TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كركوك تنهض بمكوناتها من دون مساعدة واشنطن

كركوك تنهض بمكوناتها من دون مساعدة واشنطن

نشر في: 5 سبتمبر, 2011: 09:11 م

 عن: الواشنطن بوستفي احد أيام الصيف العراقي الحار صعد نجم الدين كريم، محافظ كركوك، إلى سيارته المدرعة متجها إلى شارع الجمهورية وسط مدينة كركوك في جولة يتفقد خلالها المحال التجارية في قلب هذه المدينة النفطية المتربة.
يقول كريم "امنحوا كركوك مزيدا من الوقت و سترون كيف يعود شارع الجمهورية إلى ما كان عليه أيام كنا صغارا، واحة من المقاهي و صالات السينما تذوب فيها المجاميع العرقية و تعيش بسلام". قبل أكثر من عام، كان كريم يعمل طبيب أعصاب متمرس في ضواحي واشنطن، يعيش مع زوجته في منزل فخم في منطقة سيلفر سبرينك. بعد 35 سنة قضاها في الولايات المتحدة، قرر كريم العودة إلى العراق بعد أن لاحظ إن القوات الأميركية تحرز تقدما تجاه إعادة الإعمار، وبعكس غيره الذين اندفعوا لتقديم المساعدة في العراق خلال أيام الحرب الأولى، فان كريم يمثل جيلا جديدا عائدا من المنفى يكسب دعم أبناء بلده من دون إسناد من الجيش الأميركي. لقد عاد لتصحيح الأخطاء في مدينته الأم في وقت كان فيه مستقبل كركوك مبهما ومضطربا كما هو العراق. في ذلك اليوم الحار، راح كريم يتمشى في الشارع الضيق تحيط به حمايته، بينما ظل أصحاب المحال يحدقون به. في الموقع الذي اغتال فيه المتطرفون عشرة من أفراد الشرطة و السياسيين هذه السنة و خطفوا 45 من أثرياء المدينة، كان التوتر واضحا في السوق المفتوح. في هذه المدينة تغلي التوترات العرقية التي تعود إلى قرون مضت. القوات الأميركية –4,500 مقاتل– التي ساعدت في حفظ السلام بين الأعراق الثلاثة الرئيسية للمدينة، الكرد والعرب والتركمان، في طريقها إلى الخروج منها. يقول المسؤولون الأميركان بان كركوك ستستمر مراقبتها بصورة دقيقة في الشهور القادمة كنموذج للديمقراطية الهشة في البلاد. ويقول بعض الخبراء إذا ما انحدر العراق إلى الفوضى بعد مغادرة الأميركان، فان نقطة انقسامه ستكون كركوك. تقول زوزان زوجة نجم الدين "زوجي لم يطلب رأيي بخصوص العودة إلى العراق، وإنما أراني تذكرة السفر و غادر، منذ زواجي منه كنت اعلم انه سيعود للعراق". كان كريم معروفا بضغوطه على الكابيتول هيل من اجل قضايا الكرد على مدى عقود و قد أسس المعهد الكردي في واشنطن. بقيت زوجته في الولايات المتحدة لحين إكمال ابنها الأصغر دراسته في جامعة ماريلاند. عاد كريم إلى العراق عام 2010، و فاز بمقعد في البرلمان ممثلا عن كركوك التي ترعرع فيها مع عشرة من أخوته. تم تعيينه محافظا في الربيع الحالي.   يقول كريم في مقابلة في مبنى المحافظة "بعد عدة زيارات قمت بها خلال الحرب، أدركت باني استطيع فعل المزيد". يقضي كريم أيامه متنقلا بين المصالح المتضاربة للمجاميع العرقية المتنافسة و هو يحاول إعادة المدينة التي دمرتها سنوات الحرب الثمانية يتناول عشاءه وحيدا في مجمع مليء بالحرس تحيطه الجدران الكونكريتية، و يعيش في المنزل الوحيد الآمن والذي كان يوما ما يعود إلى علي حسن المجيد، ابن عم صدام، و المعروف بـ "علي الكيمياوي" بسبب هجمات الغاز السام التي أمر بها ضد المواطنين الكرد.  ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram