TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: لا أحد يبرّئ نفسه!

كتابة على الحيطان: لا أحد يبرّئ نفسه!

نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 08:41 م

  عامر القيسيما يجري في العراق اليوم كلنا مسؤول عنه بطريقة أو بأخرى. القوى الليبرالية والديمقراطية المهتمة حقا بالتغيير في العراق، على يبدو أنها رفعت الراية البيضاء أمام قتامة الواقع، وتحديدا السياسي، وتطفو بين الحين والآخر على سطح الواقع بعض الأعمال والنشاطات التي لا تتعدى في أفضل أحوالها المبادرات الفردية في العمل على بناء عراق ديمقراطي ودولة متحضرة.. وهي مبادرات لا تفعل شيئا ولا تحرك ساكنا، ومدفوعة الثمن مسبقا كاغتيال هادي المهدي!!
أحزاب الإسلام السياسي بكل تنوعاتها السنية والشيعة، قائدة الخراب في هذه البلاد، في أفضل أيامها فالسلطة والمال بيدها وما زعيق الإصلاح الذي ينطلق من هنا وهناك ليس إلا ترضية للشارع وذرا للرماد في عيون الناس، فالكيكة كاملة في جعبتها. الدولة والحكومة والمؤسسات والناس، وتهرع إلى مرجعياتها الدينية كلما أحست بالخطر، برغم أن تلك المرجعيات أكثر الناس استياءً من سلوك هذه الأحزاب! إذا كان هذا وضعها وسنين عسلها.. فلماذا تفكر بعراق مختلف؟ المثقفون منزوون كعادتهم في الأزمات يتبادلون أنخاب الحوارات البنيوية ويحلمون بالعراق الذي يريدونه. هل شاهدتم اعتصاما أو إضرابا على احتقار الثقافة والمثقفين الذي مارسته حكومات ما بعد التغيير وكأنها تكرر استنساخ السلوك الصدامي!! ويكفي إهانة لهم أن يكون وزير الثقافة لهم مرّة إماما لجامع وإرهابيا ثانية، وثالثة عسكريا مع جل احترامنا له، برغم وصفه الربيع العربي بالفوضى!! منظمات المجتمع المدني تبخرت قليلا قليلا، وكلما توقف الدعم أو انحسر غاصت هذه المنظمات في مكاتبها الصغيرة منتظرة الفرج والهبات!! فيما لاذت المئات منها تحت أبط الأحزاب الحيتانية التي تبتلع كل شيء وتقول هل من مزيد! المواطنون يئسوا تماما وما عادوا يعبّرون عن احتجاجاتهم بالطريقة التي تناسب حجم الضرر الذي يتعرضون له ولا بمستوى السرقات التي تنهب مالهم من أمام أعينهم!المطالبون بالتغيير من السياسيين الذين يبكون على تهميشهم ليل نهار ما أن يلوح لهم بالامتيازات حتى تتحول مطالب الإصلاح إلى ضرورات دعم الحكومة والحكوميين، فتغلق الأفواه وتستريح النفوس! الإعلاميون.. من منهم احتج بمستوى الاهانة التي تتعرض لها نقابتهم عندما يكون نقيبها عضوا في فدائيي صدام واحد طبالي عدي ومشمولا باجتثاث البعث!! من منهم ذهب ومزق قميصه احتجاجا أمام ما يسمى نقابة ونقيب الذي "حشك" نفسه في طابور الحكومة والأحزاب المتنفذة استمرارا لتأريخه الانتهازي "المشرف"!! من منّا أعلن احتجاجه بمستوى الهتك الذي يجري في العراق، الذي ينهب ويدمر ويهرب خارج الحدود ويباع ويشترى حسب قوة الصفقة والجهات التي تقف وراءها. من منّا.. ومن منّا. ومن.! البركة في شباب ساحة التحرير في الجيل الذي ربما يحقق لنا زلزالا آخر يغير المعادلة ويضع الخطوات على الطريق الصحيح!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram