اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > دور الكتّاب فـي الحياة العامة بأميركا اللاتينية

دور الكتّاب فـي الحياة العامة بأميركا اللاتينية

نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 05:42 م

عادل العامليقوم الكتّاب الأميركيون اللاتينيون بدور فريد كمتحدثين عامّين باسم الناس هناك، كما شهدنا مؤخراً حين قاد الشاعر خافيير سيسيليا مسيرةً مضادة للعنف في مكسيكو سيتي بعد اغتيال ابنه، كما يقول ديفيد أنغَر في مقاله هذا. فمع وجود أمّية ما تزال طاغية ودكتاتوريات قمعية في الكثير من بلدان أميركا الوسطى و الجنوبية، من المتوقَّع أن يتخذ الكتّاب موقفاً نضالياً تجاه حالات الظلم الاجتماعي و السياسي، و الدفاع عن المضطهدين ــ أولئك الذين لا يمكنهم التحدث أو الدفاع عن أنفسهم.
و لم يكن مدهشاً أن يقوم فائزون بجائزة نوبل مختلفون سياسياً مثل المكسيكي أوكتافيو باث، و الغواتيمالي ميغيل أنغل أستورياس، و التشيلي بابلو نيرودا، بخدمة بلدانهم كسفراء. كما انتُخب نيرودا، و هو شيوعي ملتزم، سيناتوراً في موطنه في 1943. و بعد خمس سنوات أُرغم بطبيعة الحال على الاختفاء في انقلاب بينوشيه اليميني، كما هو معروف.و قد أدار ماريو بارغاس يوسا الفائز بجائزة نوبل لعام 2010 حملةً قوية لرئاسة بيرو في عام 1990، على الرغم من تحذير أوكتافيو باث بأن المفكّرين ينبغي ألاّ يسعوا إلى أي منصب حكومي.كما كان لأوروبا نشاطاتها الأدبية في هذا الإطار ــ و في ذهني الآن الكاتب المسرحي فاسلاف هافل، الرئيس السابق لجمهورية التشيك، و الروائي ألكسندر سولجينستين في روسيا ــ لكن المسألة في أميركا اللاتينية تتّسم بالالتزام في ما يتعلق بارتباط الكتّاب.و غالباً ما يُطلب منهم التوقيع على عريضة تناشد السلطات مثلاً إطلاق سراح سجناء سياسيين ( كوبا، أو مناصرة زواج المثليين ( المكسيك )، أو الدفاع عن حقوق النساء و الاحتجاج على قيود الإجهاض ( الأرجنتين، السلفادور )، أو مساندة الناشرين الذين يكونون أكباش فداء أنظمة الحكم العسكرية.و لهذه العرائض أو الالتماسات وزنها الكبير و يمكن أن تجعل الرؤساء خائفين تماماً، إذا ما كان من بين الموقّعين عليها بوجهٍ خاص كتّاب بارزون مثل بارغاس يوسا، ألينا بونياتوسكا، غارسيا ماركيز، أو خوزيه ساراماغو. أما في الولايات المتحدة، فالكتّاب مدافعون رائعون عن حقوق الإنسان و هم يكافحون بشدة من أجل إطلاق سراح المؤلفين الذين تضايقهم أو تسجنهم حكومات أجنبية ( الصين، إيران ) من خلال منظمات مثل .PEN American Center لكن الأمر غير هذا في الولايات، حيث يبدون و كأنهم يعِظون جوقة مرتّلين، و لا يسعون أبداً بالتأكيد إلى تولّي المناصب العامة حيث يمكن أن يُحدثوا تغييراً بشكلٍ مؤثر. فكتّاب الولايات المتحدة، خلافاً لنظرائهم الأميركيين اللاتينيين، يمكن أن تُثبّط همّتهم عدم أهميتهم أو تُحبطهم المعالجة المسرورة و تعامل الغرف الخلفية اللذان يستلزمهما قبول موقع استشاري أو السعي من أجل منصبٍ ما. و هم قد يشعرون، كما كتب عزرا باوند ذات مرة، بأن الكتّاب و إن كانوا " هوائيات antennae الجنس البشري " ينبغي أن يظلوا مراقبين حاذقين، لكن في الخلفية و بعيداً على الدوام. و هم يمكن أن يطمحوا لأن يكونوا ملوكاً فلاسفة، يقدّمون آراءً و حلولاً أينما ذهبوا، لكنهم يفضّلون بالتأكيد أن يكونوا مكرَّسين أو ممسوحين بالزيت .anointed و ليس لدى الكتّاب الأميركيين اللاتينيين مثل هذا الترف و يجب عليهم، بالتحديد، أن يكونوا ملتزمين بقضايا شعوبهم. و قد لا يكون الارتباط الناجم عن ذلك حسناً كثيراً على الدوام ( مثل سعي بارغاس يوسا إلى الرئاسة )، لكن و بسبب التفاوتات الواسعة جداً في أوطاننا، ليس هناك من خيار آخر.rnعن /  Fox news latino

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram