وشَمَ جسد المدينة بأجمل ما أبدعrnعلاء المفرجيrn رحل المثال الكبير، وفي نفسه شيء من بغداد.. بغداد التي أحب، بغداد التي وشم جسدها بأجمل ما أبدع.. كهرمانة، وشهريار وشهرزاد، المتنبي، ورمز حرية العراق، الذي عهد به إليه أستاذه الكبير جواد سليم، لتكتمل به لمساته الحانية على جسد المدينة.
رحل وعيونه ترنو الى محبوبته، من أي الأبواب يدخلها؟.. مدينته التي استنطق إزميله حجرها وخشبها الأصم حكايات، وأغاني، وقصائد شعر..من سوق العجمي،في إحدى زوايا الكرخ حيث تلقى أبجدية الفن الأولى.. منطلقاً على جناح ابداعه الى العالم حاملا أبوابه ، الموسومة بموروثه الذي يفتخر ، بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة تيستا دي ليبرا في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، بوابات في عمان والمنامة ومدن اخرى.. ستحكي لامحالة لاهلها نقش هذا السومري العاشق."من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري".. هكذا قال في كتابه، وهل هي مصادفة إذن ان يكون مشروعه الإبداعي الذي لم يمنحه الموت فرصة انجازه هو الختم السومري؟!.. رحل محمد غني حكمت اخر الاساطين التي منحت العراق حضوره الثقافي البهي على امتداد اكثر من نصف قرن من الزمن.
رحيل الفنان الكبير محمد غني حكمت
نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 07:50 م