 دهوك/المدى تزايد عدد المصابين بمرض الثلاسيميا في محافظة دهوك خلال السنوات الأخيرة رغم الإجراءات القانونية والتوعية الصحية  التي تقوم بها الجهات الحكومية والجهاز الصحي في محافظة دهوك حيث وصل عدد المصابين الى اكثر من (800) مريض مسجل بحسب سجلات جمعية مرضى الثلاسيميا في دهوك .
جمعة خليل رئيس جمعية مرضى الثلاسيميا في دهوك التي تأسست في عام 1996اشار في حديث للمدى إلى ان عدد المصابين كان 80 شخصا فقط في بداية تأسيس الجمعية، لكن هذا العدد قد تزايد وخاصة في السنوات ألأخيرة الى ان وصل الى نحو 800 مريض منهم 150 من الوافدين من محافظة نينوى الذين يقصدون محافظة دهوك من مناطق سنجار وشيخان وتلكيف وهي من المناطق المتنازع عليها موضحا انهم لا يستطيعون مراجعة المراكز الصحية في الموصل لعدم استقرار الأوضاع الأمنية هنالك وخوفا من العمليات الإرهابية. الى ذلك بين الدكتور راجي سليمان مدير مركز (شين ) الخاص بمرضى الثلاسيميا في دهوك ان هنالك الكثير من الأسباب التي أدت الى تزايد عدد مرضى الثلاسيميا المسجلين لديهم ،أبرزها الاكتشاف المتأخر لهذا المرض في المنطقة حيث تم ذلك  في العقود الأخيرة وأضاف" ان الزواج بين الأقارب  هي من الأسباب المؤدية الى ظهور هذا المرض لدى أطفالهم بنسب اكبر والسبب الآخر الذي أدى الى تزايد أعداد هؤلاء المرضى في دهوك هو قدوم الكثير منهم من مناطق سنجار وشيخان وتلكيف اي المناطق المحيطة بالموصل والمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي لأن معظم الذين يعيشون في هذه المناطق لا يريدون الذهاب الى الموصل خوفا من العمليات الإرهابية فلا يستطيعون مراجعة مراكزهم هناك " وقد بين جمعة خليل رئيس جمعية مرضى الثلاسيميا في دهوك انهم خلال السنوات الماضية قاموا بتقديم الكثير من الخدمات لهذه الشريحة وقال"لقد عملنا كل ما في وسعنا للتقليل من ظهور هذا المرض الوراثي الذي ينتقل عن طريق الجينات بواسطة الزواج بين الأقارب فقمنا بتنظيم سلسلة من الندوات في القرى والنواحي والقصبات النائية التي ينتشر فيها الزواج بين الأقارب والكثير من الحالات التي ترد الينا هي من هذه المناطق، فقمنا بتنظيم ندوات حول كيفية الوقاية من هذا المرض وضرورة مراجعة الأطباء لإجراء الفحوصات الخاصة بالمرض قبل الشروع في الزواج ،كما إننا قمنا بإدراج فحص مرض الثلاسيميا ضمن شروط الزواج التي ينبغي العمل بها في كل محاكم إقليم كردستان" جمعة خليل بين أنهم ركزوا على تقديم مساعدات مادية لهؤلاء المرضى وقال"لكون علاج هذا المرض مستعصياً ويتطلب الكثير من الأموال ولا يتمكن المصابون بهذا المرض من توفيرها ،لذا فإننا قمنا بالتنسيق مع مديرية الرعاية الاجتماعية بتأمين(150) ألف دينار كرواتب شهرية لهؤلاء المرضى" وأوضح خليل  إنهم يسعون من خلال وزارة الصحة في إقليم كردستان لبناء مستشفى خاص بهؤلاء المرضى ،وكجمعية استطعنا الحصول على 250 قطعة ارض لأعضاء الجمعية من مرضى الثلاسيميا ،موضحا إنهم بالتنسيق مع وزارة الصحة وبعض المنظمات الدولية قاموا بإرسال عشر حالات من هؤلاء المرضى الى الخارج لتلقي العلاج وقد نجح معظمهم فيما فشلت حالتان فقط لحد الآن. وطالب رئيس جمعية دهوك لمرضى الثلاسيميا الجهات المعنية في وزارة التربية بضرورة مراعاة الأطفال المصابين بهذا المرض في المدارس ومراعاة أحوالهم الصحية وتوفير صفوف خاصة بهم داخل المدارس إضافة الى مناهج خاصة بهم: كما طالب وزارة الصحة بضرورة بناء مستشفى خاص بهؤلاء المرضى الذين كثر عددهم وتوفير الأجهزة الحديثة لتشخيص هذا المرض وعلاجه.  وبين جمعة انهم يقومون بحملات مستمرة للتبرع بالدم لكي يحافظوا على النسب المتوفرة لهؤلاء المرضى في مصرف الدم وقال"لدينا  450 بطل دم في مصرف الدم لأن هذه الحالات تحتاج الى الدم بشكل مستمر والمواطنون متعاونون بشكل كبير معنا خلال الحملات التي نقوم بها بشكل دوري "وللوقاية من هذا المرض فانه وبحسب قول الدكتور راجي سليمان  ينبغي اتخاذ الطرق الوقائية حيث يشترط على المتزوجين قبل الزواج ان يقوموا بإجراء فحوصات لمرض الثلاسيميا كما ان هنالك خطوات أخرى ينبغي القيام بها وهي الفحوصات التي تجرى للجنين وهو بعمر سبعة أسابيع  حيث تطرح فكرة الإجهاض على الوالدين لكن الكثير من الآباء لا يؤيدون فكرة الإجهاض فيأتي المولود حاملا للمرض وقال" إنني اشدد على ضرورة ان يقوم الآباء بإجراء الفحوصات الخاصة بالجنين في الفترة الأولى من تكوينه لأنها الفترة الأنسب حيث من الممكن تجنب تكوين طفل مصاب بهذا المرض" وبين راجي انهم يقومون بإرسال المشكوك بإصابة أطفالهم في فترة الحمل الى الدول المجاورة لإجراء الفحوصات ،موضحا انهم يقدمون مساعدات مادية لهم للقيام بهذه الفحوصات داعيا الجهات المعنية إلى ضرورة جلب أجهزة التشخيص والمختبرات الخاصة بتحليل هذه الفحوصات الى داخل الإقليم للتخلص من صعوبات السفر الى الخارج. أبو هفال الذي قدم الى مركز (شين) مع ابنه لتسلم الدم لولده المصاب بالثلاسيميا قال" نحن نعاني كثيرا لأن هؤلاء المرضى يحتاجون الى أدوية وعلاج مستمر