وديع غزوان نفتخر في المدى بأننا منحازون وبشكل مطلق الى الشارع الشعبي لأنه الأصدق في الرأي والأوفى للعراق الجديد من كثيرين  ركبوا  موجة السياسة واستخدموها مطية لأغراض شخصية . موقف ونهج وسلوك  ينتقدنا عليه الكثير وهم يعلمون صحته رغم ما قد ندفع بسببه من تضحيات  ليس أقلها الدعاوى التي تقام بين فترة وأخرى في المحاكم . فكما تعلمنا وآمنا فان الفهم الصحيح لمهام الإعلام في ظل الحريات هو هذا وليس سواه ، لأنه أساسا مرتبط برسالة أكبر وأسمى يرتبط بمستقبل العراق وعمليته السياسية ،
 التي دافعنا عنها وحرصنا على  ألايدفع بها السياسيون  إلى مواقف التناقض مع روحها  وجوهرها الديمقراطي .لقد كان موقف المدى  منذ البدء واضحاً ومعلناً وهو بصراحة ما جعل الكثير يحرص على أن يكون من أسرتها حتى ولو اختلف في بعض الجزئيات معها . وانطلاقاً من كل ذلك تبنت المدى حملة واسعة للدفاع عن الحريات وحذرت من بعض السلوكيات التي بدأت تظهر هنا وهناك كمقدمة لحملة واسعة تقودها تيارات متنفذة من أجل الإجهاز على أجمل وأعز مكسب حصلنا عليه كمواطنين المتمثل بالديمقراطية التي ضاقت مساحاتها تدريجياً بدل من أن تتوسع لأنها ( أي الديمقراطية ) أكبر ضمانة لحماية العملية السياسية وتجنيبها مخاطر الانزلاق في مهاوي الدكتاتورية وما تعنيه من تهديد كبير لمستقبل العراق ككل . تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مؤتمر ممثلي الإقليم في الخارج  تأتي في نفس الإطار ، يشاطره الرأي  شخصيات وطنية حذرت من بقاء الكثير من القضايا عالقة بين الإقليم والمركزمن دون حل  ، دون مسوغ جوهري غير ضبابية مواقف الحكومة وقبلها السياسيين بشأن الكثير من القضايا المهمة وتذبذبها ، بل التناقض الصارخ بين ما يعلن وما يجري خلف الكواليس , و هكذا تأخر حسم العديد من القضايا المهمة . غير أن تصرفات  كهذه لاتصلح لبناء دولة  وتؤسس لبناء ثقة بين مواطنيها و النظام بسلطاته المتنوعة التشريعية والتنفيذية والقضائية ، حيث بات  واضحاً محاولة ترجيح ميل القرارات المهمة على وفق اجتهادات طرف واحد دون سواه . ما يؤسف له أن السكوت على مثل هذا النهج هو ما أغرى البعض وربما أوقعه في وهم محاولة التفرد  والهيمنة وهذا السكوت نفسه الذي شجع البعض على  تسخير ما توفر  له من إمكانات للبطش بالمتظاهرين واعتقالهم ومطاردتهم  منذ الخامس والعشرين من شباط لحد الآن ، غير أن هذا لم يمنع المواطنين وفي طليعتهم الشباب  من الاحتجاج والنقد والتظاهر السلمي والدعوة إلى تظاهرة كبير ة يوم التاسع من هذا الشهر في ساحة التحرير وغيرها من الساحات في محافظات العراق الأخرى ، بل إن الناشطين الشباب دعوا العراقيين في الخارج إلى التظاهر في هذا اليوم وهو أقل ما يمكن أن يقدموه للعراق . ما نتمناه في هذا اليوم موقفاً برلمانياً وحكومياً وسياسياً شاملاً يتناسب وتضحيات الشعب بمختلف مكوناته على طريق الديمقراطية ،موقفاً يدحض ما يشاع  و يتسرب من معلومات عن عزم الأجهزة الحكومية باتخاذ إجراءات ردعية بحق المتظاهرين .