 أربيل/ المدى انطلقت يوم أمس الأربعاء تظاهرة جماهيرية في أربيل باتجاه مكتب بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) احتجاجا على القصف الإيراني والتركي للمناطق الحدودية في الإقليم المتواصل منذ أكثر من شهر شارك فيها نشطاء من منظمات المجتمع المدني في أربيل وشخصيات سياسية في الاقليم   .
 من جانبه قال الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور لـ" المدى " في لقاء صحفي سينشر لاحقا ، ان لامشاكل سياسية بيننا وبين كل من إيران وتركيا وإننا لاندعم بأي شكل من الاشكال ، لاسياسيا ولا ماديا ولا إعلاميا ، أي منظمة تقوم بأعمال ضد الدولتين ، وإن على تركيا وإيران أن تتوقفا عن القصف ، وأن يحتكما إلى الحلول السياسية . وأشار ياور الى اننا لم نسمع ان القصف استهدف موقعا عسكريا ، الذي يحصل هو ان القذائف تصيب المدنيين من المزارعين وتؤدي الى إلحاق الأذى بهم .واضاف امين عام وزارة البشمركة في إقليم كردستان ان البشمركة لاعلاقة لهم  بوفد حرس الحدود الذي يتفقد المناطق الحدودية في كردستان على اثر اعمال القصف والاعتداءات من قبل كل من إيران وتركيا  . وقال ياور  إن حرس الحدود مرتبطون مباشرة بوزارة الداخلية العراقية مع شعبة الاقليم  ولديهم برامجهم الخاصة مثلما لنا برامجنا الخاصة" وكان  آمر قيادة قوات حرس الحدود العراقي قد صرح من أن وفداً من حرس الحدود العراقي بدأ بزيارة مناطق حدودية في إقليم كردستان محاذية لإيران، بهدف الاطلاع عن قرب على اوضاع تلك المناطق.وكان تجمع يطلق على نفسه اسم (الشارع من أجل الوطن) يضم عددا من منظمات المجتمع المدني، قد أعلن الثلاثاء عن تنظيم تظاهرة جماهيرية في أربيل يوم الاربعاء احتجاجا على القصف التركي والإيراني للحدود في الإقليم.وقال أحد منظمي التظاهرة نياز عبد الله  أن "المتظاهرين سيسلمون مسؤول مكتب بعثة الأمم المتحدة في العراق (اليونامي) مذكرة احتجاج على القصف الحدودي للإقليم تطالب الأمم المتحدة بممارسة الضغط على الجانبين التركي والإيراني لوقف قصفهما على تلك المناطق".وأكد متظاهرون انهم سيستمرون  في احتجاجاتهم الى ان تتوقف اعتداءات ايران وتركيا  على ابناء شعبنا . وقال سردارمحمود احد المشاركين في التظاهرة ، ان مانقوم به هو دعما للجهد السياسي والدبلوماسي  الذي تقوم به حكومة الاقليم من اجل وقف الاعتداءات . وفي السياق ذاته يقول محلل سياسي كردي، إن تركيا وإيران تريدان باعتداءاتهما على المناطق الحدودية لإقليم كردستان ضرب البنية التحتية المعنوية للحركة القومية الكردية في كل أجزاء كردستان وخلق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية في الإقليم، وان صمت الحكومة الفيدرالية العراقية عنها قبول ضمني بها.ويضيف بدر إسماعيل شيروكي في تصريحات لـ"شفق نيوز" أنهم "بهذه العمليات الحربية يريدون خلق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية في إقليم كردستان".ويشير شيروكي الى أن "كردستان لا تنتظر موقفا أفضل من هذا من جانب الحكومة الفيدرالية من تركيا وإيران"، مبينا أن "هناك أموراً تتعلق بحكومة العراق الفيدرالية مهدت لخلق تلك الأزمات عبر السماح بتدهور الأوضاع الأمنية في مناطق جلولاء والسعدية وغيرها، الأمر الذي شجع تركيا وإيران لتصعيد وتائر عملياتها العسكرية ضد الإقليم".وبشأن  موقف الحكومة الفيدرالية من هذه العمليات العسكرية يوضح شيروكي انه "من الناحية السياسية يمكن تفسير صمتها بأنه قبول ضمني بهذه الاعتداءات"، مستدركا أن "هذه الاعتداءات ليست متعلقة بإقليم كردستان وحده، لأن الشيء الوحيد الذي من الممكن التفاخر به في هذه المرحلة في العراق هو الاستقرار الأمني والتقدم الذي يشهده إقليم كردستان".ويضيف شيروكي أن "معظم العراقيين الذين يريدون تغيير أوضاعهم النفسية السيئة نتيجة للأوضاع التي تشهدها مناطقهم يتوجهون سنويا لمرة واحدة أو مرتين الى إقليم كردستان لينعموا بقسط من الراحة في المنطقة الوحيدة في العراق التي تشهد أوضاعا أمنية مستقرة وتقدما عمرانيا واضحا يجعلها أنموذجا مستقبليا لبناء العراق"، مبينا أنهم "يعتقدون أن سبيل تحقيق التقدم والأمان له طريق واحد يمر من بوابة كردستان".وشدد على أن "الصمت الحكومي تجاه ما يحدث من اعتداءات الدول الإقليمية لا تشكل ضربة لكردستان وحدها بل إنها تنعكس عليهم أيضا كتهديد نفسي على مجتمعاتهم أيضا، يقضي على آمالهم في تحقيق الإعمار في العراق بصورة عامة" . وفي سياق حملات الاحتجاج ضد الاعتداءات الايرانية والتركية ناقشت ندوة أقيمت في هولندا تحت عنوان: "دردشة في سفح جبل قنديل"، أسباب وتداعيات القصف الايراني والتركي والانتهاكات التي تتعرّض لها قرى وقصبات إقليم كردستان العراق على مدى أكثر من ثلاثة أشهر.وشاركت في نقاشات الندوة التي كانت باللغتين العربية والكردية، شخصيات من التيار الديمقراطي ومنظمة "ميديا" وأبناء الجالية العراقية المقيمة في هولندا، وتحدث فيها كل من الكاتب