TOP

جريدة المدى > سينما > أوقات الفراغ الضائعة ! .. الطالب العراقي يبحث عن الوظيفة في مقاهي "النركيلة&quot

أوقات الفراغ الضائعة ! .. الطالب العراقي يبحث عن الوظيفة في مقاهي "النركيلة&quot

نشر في: 9 سبتمبر, 2011: 07:49 م

بغداد / قيصر البغداديعلى غرار معظم طلبة الجامعات العراقية، تنشغل داليا مثنى بالبحث عن وظيفة أكثر مما تنشغل بالتفجيرات أو عودة الصراع الطائفي في بلادها. وبعد أكثر من ثماني سنوات من الاطاحة بصدام حسين ، يشعر الشباب العراقي بالقلق من الحرب، لكنه أكثر اهتماما بمناقشة سبل عودة بلادهم للوقوف على قدميها وإعادة بناء بنيتها التحتية المتداعية. وأكثر ما يقلقهم ويحبطهم في الوقت نفسه هو البحث عن وظائف.
داليا في عامها العشرين، تدرس الكمبيوتر في الجامعة المستنصرية، تقول: “إذا تحدثت إلى أي طالب سيقول لك إنه يحلم بالتخرج والحصول على وظيفة أو بالسفر، لكن الحديث عن الحروب والمشاكل الطائفية التي مررنا بها فلا يناقشوها”. وتضيف: “نادرا ما نتحدث عن هذه المسائل لأننا تحدثنا عنها في ما مضى، وعانينا بما يكفي منها، نحاول ألا نتحدث عن مسائل مثل الحرب”.ويبلغ المعدل الرسمي للبطالة في العراق 15 في المئة، لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي يناهز 30 في المئة. ويعتمد 60 في المئة من السكان تقريبا على برنامج حصص الغذاء التموينية الحكومية.ويذكي ارتفاع معدل البطالة المخاوف من اتجاه الشباب المحبط إلى الميليشيات والجماعات المسلحة التي ما زالت قادرة على شن هجمات فتاكة في العراق، غير أن العنف في مجمله تراجع بعد أن بلغ ذروته في أوج الحرب الطائفية عامي 2006 و2007. بعض الطلبة العراقيين يقول إن هناك أدلة على أن الجماعات المسلحة لها تأثير، وتجند عناصر من الجامعات. ويضيفون أن معظم الطلبة العراقيين يعتبرون الحرم الجامعي مكانا يهربون إليه من المشاكل الطائفية والعنف، ويتحدثون أكثر عن أحدث الصيحات والفن.وكحال بقية العالم العربي هذا العام لم يسلم العراق من الاحتجاجات الشعبية التي نظمت أساسا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك. ورغم أن العراقيين لم يطالبوا بإصلاح شامل لحكومتهم المنتخبة ديمقراطيا، والتي تتألف من طوائف مختلفة، فإن كثيرين عبروا عن غضبهم بسبب نقص الخدمات الأساسية والوظائف.يعد الشباب في جميع المجتمعات ركيزة الدولة وأملها في المستقبل ، وتعتمد الدول المتقدمة على الشباب في بناء حضارتها وقد يقاس رقي وتطوير الأمم بنسبة الشباب فيها قياساً الى الفئات الأخرى ، لذلك تسعى الكثير من هذه الدول إلى إنشاء المنتديات الرياضية والثقافية والعلمية من أجل احتضان العقول والطاقات والمواهب.وبالنظر إلى الشباب العراقي نجد أن هذه الشريحة عانت أزمات كثيرة توزعت بين الحروب الثلاثة الطاحنة التي خاضها العراق وبين أزمة البطالة التي أدت إلى هدر الكثير من الطاقات الشبابية وانجرار بعضهم الى سلوكيات منحرفة. فيما يقول حسين ناظم  " اقضي معظم وقتي في هذا المقهى بعد أن أدمنت النركيلة مثل معظم الشباب الذين لا يجدون أية مؤسسة رياضية أو ثقافية تهتم بشؤونهم ويمارسون من خلالها هواياتهم بل أن الكثير منهم يقضون أوقات فراغهم في هذا المقهى حيث يمارسون ألعاب لا فائدة منها والبعض منهم يجلسون في الطرقات في حين يمارس الكثير من شباب القضاء رياضة كرة القدم في ساحات ترابية غير مؤهلة للعب".أوقات الفراغ تؤدي إلى أمراض نفسيةآمال قاسم/ موظفة في عقدها الثلاثين تقول " أوقات الفراغ لدى الشباب إذا لم تستثمر بالشكل الصحيح فأنها ربما تتسبب بأمراض نفسية، مثلما حدث مع شقيقي الطالب في صف الخامس الإعدادي الذي أصيب بحالة نفسية جراء جلوسه في البيت من دون عمل".وتضيف "أن التوعية التي يمكن أن يتولاها الأهل في المنزل ، هي بداية الحل للمشكلة لان الأهل والمجتمع لهم تأثير كبير على الشباب ، ما يستوجب إعطاء الشباب الثقة بالنفس ومتابعتهم بالشكل الصحيح وملء أوقات فراغهم بالمفيد مثل الرياضة والقراءة والعمل".غياب الملتقيات الثقافيةالشاب حيدر عبد السادة ، يذكر "أن هنالك الكثير من المواهب الشابة التي لها القدرة على كتابة الشعر والقصة القصيرة والرواية في القضاء، ألا أننا نفتقر إلى أي تجمع أو ملتقى ثقافي يستطيع أن يجمع هذه الطاقات الواعدة"، مطالباً المسؤولين بتشكيل مؤسسة لرعاية الشباب الموهوبين في الأقضية والنواحي بهدف إقامة المنتديات الثقافية بدلا من إقامة بعض الاماسي الشعرية في منزل أحد الشعراء "rnدعم قطاع الشباب أيام الانتخابات فقطأما الشاب  قحطان محمد فان له رأيا صريحا في ما يتعلق بدعم شريحة الشباب، إذ انه يقول " أن القضاء يعاني من عدم وجود ساحات رياضية للعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب التي يمارسها الشباب وأن وجدت فهي غير مناسبة بالإضافة إلى عدم توفر التجهيزات الرياضية للفرق الرياضية"، مشيراً إلى تأخر المنحة المقدمة للنادي الرياضي و"هي لا تكفي لسد إحتياجات القطاع الرياضي ".ويردف "أن الحركة الرياضية وبالرغم من قلة الدعم المقدم لها إلا أنها حققت الكثير من الانجازات وخصوصاً في لعبة كرة الطائرة"، موضحاً "أن القضاء يعاني من عدم وجود أماكن ترفيهية تحتضن الشباب وتنمي مواهبهم في أوقات فراغهم وأن عناية المسؤولين في المحافظة لقطاع الشباب في هذا القضاء تكون أيام الانتخابات وعندما تنتهي الانتخابات تذهب جميع الوعود أدراج الرياح".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram