TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق: أبد ماكو حياء

سلاما يا عراق: أبد ماكو حياء

نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 08:22 م

 هاشم العقابيآخر ما يضعه الإنسان في حسابه أن يرى عراقيا يشمت بقتيل. وحين اختار العراقي مثالا لأني اعتقد بانه لا يوجد شعب مثل شعب العراق عانى من ويلات القتل والذبح على مر العصور خاصة في العصر الحديث. ولو قدر ان نسعر دماء الشعوب الاخرى التي هدرت، فلن نجد ان دماءنا كانت ارخصها، حسب، بل سنجد اننا مدينون حتى اليوم وعلينا ان نظل ندفع الفاتورة بدمائنا الى يوم الدين. فالقتيل فينا صار عليه ان يدفع ثمن قتله قبل وبعد موته. ألم يدّفع صدام المقتولين ثمن رصاصات قتل ابنائهم، ودفعوا؟
وهذا هادي المهدي، الذي ما زال دمه طريا نجد، هناك من يطالبه بدفع الثمن. المطالبون عراقيون مثلي ومثلكم. ولمعرفة عينة من هؤلاء ادعوكم للتوقف عند موقع  "ايلاف" الذي نشر خبر قتله. وآخر تابع لجماعة دولة عراق القانون ويحمل اسمها، في هجمة واضحة على جريدة "المدى" وكتابها من خلال الطعن بالقتيل، الذي استكثروا عليه حتى ان يقولوا بحقه: "رحمه الله" صريحة غير شامتة. فحين قرأت ردود بعض العراقيين على الخبر الذي اروده موقع "ايلاف" صعقت بالكم الهائل من سموم الكراهية والبغضاء لبعضنا البعض. احد الردود جاء على لسان امرأة عراقية، واشك أن تكون امرأة، ان من العيب ان نقول عن القتيل مثقفا وهو يخطئ بالاملاء. وآخر اتهمه بأنه كان عميلا للمخابرات السورية. ومنهم في مكان آخر في "ايلاف" قال انه ممثل بارع كان يحب الشهرة فتقمص دور البطل. فهذا الراد يريد القول بان هادي كان كذابا. وما ازمة الكهرباء وفقدان الامن والأمان وتفشي البطالة بالعراق، الا مسرحية وهمية أراد القتيل ان يكون بطلا في التظاهر ضدها. ولأن الردود مقرفة حد الغثيان اترك لمن يريد التأكد منها ان يبحث عنها في الموقع الذي ذكرته، لأنها لا تطاق من شدة حقدها حتى على نفسها.أما في موقع ما يسمى "عراق القانون" المساند لرئيس الوزراء وكتلته وحزبه، فقد طالب احدهم بمحاسبة القتيل لانه ادعى بانه عربي شيعي لكنه بالحقيقة كردي فيلي ومتزوج من كردية سنية. ويضيف كاتب الرد: "ان (النواح) على الكردي هادي المهدي والذي ادعى كذبا بانه عربي شيعي.. دليل على خسة الاعلام المضاد للاغلبية الشيعية في العراق". أعينوني بربكم برد يشفي القلب على هكذا نوع من البشر.مربط الفرس في فقدان اصحاب موقع القانون لأعصابهم هو ان "المدى" حسب قولهم حملت الحكومة مسؤولية مقتل المهدي. وحتى اريحهم اقول لهم نعم انها هي المسؤولة. قطعا سيسألون: وأين الدليل؟ ودليلي لأنها حكومة. دعونا عن شطارة القاتلين وخبرتهم "العظيمة" في اخفاء آثار الجريمة وذكائهم في توقيتها والتخطيط لها، فان ترك اي مواطن عرضة للقتل بسهولة هو تواطؤ من قبل الحكومة مع القاتلين ضد القتيل. اسألوهم كم من الرواتب والمخصصات تسلموها عدا ما سرقوه؟ وما الذي قدموه للناس مقابل ما تسلموا أو سرقوا؟ ففي يوم الجمعة الفائت نزلت قوات امنية ملأت شوارع بغداد وجسورها وسطوحها حتى بدت مدينة محتلة بحق وحقيق. أيعقل ان كل ما يصرف لهذه القوات من اموال العراقيين يخصص فقط  لحماية حكومة فاسدة، لا شيء ارخص عندها من دم الإنسان العراقي، الذي تركته عرضة للقتل والخطف كيفما شاء القاتلون والخاطفون؟قال الخليفة عمر بن الخطاب: "والله لو عثرت شاة بأرض العراق، لخفت أن يسألني الله، لمَ لمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر؟". فكيف لو كانت تلك الشاة إنسانا؟ ولم تعثر بل قتلت؟عمر خاف من الله ان يسأله. لكن من أين نأتي ببرلمان يخاف الله فينا ويسأل الحكومة ورئيسها: لماذا سويتم الطريق سهلا للقتلة؟ والأصح هو ان يخرج الشعب أجمعه على البرلمان والحكومة معا. لا ليحملهما مسؤولية سفك دم هادي وحده، بل ودماء كل العراقيين التي سفكت وتسفك في ايام حكمهم. وأن يهتف الشعب: "علنا قتل الانسان .. يا رئيس البرلمان؟".. مثلما هتف  اهل النجف قبل يومين في مظاهرتهم الجماهيرية: "علنا ماكو حياء .. يا رئيس الوزراء؟"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram