 بغداد/ المدى  تحوّلت شوارع بغداد المؤدية إلى ساحة التحرير، صباح أمس، إلى ثكنة عسكرية، حيث انتشر المئات من قوات الأمن فوق الجسور، ومئات أخرى فوق أسطح البنايات، فضلا عن عشرات السيطرات، وأغلقت كل الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير، فيما توزع المخبرون في كل مكان. وفيما أغلقت كل مداخل المنطقة الخضراء، تعطل السير وأوقفت الحركة بشكل واضح، فبدت المدينة كلها معطلة.
وشهدت العاصمة بغداد ليل الخميس انتشارا للأجهزة الأمنية في محيط ساحة التحرير، وقامت بتمزيق الشعارات الداعية للتظاهر، وقطعت الطرق الجانبية المتفرعة من شارع السعدون ومنطقة البتاويين بسيارات أجهزة مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير.وقال ناطق باسم هيئة الحراك الشعبي إن "الجهات المنظمة للتظاهرات ستعقد مؤتمرا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في بغداد لبلورة موقف موحد للوقوف ضد مصادرة الحريات، وحثّ الحكومة على الاستجابة  لمطالب العراقيين".ولكن برغم هذا الغلق والأعداد الكبيرة من قوات الأمن والشرطة استطاع الآلاف من المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير، وكانوا يهتفون ضد الفساد ويطالبون بإصلاح الحكومة ومحاسبة المسؤولين المقصرين وكثير من المطالب لتحسين الخدمات العامة من كهرباء وماء ومجارٍ وتبليط وغيرها. وأصر الكثير من الذين وصلوا للساحة على البقاء فيها والاعتصام. ولم تتمكن الكثير من القنوات الإعلامية من الوصول للساحة بسبب منع كل السيارات عدا سيارات الشرطة للوصول إلى المنطقة وكان الذي وصل منهم من دون أجهزة التصوير التي صودر بعضها في التفتيش، مما سبب تأخر الكثير من الفضائيات والناس الذين ابعدوا بالقوة بسبب السيطرات وقوات الأمن. إلا أنها فسحت الطرق أمام تظاهرة من مؤيدي الحكومة وحزب رئيس الوزراء رفعت شعارات طائفية استهدفت شخصيات سياسية بسبب زيارتها للسعودية، المتظاهرون المؤيدون للحكومة واغلبهم من عناصر عشائرية مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء تحت اسم "مجالس الإسناد"، دعوا إلى بناء ميناء الفاو وإلغاء ترسيم الحدود مع الكويت.إلى ذلك، منعت القوات الامنية التي طوقت منزل الشهيد هادي المهدي، إقامة تشييع رمزي للراحل ومنعت المتظاهرين من حمل نعش رمزي وطالبتهم بتركه، فيما أصرت قيادة عمليات بغداد على عدم تسليم جثة الراحل إلى ذويه خوفا من إقامة تشييع له في ساحة التحرير وقال اخو الشهيد المغدور للمدى إن دائرة الطب العدلي تتحفظ على الجثة بأمر من قيادة عمليات بغداد وان الأطباء تلقوا تعليمات مشددة من قيادة عمليات بغداد تمنع تسليم الجثة إلا بعد انتهاء التظاهرات، وأضاف كريم المهدي أن الجثة التي تسلمها الطب العدلي منذ مساء الخميس لا تزال في عهدتهم وان مسؤولين أمنيين طالبوه بالتوقيع على تعهد خطي يمنع تشييع أخيه الشهيد في ساحة التحرير.وكان هادي المهدي قد اغتيل يوم الخميس الماضي حيث عثر عليه مقتولا وسط داره بمنطقة الكرادة. وقد أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن قوة أمنية "عثرت، مساء الخميس، على جثة الإعلامي هادي المهدي مقتولا في منزله الواقع في منطقة الكرادة داخل، وسط العاصمة بغداد". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "قوة من الشرطة طوقت منطقة الحادث، ونقلت جثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فتحت تحقيقا لمعرفة ملابساته". ويعتبر الإعلامي هادي المهدي أحد أبرز منظمي التظاهرات الشعبية التي شهدتها العاصمة بغداد منذ 25 من شباط- فبراير الماضي للمطالبة بتحقيق الخدمات بالإصلاح والتغيير. كما يعتبر أيضا من ناشطي فيسبوك العراقيين.وسبق للمهدي أن اعتقل من قبل القوات الأمنية بعد التظاهرات، واتهم القوات الأمنية حينها بالاعتداء عليه بالضرب وعلى مجموعة من زملائه حين كانوا جالسين في أحد مطاعم بغداد، بعد التظاهرات وتقدم المهدي حينها بشكوى إلى مجلس القضاء الأعلى على خلفية الحادث.الى ذلك شهدت محافظات النجف وبابل والديوانية وكربلاء وذي قار والأنبار والعديد من المدن العراقية، صباح أمس، تظاهرات سلمية احتجاجا على سوء الخدمات وللمطالبة بالقضاء على الفساد الإداري وهدر المال العام وإيقاف اعتداءات دول الجوار على العراق.  تفاصيل موسعة ص2-3