TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :قرارات مصيرية ومواقف غير حاسمة

كردستانيات :قرارات مصيرية ومواقف غير حاسمة

نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 09:29 م

وديع غزوان  في ظل هكذا أجواء ملبّدة تغطي ساحة العمل السياسي في العراق ، تبقى غيوم عدم الثقة والشك هي السائدة . ومن الطبيعي ان تمطرنا مثل هذه الاجواء  بزوابع وربما أعاصير تعصف بسياجاتنا نحن الغالبية المبتلاة بساسة لاعلاقة لهم بقضايا الشعب لامن بعيد ولامن قريب . ونظن ، بعد أن نستغفر الله لأن بعض الظن إثم ، أن لاحلول قريبة لمشاكلنا الكثيرة في ظل هذه الاجواء ،
 لذا لانتوقع ان تسفر الاجتماعات المرتقبة بين رئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي ورئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح  عن نتائج ، تضع حلولاً  نهائية لمشاكل عالقة  ، وأقصى ما قد ينتج بيان مطمئن  في ختام  الاجتماعات يؤكد نوايا كل طرف بإبقاء خيو ط التواصل والحوار بين الطرفين . ربما تخرج نتائج جزئية  عن بعض المواضيع المطروحة للنقاش ، غير أننا نشك أنها ( أي الاجتماعات ) ستحسم ملفات جوهرية ، لأسباب كثيرة تتعلق بالدرجة الاولى بعد الاتفاق على رؤية مشتركة للكثير من القضايا كالفيدرالية  والعلاقة بين المركز والاقاليم وما يتبع ذلك من توزيع للصلاحيات والثروات . ما يثير الدهشة والقلق معاً ان نصوص الدستور اقرت حقوق الإقليم والمحافظات في كثير من جوانبها ، غير أنها وكغيرها من البنود بقيت عرضة لتفسيرات واجتهادات سياسية أكثر منها قانونية ، ما وضع  تطبيق الدستور في موقع الصراع بين اطراف العملية السياسية في اكثر من مناسبة ، وجعل من خرقه والتجاوز عليه مرهوناً بالتوافقات اكثر من مبدأ الاحترام والايمان بما ورد فيه . وعليه فقد جرى التجاوز عليه وخرقه في وضح النهار وبغطاء قبة مجلس النواب بصيغة ما اطلق عليه بالسلة الواحدة للتصويت على عدد من القضايا الرئيسة ومنها نواب رئيس الجمهورية  . المشكلة انه وبعد ثماني سنوات يصر البعض على عدم حسم ملفات أساسية تتعلق بمستقبل العراق ككل ولا  تخص الإقليم وحده ، وإخضاع هذه الملفات للأهواء والأمزجة السياسية ، وعدم الاحتكام لمنطق القانون و ما تمليه المتغيرات التي حصلت في العراق و ضرورات التوجه الديمقر اطي التي يقع في رأس اولوياتها حقوق الانسان  لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم , وترسيخ قيم المواطنة التي تعني النظر الى الجميع كمواطنين بالتساوي ودون تمايز على اسس طائفية او مذهبية  اوعرقية . ونحسب اننا نحتاج الى ان ننظر لموضوع العلاقة بين الإقليم والمركز كحالة لمعالجات مواضيع أعم وأكبر ، تضع أسساً واضحة لبناء العراق الجديد ، بعيداً عن التعميم الذي يفضي الى مزيد من الخلافات في وجهات النظر ،وهي مهمة  تقع مسؤوليتها على جميع اطراف العملية السياسية والمؤمنين بها ، والتي لم تؤخذ على محمل الجد من قبل بعض الشخصيات التي تشير توجهاتها الى ميل للانفراد باتخاذ القرارات المصيرية وهو مايتناقض  ومفاهيم الشراكة الحقيقية  لبناء الوطن . الكثير من مشاكلنا سببها المواقف المائعة وغير الحاسمة وهو ما نتمنى ان  يكون له نهاية لصالح العراقيين جميعاً بعيداً عن الاستحواذ والهيمنة والتهميش التي لم يعد لها مكان في عالم اليوم .. عالم الحريات و التظاهرات الشعبية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram