اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مراجعات ..شجون يوسف العاني المؤجلة فـي كتاب

مراجعات ..شجون يوسف العاني المؤجلة فـي كتاب

نشر في: 6 سبتمبر, 2011: 06:01 م

عبد الخالق كيطان بيد الفنان الكبير فيصل الياسري وصلني مغلف يحمل كتابين جديدين بقلم الفنان القدير الرائد يوسف العاني، قال في رسالته المرفقة عن الأول: (شجون كانت مؤجلة): إن هذه الشجون تظل جزءاً من وفاء لناس يستأهلون الوفاء الأكبر...أما عن الكتاب الثاني
 (يوسف العاني.. فنان الشعب.. سيرة ومسيرة) فقال المعلم: أنت تعرف عني الكثير.. لكن القليل الذي قد لا تعرفه يقدمه لك هذا الكتيب المتواضع.. لا أورد جملتي العاني السالفتين من باب التباهي، وإن كنت محقاً في ذلك، فالرجل لا يمثل بتاريخه الفني الطويل علامة شاخصة في تاريخنا المعاصر وحسب، وإنما ما يشكله في الوجدان الجمعي من أثر سيظل حاضراً على الدوام، وهو الأثر الذي سيظل يذكر بأثر مشابه تركه رواد آخرون في مجالات إبداعية مختلفة: الشعر والرسم والرواية والعمارة على وجه الخصوص.. صداقة من هذا النوع، وأعني صداقتي بالعاني، هي صداقة بين جيلين مختلفين تماماً في الكثير من الشروط.. ولكن العاني الذي عرف عنه شغفه بالتجارب الشابة كان قد حسم الموضوع مبكراً عندما قرر أن يواصل عطاءه الفني بوجوه أخرى غير الوجوه التي يعرفها عنه جمهوره، ومن ذلك تواصله الحميم مع أجيال من المشتغلين بالحقل الثقافي ومواظبته على الكتابة والنشر حتى وصلت كتبه إلى أكثر من عشرين كتاباً بين المسرح والسينما والسيرة والمذكرات.. والكتابان، مناسبة الحديث، كانا في السيرة، الأول تقصى فيه العاني أثر رهط من المبدعين العراقيين برشاقة قلمه المعهودة وسلاسة لغته التي تقربه على الدوام من جمهوره وعشاقه ممثلاً ومؤلفاً وكاتباً.. يقول العاني عن هذه الشجون: (عدت إلى أرشيف متراكم أضعه في إضبارة كتبت على غلافها (مؤجل) فيها مقالات كاملة وبعض من مقالات وجمل وبعض من سطور وتعليقات موجزة وصور وأبيات من شعر نظمته يحمل تاريخ ويوم كتابة ذلك الشعر... رحت أقلب أوراقاً أخرى تحمل كل مجموعة أو ورقة اسماً أو عنواناً لها فكان: عبد الجبار عبد الله وبلند الحيدري وصفاء الحافظ وزكي عبد الوهاب وصباح الدرة وآخرون وأخريات.. عشت ساعات وبعض أيام بين مئات السطور المكتوبة وسيل من دموع نظيفة بيض بعضها ساخن وبعضها بارد) . وإذا كان العاني قد أخفى سر دموعه هذا، وبالتالي سر شجونه المؤجلة فإن كثيراً من محبيه ومريديه وأصدقائه يعرفون بالتأكيد ذلك السر.. لقد ارتبط العاني، عبر تاريخه الطويل في السياسة والفن والثقافة بصداقات مختلفة المشارب والاتجاهات، ولكن النظام الشمولي الذي انهار في نيسان 2003 لم يكن يتسامح حتى مع رجل بمنزلة العاني فيما لو جاء على كتابة ذكرياته أو ما يعرفه عن شخصيات صنفت عبر عقود على جبهة معادية.. هكذا جاءت شجون العاني اليوم لتكمل ما كان قد بدأه قبل اليوم بكثير عبر صفحات الصحف والمجلات العراقية من مقالات تقصت آثار مبدعين عراقيين في مختلف المجالات.. في كتاب (شجون كانت مؤجلة) يكتب العاني عن آلام الفنانة القديرة الراحلة زينب وهجرتها المبكرة من البلاد، وبالرشاقة ذاتها، وأكثر، يكتب عن الفنانة أنوار عبد الوهاب وعائلتها المناضلة، ثم شذرات عن الفنانة المعروفة سهام السبتي التي هربت كسابقتيها من جور الديكتاتورية.. أما عن العالم الجليل الكبير عبد الجبار عبد الله فيذكر العاني تفاصيل أعتقد أننا نقرأها للمرة الأولى في سيرة هذا العالم العراقي الاستثنائي.. وفي شجن عن المنفى الأردني يستذكر العاني ثلاث شخصيات عراقية فتحت قلوبها قبل بيوتها للقادمين من الجحيم العراقي في العقود الماضية.. وبالمهارة نفسها يكتب معلمنا عن ملك التلقائية في التمثيل العراقي الفنان الراحل سليم البصري بالإضافة إلى وقفات مع أبرز الشعراء العراقيين المعاصرين: الجواهري، النواب وبلند الحيدري.. والكتاب، بعد هذا يفيض بالأسماء الكبيرة التي توقف عندها العاني وكان لها دورها البين في صناعة ثقافة وطنية نفاخر بها على الدوام.. ومن المشاهد المؤثرة حقيقة في صفحات هذا الكتاب مشهد بعنوان: يومياتي .. هل أحرقوها؟.. وهذا الشجن يتحدث عن يوميات العاني التي دونها عبر عقود طويلة وكان  قد أودع كتاب اليوميات هذا في المركز العراقي للمسرح الذي كان يديره ويقع في بناية دائرة السينما والمسرح في الصالحية.. ولكن المبنى يتعرض للسلب والنهب ومن ثم الحرق بعد سقوط الديكتاتورية فيصاب المعلم بنوبة ألم كبيرة لفقدان هذا الأثر التاريخي المهم، ثم يدخل عليه سينمائي شاب هو الفنان عدي رشيد ومعه مفاجأتان: الأولى نيته أن يخرج فيلماً عما حدث ويطلب منه تمثيل إحدى شخصياته، والمفاجأة الثانية بعثور هذا الفنان الشاب على يوميات العاني في ذروة عمليات السلب والنهب التي تعرضت لها الدائرة، وكان عدي رشيد حينها يصور بمغامرة واعية ذلك عندما عثر على اليوميات فجلبها للعاني قائلاً: (لم أقرأ من اليوميات غير الصفحة الأولى (يومياتي... يوسف إسماعيل العاني)، ولكنني كتبت لك كلمة على ظهر الغلاف أرجو أن تقرأها) . يقول العاني: فتحت الدفتر وقرأت: ( في يوم 14/ 4/ 2003 .. حاولت الحرب حرق هذه اليوميات، لكن أصابع جيل جديد تمتد لتنقذ جزءاً من ذاكرتك المدونة، تحية حب لتاريخ طويل من الإبداع . تلميذك.. عدي رشيد..) يضيف العاني: أغلقت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram