إياد الصالحي قد يبدو الحديث عن منتخبنا الوطني لكرة القدم في رحلة استكشاف الأخطاء التي وقع فيها خلال الجولتين الماضيتين من تصفيات كأس العالم 2014 فيه ظلم كبير لعناصره التي لم يتسنّ لهم التحضير المبكر لخوض هذه المنافسات بالطموحات والامنيات التي تخالج نفوس نظرائهم ايضا في فرق المجموعة ذاتها .
هنا نؤكد على ان النقد الذي نوجهه للحارس محمد كاصد ومدربه عبد الكريم ناعم يدخل في اطار تقويم مستوى الحارس الذي يضطلع بمهمة صعبة جداً وسط تنافس محموم من فريقي الأردن والصين للاستئثار ببطاقتي التأهل الى الدور الرابع عن المجموعة بضراوة.ان تأريخ منتخبنا الوطني عبر العقود الماضية ترك ذكريات طيبة عن اشهر حراس مرماه الافذاذ بدءاًَ من المرحومين (ستار خلف وحامد فوزي) ولطيف شندل ومروراً بجلال عبد الرحمن ورعد حمودي وفتاح نصيف وحاليا الجيل المتحمس الذي يمثله نور صبري واحمد علي وعدي طالب ، واستذكار هؤلاء على وجه الخصوص لا يعني انفرادهم وحدهم بشرف التميّز ، بل هناك عشرات الحراس غيرهم تألقوا وبرعوا ونالوا المراتب المتقدمة في التصنيف بحسب الفرص التي توفرت لهم ، وهؤلاء اشتركوا في صفة واحدة تكاد يتفق عليها جميع النقاد والمحللين والمتابعين ألا وهي ( الحارس الواثق) الذي يجبرك على الاطمئنان ولا يدعك تفكر ولو قليلاً بامكانية اهتزاز مستواه وما يمكن ان يترتب على ذلك من انعكاس سلبي على زملائه وشعورهم بالقلق والانهيار كلما باغت الخصم منتخبنا وهرب بالكرة الى داخل منطقة الجزاء !بلاشك ان مسؤولية محمد كاصد اصعب واكبر من اي وقت مضى وذلك مرهون بموقف منتخبنا في التصفيات الحاسمة التي لابد له من تعويض النقاط الثلاث التي اهدرها امام الاردن في مدينة أربيل وانه سيواجه التنين الصيني المتحفز لتعويض هزيمته المذلة امام نشامى حمد ، تلك الارهاصات تسيطر على كاصد وتتلاعب باعصابه وتشتت ذهنيته احيانا اثناء المباراة حتى انه بادر مرة او مرتين لاعلان انسحابه من ارض الملعب واوحى للجميع انه اصيب في يده او قدمه الا ان السبب الحقيقي هو عدم قدرته على ايقاف نزيف الثقة والمعنويات وتذبذب رباطة الجأش في نفسه الامر الذي يحبط من قدراته كثيراً ويضعف إرادته في امكانية الصمود ومواصلة الذود عن عرين الاسود في الدقائق المتبقية !مشكلة محمد كاصد انه يراهن على الحظ في حركات انقاذه الكرة ولا يوظف المسائل العلمية والفنية للتعامل مع هجمة سريعة او التصدي لكرة عرضية او الخروج بالتوقيت المناسب للمهاجم قبل ان يتخذ الاخير قراره بالتسديد او المراوغة ، وهكذا نجح كاصد في تخليص المنتخب من اهداف محققة فعلاً ، ولكننا لو اعدنا اشرطة المباريات في بطولة غرب آسيا 2010 ودورة الخليج 20 وأمم اسيا 2011 لأيقنا انه اعتمد على الحظ غالباً وليس المهارة لتفادي الفشل ، وللأسف هذا الشعور الانهزامي الذي مازال يقوّض ثقة كاصد بنفسه سبب لنا مشكلات عدة ولعل دورة الخليج 20 في اليمن اكدت صواب ذلك عندما ترك كاصد المباراة بحجة اصابته وحلّ بدلا منه زميله علي مطشر في الشوط الثاني الذي وجد نفسه امام مهمة صعبة تتمثل بالتحدي ( بالرغم من قلة خبرته ) لمنع اهتزاز شباكه في الوقتين الاصلي والاضافي ورد ركلات الجزاء الترجيحية التي ابعدتنا عن مواصلة المشوار في الدورة.اعتقد ان المدرب عبد الكريم ناعم يتحمل جزءاً كبيراً هنا لانه منذ عام 2009 بعد انتهاء بطولة كأس القارات في جنوب أفريقيا وحتى الان شعر كاصد بانه الحارس الاول الذي لم يتوفر بديله بالقوة نفسها ، وزادت من معاناته الضغوط النفسية بمعاقبة زميله نور صبري وابعاده خارج المنتخب الوطني بعد تداعيات ازمة مغادرته معسكر المنتخب في البطولة ذاتها ما ولد فراغاً طوال الفترة السابقة اسهم في تراكم السلبيات بأداء كاصد ، وعدم أبالية ناعم في حل مشكلة غياب الحارس الثاني الكفء فدفعنا الثمن اليوم باهتزاز صورة الحارس وحاجته الى الاطمئنان بان هناك حارساً آخر يعينه في مهمته ويزيده اصراراً على تطوير قابليته بدلاً من الاسترخاء بأنه الحارس الأمين والأوحد من دون منازع !
مصارحة حرة :الحارس القلق!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 07:33 م