اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأسلحة البلاستيكية تؤسس عصابات قد تتحوّل من خيال إلى واقع

الأسلحة البلاستيكية تؤسس عصابات قد تتحوّل من خيال إلى واقع

نشر في: 6 سبتمبر, 2011: 06:19 م

بغداد/ وائل نعمة - عدسة/ ادهم يوسف كلما حاول الرجل ذو الشعر الأشيب أن يقنع حفيده الصغير بإبعاد يده عن الألعاب العنيفة وتقريبها الى أخريات اقل عدائية تنتهي محاولاته بالفشل.الجد يقول للصغير الذي لم يتجاوز السادسة من عمره بعد ، وهو يرتدي سروالاً قصيرا وقميصا تتوسطه رسوم كارتونية
 " يمكننا أن نشتري مكعبات أو دمية " . بينما يصر الحفيد  ويشير إلى إحدى البنادق الأوتوماتيكية البلاستيكية وهي  تصدر شعاعا ليزريا ، ليقول " أنها تصوب بالليزر ويمكن أن أصل إلى أية نقطة أريدها" ويبدو ان حبه لـ "البنادق " البلاستيكية اجبر الجد على قبول الامر ، لاسيما وان الصغير اخذ يلوح بأحد الاسلحة المعروضة وهي من نوع    " "GC المصنوعة في الصين، ويمكنها ان تطلق كرات بلاستيكية لمسافة ستة امتار ، ما يجعل لها القدرة على اصابة العين بشكل دقيق.ويتحدث الرجل الكبير الى صاحب المتجر الذي اشترى منه السلاح وهو يناوله خمسة عشر الفا لقاء اللعبة التي اشتراها "إنه لم يعد يحب أن يلعب مع الدمى - في إشارة إلى الطفل الصغير-" . مضيفا بأسى " انه دوما خارج المنزل ويهوى لعبة الحروب مع أصدقائه الذين يحملون الهاونات والمدافع الرشاشة وينقسمون الى عصابة ومغاوير ، على الرغم من إننا نسكن منطقة هادئة نسبيا". البنادق البلاستيكية الأكثر شعبية أصبح اللعب العنيف هواية مفضلة للكثير من الأطفال العراقيين ، مما دفع أسلحة لعب الأطفال الى  ان تغزو الأسواق المحلية ، وتشكل واحدة من المنتجات المربحة. البنادق البلاستيكية هي الأكثر شيوعا بين تلك اللعب ، ولكن المسدسات والبنادق ومدافع الهاون والقنابل وقاذفات الصواريخ و الهمفي المصغرة بدأت تبرز أيضا في الأسواق.يذكر سلمان  صاحب متجر لعب اطفال في منطقة الكرادة  أن الاسلحة البلاستيكية هي الأكثر شعبية بين الأطفال . مضيفا "اسمع الآباء يحاولون التحدث لأطفالهم عن شراء ألعاب أخرى ، لكنهم يخضعون في النهاية لإصرار أبنائهم ودموعهم " .وعلى الرغم من ان لعبة البنادق تقتصر على الأولاد الا ان البائع يوضح انها أصبحت مشاعة جدا عند الفتيات ايضا. لافتا الى ان الفتيات يتأثرن بسلسلة الرسوم المتحركة، مثل الجاسوسات والأمازونيات وغيرها من المسلسلات التي تبدو فيها الفتيات صاحبات قوة وحدس بوليسي".محاكاة مظاهر التسلح وأصبحت المخاطر من قبل المسدسات البلاستيكية  واضحة لمصطفى بعد اصابته في العين من قبل احد اطفال المنطقة حيث يتمتع الأولاد الصغار بوقتهم في احد الازقة بمدينة الصدر عبر اطلاق الرصاص "البلاستيكي " من خلال ألعابهم العنيفة على بعضهم البعض  في اللعبة الخالدة في جميع أنحاء العالم "الشرطة والحرامية". ويعتقد غالبية المتخصصين في مجال علم النفس  بانها ترجمة لما يدور في الشارع وعبر وسائل الإعلام من مظاهر مسلحة. ويتأثر عدد متزايد من الاطفال  بمشاهد واصوات المدافع والقنابل ، والتي هي على شاشات التلفاز في كل يوم وفي أحيائهم ايضا . لذلك يسعى مصطفى وأصدقاؤه الى تقليد المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة ، وانهم بحاجة الى مزيد من البنادق الهجومية والرشاشات البلاستيكية لتحقيق الإثارة. ويرمي احدهم بنفسه على الأرض،متفاديا رمانة يدوية رماها طفل آخر ، في محاكاة الانفجارات التي كثيرا ما تتردد في بغداد ، بينما يدعو صبي آخر رث الملابس طلب المساعدة بواسطة جهاز لاسلكي.يقول احد الاطفال "نحن نرى دائما أسلحة الجيوش العراقية والاميركية على شاشات التلفزيون ، و نحاول تقليد معاركهم في بيوتنا وفي الشارع ايضا ".التقليد يأخذ شكلا آخر وأكثر خطورة في بعض الاحيان ، فمجاميع الاطفال تتفق في ما بينها لتشكل  بما يدعوه "فوج المهمة الصعبة " ، وينصبون قائدا لهم ومساعداً ويضعون خطة للهجوم وساعة صفر . تتم مهاجمة الفريق الثاني في المحلة الأخرى الذين هم بدورهم ايضا قد اعدوا خطة للدفاع وصد الهجوم "الخيالي " ، وبعدها تدور رحى الحرب بين طرفي المحلتين وتنتهي بانتصار احدهم . التمثيل الذي يسعى إليه الأطفال قد يتحول في ما بعد الى حرب حقيقية بأسلحة أكثر "جدية " وعدوانية وتكون الاصابات فيها حقيقة ، طبقا لما يحذر منها المراقبون من مواصلة تقليد الاطفال لما يدور في الشارع وعبر الشاشات. ونادرا ما يأخذ الآباء أطفالهم إلى الملاعب. حيث تغلق صالات الملاهي  باستمرار ، وهناك بضعة أماكن آمنة للعب الرياضة. ويبدو ان الاطفال محرومون من طفولة طبيعية .مسؤولية المجتمع ويعتقد المتخصصون في المجال التربوي بان على المجتمع مسؤولية التخلص من هذه الألعاب" ، مرجحين "انها  تجعل من السهل على الطفل أن يتقدم الى  الخطوة التالية للعنف الحقيقي ، لأن كل يوم تزداد خطورة البنادق البلاستيكية ". ويضيف عامر هادي معلم ابتدائي " ما حدث هو ان الاطفال ادخلوا في دوامة الارهاب والتفجيرات في الشوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram