ترجمة عباس المفرجي هل يمكن لاسم كارتييه- بريسون أن يخفي اسما آخر ؟ معظم الناس سمعوا عن هنري كارتييه- بريسون ، الأستاذ الكبير في التصوير الفوتوغرافي بالأسود والأبيض . لكن " آش سي بي " كما كان يُعرف ، كان له عمّ عظيم ، شارل كارتييه- بريسون ( 1852 – 1921 ) ، استحق مكانه بجدارة في تاريخ عشّاق الفن . متحف نانسي للفنون الجميلة ، كرّس معرضا صيفيا جذابا لهذا الجامع للأعمال الفنية اليابانية من أواخر القرن التاسع عشر ،
يدعى Un gout d extreme Orient (ذوق الشرق الأقصى) ، يستمر حتى التاسع عشر من أيلول .كان شارل كارييه- بريسون وريثا لسلالة تتاجر بالأقمشة ، وانتقل إلى نانسي في تسعينات القرن التاسع عشر . كان عضوا ناشطا في جمعية أصدقاء الفنون وجمع أكثر من ألف وسبعمئة وأربعة وأربعين عملا . تركت أرملته أكثر من ألف وثلاثمئة مادة ، معظمها من اليابان ، الى متحف نانسي ((طبقا لوصية زوجها )). أخيرا ، يتم الآن عرض ثلاثمئة مادة ، روحية ومنفعية معا ، للجمهور في هذا المعرض المتكامل . تتضمن هذه المعروضات خزفا رائعا مطليا بورنيش اللك ، أقمشة مطبوعة ، مخطوطات مزينة بالرسوم ، مواد من أثاث ، ألبسة وخزانات . يمكن للزوار رؤية المحظيات وهن يعزفن على الشاميزن ، الآلة الموسيقية التقليدية الثلاثية الأوتار ، توباكو بون أو عدّة تدخين من العاج ، كيمونو من قماش الكريب الحريري ، وخزانة ساموراي ، كلها نقلت في عصر كان فيه الفن الياباني آخر صيحة .حين فُتِحت اليابان عصر الميجي بالقوة أمام الغرب في عام 1868 ، أصبح جامعو التحف فضوليين جدا ، وكان شارل كارتييه- بريسون واحدا من الذين يُطلق عليهم خبراء الموجة الثانية ، وبدأ في عام 1889 بالشراء من مجموعات سابقيه ، ادمون دو جونكور وفيليب بيرتي ، رائدي الموضة اليابانية .هذا المعرض فتح النوافذ على ثقافة كانت مخفية لزمن طويل . تكشف المخطوطات عن مئة قصيدة لمئة شاعر مفسَّرة بواسطة مربية أطفال ، مهدهدة بحركات مصباح قارب صغير . أو الصور الداخلية الزاخرة بالأحداث لمسارح الكابوكي ، التي تشبه الكابريهات الهائجة ومساوية في كل النواحي لـ " البيوت الخضراء " ( كما كانت تسمى المواخير وبيوت الشاي ) للمتع السرّية .ماكيمانو ، أو مخطوطة عمودية ، طولها عشرة أمتار ، تصف موكبا ليليا من مئة شيطان يوكيهيدي ، مكشّرين بطريقة عصرية جدا . قماش مطبوع بيد واحد من الفنانين الرئيسيين في الطبع الخشب ، اوتامارو ، يصوّر أطفالا متنكرين بزي إلاهات السعادة ، وهو عمل يصمد في وجه ذلك العمل لأستاذ عظيم آخر ، هيروشيجي ، الذي ترك عمله الشهير " مائة مشهد من ايدو " أثرا على الإنطباعيين الفرنسيين .نانسي هي مسرح ملائم لهذا الفن المصقول للغاية . في الوقت الذي كان فيه العم العظيم لآش سي بي ينال مجموعته ، كان صنّاع الخزانات وفنانو الزجاج في هذه المدينة المزدهرة يبدعون إسلوب الآرت نوفو (أسلوب فن الديكور والعمارة والتصميم في نهايات القرن التاسع عشر) ، الذي كان متأثرا أيضا باليابان . ويصبح ذلك من الواضح ملاحظته في العديد من رسوم الطبع بالأستينسل الممثلة هنا كظلال صينية . إنها مقطوعة من ورق مصنوع من خشب التوت المتراصف والمنقوع في عصارة ثمر البرسيمون ، ويكشف عن قطرات ثلجية ناعمة ، تساقط مطر وخيزران ، التي يمكن أن تنسب الى كلا الآرت نوفو والآرت ديكو (إسلوب فني سائد في الديكور في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ، يبرز في تأثيث البيوت والعمارة).عن صحيفة لومون
ذوق الـشــرق الأقــصـــىمعرض لمجموعة كارتييه- بريسون فـي نانسي
نشر في: 6 سبتمبر, 2011: 06:00 م