اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هل غيّرت أحداث الحادي عشر من أيلول حرمة الأدب؟

هل غيّرت أحداث الحادي عشر من أيلول حرمة الأدب؟

نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 06:06 م

ترجمة: إيمان قاسم ذيبانتهاوى البرجان وتهاوت معهما أعمال لا حدود لها وآمال تعلقت بهما هنا وهناك، وأقدام وثبت للوقوف عليهما أو للعمل في  إحدى زواياهما... تهاوى البرجان إلا أن ثمة عموداً رمزياً ارتفع في ذلك المكان ورسّخ هذا الحدث وصيّره كيفما يشاء لا بل وجعله محوراً في أعمال كثيرة وبشتى صنوفه: إنه الأدب بأنواعه كلها وفنونه أجمعها... الأدب الذي مكننا هنا من سرد النزر اليسير عن أعمال لاقت نجاحاً واسعاً وهي تصور لنا الفاصل (قبل وبعد)، أو كان ولم يعد، وكيف كنا ننظر لتلك الصورة وكيف باتت الآن. جسدت هذه الأشياء وغيرها في ملف كامل أعدته صحيفة اللوموند الفرنسية بتاريخ الثاني والعشرين من أيلول لعام 2006..  وتضمن مقالات أربع كتب لمؤلفين مختلفين جمعهم سقف واحد: الأدب بعد الحادي عشر من أيلول.المترجمة
من سجون القاهرة إلى مأساة نيويوركاسم الكتاب: البرج الذي يلوح في الأفق: القاعدة والطريق إلى 11/9. ا سم المؤلف: لورنس رايتلا يخفى علينا أن هذه الآية القرآنية التي رددها زعيم القاعدة بن لادن ثلاث مرات على شكل نشيد روحاني يبثّ روح العزيمة صبيحة الحادي عشر من أيلول عام 2001. وهي الآية ذاتها التي استلهم منها المراسل المعروف في صحيفة (مواطن من نيويورك) وكاتب السيناريو في هوليود لورنس رايت لدى تأليفه عمله الكبير والجديد (البرج الذي يلوح في الأفق: القاعدة والطريق إلى 11/9) الذي حظي بإجماع النقاد الأميركان. ويُعد واحداً من الدراسات النادرة التي تمزج (وعبر المقدرة على البحث والتقصي وبوصف يثير الدهشة لأحداث العنف والقسوة)، البعد شبه الروائي مع البناء والتركيب. وبالتالي يقرأ عمل البرج الذي يلوح في الأفق على أنه شيء مثير(2) يجمع بين الرواية التاريخية والقصة الخرافية والفلسفة التي تدور حول الرعب وجذوره. وعلاوة على ذلك، ركّز هذا الكتاب، المبني على ما يقارب الخمسمائة مقابلة، على أربعة شخوص رئيسة وهي: زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، المخطط الأول والمشتبه الرئيسي في أحداث أيلول، ومدير التعليم السعودي السابق الأمير تركي الفيصل، وأخيراً جون أونيل المدير السابق لمكافحة الإرهاب في مكتب التحقيق الفيدرالي الذي مات ميتة فضيعة في ظل أحداث سقوط البرجين وكان قد سُمي بعد مضي أسبوعين على عمله، مديراً للأمن فيه بعد استقالته من مكتب التحقيق الفدرالي. وبدأ عمل رايت بذكر تفاصيل السفرة الأولى لشخصية تدعى (السيد قطب) إلى أميركا ليصبح منظرا(3) كبيراً والشهيد الأول لحركة الجهاد المعاصرة. وجسدت أميركا بالنسبة إليه بلاداً مليئة بالعنصرية والفساد الأخلاقي والانحلال الجنسي. وقد رسخت هذه السفرة أفكاره المناهضة للغرب بصورة حتمية. إذ انضم بعد عودته إلى مصر إلى جماعة الأخوان المسلمين وسرعان ما سجن وتعرض إلى شتى أنواع العذاب واعدم في عهد جمال عبد الناصر. ويرى رايت أن جزءاً أساسياً لحركة الجهاد وجدت باعثاً لها في هذه الذاكرة المليئة بأحداث التعذيب وتحمل الذل والإهانات وكتب لاحقاً: "ثمة رأي مؤكد يفترض بأن مأساة أميركا في الحادي عشر من أيلول قد ولِدت أساساً من السجون المصرية". فضلاً على ذلك، كان التلميذ الأكثر شهرة للسيد قطب يُدعى أيمن الظواهري وهو طبيب مصري ذو مزاج عصبي ومتحفظ للغاية. وهو الآخر عذبتّه السلطات المصرية وسجنته سنة 1981. وتزامن مع شهرة الظواهري تطوّع شاب عربي مليونير وهو سعودي الأصل يُدعى أسامة بن لادن للعمل في أفغانستان لقتال السوفييت... وهناك حيث التقى الرجلان للمرة الأولى في مدينة بيشاور الباكستانية سنة 1986. علّق رايت موضحاً: "لقد كان كل واحد منهما مكملاً لشخصية الآخر ومعوضاً عن نقص فيه". وأضاف: "لقد كان الظواهري بحاجة إلى المال والاتصالات، بينما كان بن لادن رجلاً مثالياً وباحثاً عن  قضايا تستحق الدفاع عنها، وهذا بالضبط ما قدمه له الظواهري وهو مروّج الدعوى الذي لا يكل ولا يبالي بالتعب". وصرّح رايت بأن هذه الأحداث تستمد مصدرها أيضاً من بعض القادة المستهوين للجماهير متسائلاً: "هل ستتحقق أحداث الحادي عشر من أيلول أو المآسي الأخر من النمط ذاته من دون بن لادن المنسق والمرتب لها؟".  قطعاً لا، لأنه وكما جاء نصاً في الرواية: بنيوية صفائح التاريخ ما تزال في حركة مستمرة. إلا أن ولادة وظهور القاعدة القوية عُدا بمثابة تعبير عن ربط فريد بين الشخصيات. فقد كان (قطب) مؤسساً فحسب إلا أن الظواهري هو الذي بقي مقتنعاً تمام الاقتناع بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحريك وتغيير مجرى التاريخ. وما ساعده في ذلك هو امتلاك بن لادن لشبكة قوية من الاتصالات إلا أنه تردد ولعدة سنوات في الحذو باتجاه العنف. وبالنسبة للأخير، كانت مفاتن وسحر السلام أكثر قوة من صرخة الحرب ونصرة الجهاد بالنسبة له. وقد أفصح بن لادن إلى صديق له عن حلمه بأن يصبح مزارعاً بسيطاً ويعيش في أي ربع من ربوع الصحراء. وبعد قراءتنا للصفحات الأولى من الكتاب، نجد أن رايت تطرّق إلى بدايات حياة الظواهري وبن لادن ومشاعر الحرمان التي نمت لديهما ونوع من الانفعال الخاص. وتضمن العمل كذلك تفاصيل عدة مثيرة للإعجاب عن طفولة بن لادن وجانبه الخجول والمتأني تقريباً وذوقه الخاص في مشاهدة أفلام ويسترن(4) الأميركية. ومن ثم انحنى ومنذ صباه نحو الدين الذي خلق عبره صورته المجازية لاسيما بعد لقائه مع بروفسور سوري الأصل مختص باللياقة البدنية لديه قدرة على الإقناع والتأثير الساحر وهو معروف بانتمائه لجماعة الأخوان المسلمين. كما وصف المؤلف زواج بن لادن لأول مرة من امرأة شابة وتمتعه بروح التسامح مع أطفاله بحيث يسمح لهم بأن ينادونه (نينتو ندو). وكانت من بين نسائه اثنتين حاصلات عل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram