اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > جيني يوثق مذكراته ويحمّل الخارجية الأميركية إخفاقات ما بعد 2003

جيني يوثق مذكراته ويحمّل الخارجية الأميركية إخفاقات ما بعد 2003

نشر في: 5 سبتمبر, 2011: 09:05 م

ترجمة: ابتسام عبد الله صدرت أخيراً مذكرات ديك جيني نائب الرئيس الأمريكي بوش، وقد ساعدته في كتابتها  ابنته  ليز، مكرراً عبرها مقاربته العدوانية للسياسة الخارجية التي انتهجها ووجهة نظره حول الأمن الوطني ، متجنباً الأسئلة الكثيرة التي أثيرت حول قرارات إدارة بوش المثيرة للجدل ومن الأمور المثيرة للسخرية أن جيني الناجح في الإعلان عن العديد من أفكاره السياسية عبر سرده الزاخر بالتفاصيل البييروقراطية – كان عليه أن يقدم كتاباً تنقصه التفاصيل وكأنه صورة فوتوغرافية ضبابية وغير واضحة المعالم.
ويكتب ديك جيني أن "تحرير العراق" كان "منجزا من أهم منجزات رئاسة جورج بوش" ولا بأس بالفشل الذي رافق البحث عن أسلحة الدمار الشامل والذي كان السبب الرئيسي للغزو أو الاحتلال الأخرق الذي مهد السبيل لانبثاث التمرد لعدة أعوام".ويقول أيضاً إن برنامج المخابرات المركزية الأمريكية ( c.i.A) قد تقدم وتطورت أساليب التحقيق فيه وأن تلك التحقيقات كانت قانونية وفعالة واصفا غوانتانامو أنها "نموذج – آمن وإنساني".أما بالنسبة لإعصار كاترينا، فهو يقدم المديح للرئيس بوش، لأنه خصص من وقته مئات الساعات ليس من أجل التأكد فقط من استجابة الدول لما يدور في تلك المناطق، بل الوصول أيضاً بالأشخاص وإعلامهم أن حكومتهم تهتم بأحوالهم وشؤونهم. إن ديك جيني المعروف بصمته يقدم في صفحات كتابه بعض المعلومات المهمة فنحن نعلم بواسطتها أن "المواقع السرية" التي أمضى فيها أوقات كثيرة، كانت تعني في الغالب كامب ديفيد، أو استراحة نائب الرئيس، وأنه قد كتب رسالة استقالته المؤرخة في 28 آذار 2001، وطلب من أحد مساعديه تسليمها للرئيس، كانت بسبب تعرضه لجلطة قلبية جعلته عاجزاً وأنه أمضى عدة أسابيع فاقداً الوعي إثر إجرائه عملية في القلب.وبالإضافة إلى المعلومات القيمة التي يقدمها عن مشاكله الصحية فهناك بعض الصور لأفراد عائلته بين صفحات الكتاب، واعتذار لصديقه هاري ويتينغتون، لأن رصاصة منه في خلال صيد طيور السمان قد أصابته في وجهه قائلا: " بالتأكيد تأسفت كثيراً لما حصل لهاري وعائلته، وما تكبدوه كان حادث يوم الصيد من الأمور المحزنة في حياتي".ونجد أن جيني في المسائل السياسية الجوهرية يحاول إفراغ الموضوع في قوالب جديدة فهو لا يقدم سبباً حقيقياً أو تفسيراً عن فشل إدارة بوش في منع حصول هجمات 11/9/2001 مع أن تحذيرات وردتها من ريتشارد كلارك عن مثل هذه العمليات الإرهابية كما أن مذكرة استخبارات وردت بتاريخ 6آب 2001، تقول:"قرر بن لادن ضرب أمريكا". كما أنه لا يفسر لماذا قال في 1994 ، أن الولايات المتحدة كانت على حق لعدم قطعها كل تلك المسافات  باتجاه بغداد لإسقاط صدام حسين في خلال حرب الخليج الأولى، لان النتيجة كانت "ورطة" بالنسبة لها، ولكن لم يتنبأ بما سيحصل من تعقيدات في عام 2003.وفي الوقت الذي يناقش فيه ديك جيني وجهات نظره في أهمية القوة المنفذة التي تطورت من خلال فضيحة إيران- كونترا، ملقياً ضوءاً خفيفاً على كيفية فهم وإدراك ذلك المبدأ، مع هيئة مستشاريه ورئيسها ديفيد س.أديكثن، بعد 11/9.ويكتب جيني، "ان جورج بوش يحس" انه كان يبحث عن شخص يقدم له المساعدة في الحكم، شخص ذي تجربة في شؤون الأمن الوطني والسياسة الخارجية، وان على الرئيس،ان يواجه هذا الأمر. وهو في هذا المجال، يتحدث عن دوره كحارس لبوابة المكتب البيضوي- كشخص يصوغ الخيارات السياسية لـ "صاحب القرار" ينحصر اهتمامه بتقديم مذكرة بتقرير يومي حول أهم قضايا الاستخبارات في ذلك اليوم. وكان عادة ينتهي ذلك العمل من الساعة 6.30 قبل الظهر، قبل انضمامه الى الرئيس لمناقشة كافة موضوعات وتقارير الساعة. وإضافة الى ذلك أن الرئيس بعد انحيازه لرايس حول مسائل تتعلق بكوريا الشمالية، كان لا يبدو صافي الذهن كما شأنه سابقا. وان الرئيس بوش لم يستشره في تعيين روبرت غيتس -2006، وزيرا للدفاع بعد دونالد رامسفيلد. وبصدد العراق، يحاول جيني إلقاء اللوم على وزارة الخارجية لضعف خططها لما بعد الحرب، مع أن التأكيدات انتشرت على نطاق واسع بوجود خطة وبرنامج عمل شامل لدى البنتاغون. ومع ان المقررين والمطلعين كانوا يدركون عدم رغبة ادارة بوش بالاستماع الى افكار معارضة, فان جيني في كتابه يظهر كراهيته لكولن باول (مواقفهما المختلفة إزاء العراق)، وقد رحب بقبول بوش لاستقالة باول كوزير خارجية في عام 2004. وفي خلال فترة جيني كنائب للرئيس، كانت هناك مناقشات بين الصحفيين وزملائه السابقين، فيما إذا كان الرجل الذي عمل مع جيرالد فورتد وجورج بوش (الأب)، قد تغير في خلال الأعوام- أكثر قوة، أكثر ميلاً وفي الأعوام الأخيرة لإدارة بوش، بدأت سلطة نائب الرئيس تتضاءل، بعد ان باءت توقعاته حول العراق بالفشل، وبعد رفض القضاء العالي السلطة التنفيذية للبيت الأبيض حول حقوق المحتجزين وفي خلال ذلك، تقدمت أصوات أخرى، أكثر اعتدالا في الإدارة ومنها، غونداليزا رايس، وزيرة الخارجية والتي يصفها جيني في مذكراته، "ساذجة وعديمة التجربة في محاولاتها للوصول الى اتفاقية حول الأسلحة النووية مع كوريا الشمالية. وفي الحقيقة، فان الأجزاء اللاذعة من هذا الكتاب هي تلك التي تعكس إحباط جيني بعد ان بدأت الأمور تجري عكس هواه. وعلى الرغم من مديحه لبوش فهو يكاد لا يخفي غيضه من قضايا عديدة لم يستمع فيها بو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram