 بغداد/ غضنفر العيبي
تنتشر ظاهرة استبدال الأرصفة بين فترة وأخرى خصوصا بعد عام 2003 بصورة كبيرة, ضمن مشاريع وعقود يصفها البعض بالمشبوهة، بسبب تكرار استبدالها في الوقت الذي تهمل أمانة بغداد مناطق كثيرة بلا أرصفة ولا تبليط لشوارعها .
شارع السعدون وسط بغداد، أحد الشوارع الرئيسية ومركز مهم وحيوي للعاصمة بغداد لما يحويه من عيادات لأشهر الأطباء في العراق، ومكاتب السفر المتعددة، والفنادق فضلا عن دور المكتبات الشهيرة. يمتد شارع السعدون من الباب الشرقي (ساحة التحرير) حتى ساحة الفردوس في الكرادة الشرقية بطول ثلاثة كيلومترات ونصف .
استعار الشارع اسمه من عبد المحسن السعدون، رئيس الوزراء السابق الذي توفي عام 1929  , ويتوسط الشارع تمثال لعبد المحسن السعدون .
استبدل رصيف الشارع "شارع السعدون" أكثر من مرة، رغم ان الرصيف القديم كان يلبي حاجة الشارع من حيث المتانة والجمالية  على حد قول المواطنين.
قاسم خليل صاحب محل في هذا الشارع ذكر لـ "المدى"، ان "الرصيف القديم كان افضل بكثير من الأرصفة الحالية التي لا تقاوم الظروف البيئية"،  مبينا ان "الرصيف القديم قد لبى حاجة الشارع لمدة اكثر من 25 سنة، اما الارصفة الجديدة فهي لا تقاوم سوى بضع سنوات وتتآكل وتتهرأ بدون اسباب" .
واوضح ان"عدم الامانة والاخلاص في العمل والاعتماد على المواد الإنشائية التجارية مواصفات البناء، يسبب الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، وهذه المشاريع "اعادة التأهيل"، جزء من منظومة فساد تشل جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء" .
من جانبه يذكر محمد عدنان لـ "المدى" ان "هذه المشاريع غرضها الأساس هو سرقة المال العام، وليس بناء وتجميل الطرقات، لأن هنالك شوارع تبلط مرات عديدة في الوقت ذاته بعض الشوارع مهملة ولا احد ينتبه لها ولم تبلط ولا مرة واحدة، هذه المشاريع هي مجرد صفقات تجارية بحتة" .
ويضيف عدنان مثالا على الفساد ان "شارع اليرموك الواصل بين نفق الشرطة الى منطقة المنصور، استبدل اربع مرات، على ان رصف الطرق هنا تتم بطرق بدائية سيئة للغاية " .
فيما يشير احد موظفي أمانة بغداد طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ "المدى" الى ان "أمانة بغداد تعاقدت مع شركات تركية عن طريق أشخاص متنفذين في الحكومة ولهم علاقات مع تلك الشركات، دون إحالات قانونية كما هو متبع في العقود والمناقصات الحكومية" .
وأضاف ان "عدم تحديد مدة زمنية في العقد المبرم، ودون ذكر التفاصيل الدقيقة التي يتطلبها العمل، وعدم وجود شرط جزائي ينهي هذه الظاهرة كل هذه الاسباب أدت الى تلكؤ وإيقاف العديد من المشاريع بعد هدر الاموال المخصصة لها" .
فيما ترى رئيس لجنة الخدمات البرلمانية فيان دخيل في تصريح  لــ "المدى" ان "مشكلة الأرصفة لا تقتصر على شارع السعدون فقط بل ان كل المحافظات والمدن العراقية تعاني من نفس المشكلة" .
واضافت دخيل ان"عدم وجود تخطيط وتنظيم واضح للمدن والشوارع والأرصفة احدى اهم المشاكل التي نعاني في لجنة الخدمات ولم تراع امانة بغداد الكثير من المواضيع المهمة وعدم التخطيط اهمها".
وبينت "بعد ان يصب الرصيف وتصرف مبالغ هائلة نجد بعد عدة ايام يعاد بناء هذا الرصيف ويخرب من اجل مد كيبلات للاتصالات أو كهرباء أو مد ماء أو مجار او بناء ارصفة جديدة وكله سببه عدم التخطيط" .
وتابعت عضو مجلس النواب " اننا نبهنا امانة بغداد اكثر من مرة حول موضوع مشاريع الارصفة في بغداد والمحافظات ويجب ان يعالج ذلك بوضع مخططات مسبقة للعمل وان تكون المشاريع متكاملة، وتأخذ الشركات بعين الاعتبار البنى التحتية مثل المجاري والماء والكهرباء قبل البدء بتبليط الشوارع والارصفة " .
وزادت ان " امانة بغداد تعاقدت مع شركات كبيرة، وهي الان تعمل بمشاريع عدة، ولجنة الخدمات تتابع مراحل الانجاز" .
وكان المتحدث باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة اعتبر في حديث للصحافة "رفع القالب الجانبي أو تغيير الرصيف يحسب لامانة العاصمة وليس ضدها, لأن الامانة لا تتحمل الخسائر المادية في هذا الجانب، وانما ترفض أي عمل خاطئ وان الامانة ترفض أي عمل غير خاضع لمواصفات موضوعة مسبقا، وان أي رصيف يرفع ويتم استبداله يعني ان الشركة المكلفة مخالفة للمواصفات "، وهو عكس الواقع تماما.