخيبة للآمال وكاذبة، وكلما يظهر يوجه خطاباً غير مدعوم بحقائق ، ويشكل فجيعة أخرى وخديعة أيضا أخرى للشعب السوري، بعد أن وصف المعارضة بالخارجين على القانون ويجب محاسبتهم "لأنهم عملاء للأجنبي " وهذه تهمة عارية عن الصحة . وكل يوم تخرج الجماهير الغاضبة في دمشق وأدلب واللاذقية وبقية المدن إلى أن وصلت التظاهرات إلى قرية" معرة النعمان " المتاخمة لحدود تركيا وبقية القرى المجاورة للجهات الأربع ولكنه لايتعظ !!!!- من الشعار العربي الصائب ( الشعب يريد تغيير النظام ) الذي يمثل الإعصار العربي أو لكل الشعوب المغلوبة على أمرها ،والذي كان آخر من سقط بهذا الشعار ( القذافي ) وهو يهذي ويردد كيف الشعب يريد تغيير النظام ؟؟؟؟؟؟؟ .مازال بشار الأسد يوهم الشعب السوري بان هناك إصلاحات لامتصاص غضب الجماهير في حين توجه فوهات الدبابات والبنادق إلى صدور الشباب لإسكات صوت الحرية .هناك الكثير من الأنظمة الشمولية تغيرت ،وأنظمة حكم الحزب الأوحد والقائد المفدى ذهبت مع الريح ،العالم يتجه نحو نظام العولمة ،ولكل بلاد خصوصية في ذلك ،ضمن سياقات عالمية متعارف عليها بين الدول ،وعلى الجميع أن يتفهموا إن إعصار التغييرا ت ونحن بانتظار العاصفة التي بدأت في الأيام الأولى من عام 2011.هو ربيع الثورات العربية والشرق أوسطية ،واعتقد أن الخارطة السياسية ستخضع للعوامل في التغييرات السياسية ، وان الحرية امرأة أدركها المخاض وستلد في كل بلد عربي ،فتاة جميلة تحمل راية بيضاء أو زرقاء أو حمراء ، وربما ستشمل هذه الولادات بلداناً أخرى غير عربية . الربيع .. الثورات .. الحرية .. كلمات يخشاها الطغاة .
بؤرة البعث الأخيرة
نشر في: 5 سبتمبر, 2011: 05:56 م