علاء المفرجيرصاصة واحدة كانت كافية لإزهاق جسدك.. لكن كل ترساناتهم وكواتمهم غير قادرة على إزهاق روحك النبيلة.. ذلك ان الروح التي تنبض بحب الوطن، والأمل في ازدهاره لا يمكن لها ان تُزهق..
كان صوتك عالياً بالحقيقة من أي منبر صدر.. من وراء مكسر الإذاعة التي تعمل،أو من خلال الفيلم الذي كنت حريصاً ان تقرأ لي رأياً فيه، اومن خلال خشبة المسرح التي نسجت عليها حكايات عن هموم ومشاكل الناس مؤلفاً وخرجاً في بروفة استعداد، مكانها جهنم.أو حتى دأبك في مواقع التواصل، وأنت تدعو للقاء في ساحة التحرير محشداً ضد من يحاولون سرقة الوطن، من حضن أبنائه..صوتك هذا، أقلق أولئك المتمترسين خلف كواتمهم،ومركباتهم المصفحة،ترتج من قوته جدران دهاليزهم المعتمة.(سأكون هناك)، كانت هذه صرختك الاخيرة... وتوهموا أنهم في رصاصة كاتمهم الغادرة سيمنعونك من تحقيق رغبتك النبيلة هذه، لكنك -ويا لخيبتهم- كنت هناك،وهذه المرة في قلب ساحة التحرير روحاً تلهم شبابها الحماس والاندفاع في المطالبة بحقوقهم في فك أسر الوطن من قيد تلك الوجوه الكالحة.هنيئاً لك صديقي هادي.. لقد اخترت(موتاً يغيض العدا) بعد أن نزفت روحك من أجل (حياة تسرّ الصديق).. ارقد بسلام هادي.. فطريق الحرية يعبّد بدماء النبلاء أمثالك.. الحرية التي نشدت، الحرية التي نريد.
هادي.. إنها بروفة فـي جهنم
نشر في: 9 سبتمبر, 2011: 05:59 م