 بغداد/ المدى حمّل إعلاميون وناشطون سياسيون ومدنيون الحكومة، المسؤولية عن اغتيال الزميل الإعلامي والفنان والناشط المعروف هادي المهدي، فيما منعت سلطات الأمن زملاء الشهيد وأصدقاءه وأفراد عائلته من تنظيم تشييع رمزي له من بيته في الكرادة إلى ساحة التحرير.
وقالت الناشطة المدنية البارزة هناء أدور إن "هادي المهدي كان صوتا عاليا ضد قمع الحريات والمطالبة بإصلاح النظام". وشددت على أن "الاحتجاجات ستستمر وأن التصفيات الجسدية ستلهب الأجواء أكثر من اجل ديمقراطية حقيقية في البلاد".بدوره، لفت الإعلامي عماد الخفاجي إلى أن "مقتل هادي المهدي خسارة للأصوات الحرة"، مشيرا إلى أنه لا يريد "القفز على الحقائق، مثلما يفعل بعض السياسيين بالقفز على حقائق معينة أو استنتاجات مسبقة باتهام الآخرين بالبعثيين والصداميين وغير ذلك وسنكون ملتزمين بدولة القانون والدستور ونقول إن القانون والقضاء سيقول كلمته".وطالب الخفاجي بأن "لا تطول المدة لكشف الجناة بحيث تصبح اللجان التحقيقية مجرد شماعة للتغطية على الجرائم".وعثر مساء الخميس الماضي على الزميل هادي المهدي مقتولا في بيته بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، واعتبر عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أن الدلائل الأولية تشير إلى أن قاتل المهدي هو أحد معارفه، مشيرا إلى أن المهدي كان ينوي المشاركة في تظاهرات أمس الجمعة التاسع من أيلول. من جانبهم، اصدر شباب نصب الحرية بيانا نعوا فيه المهدي جاء فيه "يا جبال العراق الشامخات، يا أهواره وسهوله وبواديه.. يا مناراته وقببه الطاهرة وكنائسه المقدسة، ويا فقراءه ومساكينه وأرامله وأيتامه والمظلومين والمحرومين فيه، ننعى إليكم شهيد الحرية وصوت الحق الأول، مفجر الانتفاضة العراقية الشريفة في يوم 25 شباط الماضي، صوت الشجاعة والشرف والشهامة، شهيدنا البطل المبدع هادي المهدي الذي امتدت إليه يد الجريمة والإرهاب النكراء". وتابع البيان "ولكنه ابن العراق الذي سبق انتفاضة تونس بالدعوة إلى التظاهرات وأرشيف الفيس بوك شاهد على ذلك، هادي العراق ابن هذا الوطن المنكوب ابن العراق البار، ابن حضاراته الذي آلا على نفسه الطاهرة إلا أن ينتفض صوتا مدويا في وجوههم البائسة التي أدمنت القتل والموت وجلبت الخراب والدمار، والبؤس لعراقنا منذ أن حطوا كالغربان على نخيل العراق ليملأوا حياتنا نهبا وسرقة وفسادا وقتلا وتشريدا وتهجيرا". إلى ذلك، قال الناشط والإعلامي العراقي شمخي جبر إن "القوات الأمنية منعت تنظيم تشييع رمزي للشهيد هادي المهدي وقامت بتفريق المشيعين بالقوة".ولفت جبر إلى أن قوات الأمن استولت على التابوت الذي حاول عدد من زملائه وأصدقائه وأفراد عائلته حمله إلى ساحة التحرير وقال "يبدو إنهم يخافون هادي حتى وهو ميت.. يخافونه وهو مجرد تابوت".وأشار إلى أن "مجاميع من المأجورين والبلطجية قاموا بمهاجمة المتظاهرين والاعتداء عليهم"، موضحا "كنت انظر إليهم وكأنهم فدائيو صدام".