اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حـــــزن الــثــقــافـــــة الـمـــريـــــر

حـــــزن الــثــقــافـــــة الـمـــريـــــر

نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 05:25 م

"2" ياسين طه حافظ في المدى، وفي القسم الثقافي، استرسل الشاعر والمثقف الموسوعي ياسين طه حافظ في حديث عراقي حميم في الثقافة والسياسة والأحزاب، لها وما عليها.. تحدث عن أخطاء الماضي ومقتضيات المصلحة الوطنية اليوم. اتسم الحديث بالروح الوطنية وبالاحترام للأحزاب وأفكارها.. قال في بداية حديثة:
اعتدت على النظر إلى نقاط الضوء، إلى ما هو جميل في الناس والحياة ولا خلاف مع الأفكار، الخلاف مع أساليب العمل والسلوك في التطبيق. وهذه مسألة تحضّر أكثـر مما هي فكرية.. وما دام مسعى غيرنا لخير الوطن وسعادة شعبه، وجب علينا احترامه. ما اهتم به هو جمع الطاقات والأفكار في اتجاه واحد لتحقيق مستقبل أفضل للناس والبلاد...""ثقافة المدى" تنشر هذا الحديث كاملاً في حلقات، على أن تعقبه طاولات مستديرة لمناقشة هذا الموضوع من قبل المعنيين بالشأن الثقافي في العراق.المدى الثقافيمشكلة الثقافة في بلدان العالم الثالث باتجاهها الوطني والإنساني أنها قريبة من الراديكال. من باب إن النزوع الثوري هو جوهر الأدب والفنون ومن باب إن التضامن الإنساني لا يبتعد عن خط النضال الوطني. وميل الثقافة هذا ناتج مزيج من الوعي المعرفي والتطلع الحضاري ووجاهة الحضور. وهو بجملته ما يمكن أن يسمى معارضة الطبقة الوسطى. وهذه حين تكون مطمئنة لتقدمها النسبي وإحراز بعض النصر، تنأى عن الراديكال، إذا لم تتحول خصما!صحيح إن هذا النأي ليس عدائيا مباشرا ولكن في ذلك السلوك مجافاة عدائية في نتائجها. فنحن بإزاء إرباك أخلاقي وما يشبه المراوغة الخجلة في الفكر السياسي: وطنية محكومة بالنفعية.الثقافة تتأرجح بين هذا الاختلال واستمرار التعاطف، أو الرغبة في التكافل. عموما، الراديكاليون العرب غالبا ما يكونون في هذا الوضع الحرج، في وضع غير  المطمئن للمناصرة المصيرية. هم قوة حقيقية فاعلة في الساحة، وهم في مبادراتهم رهن الخطوات القلقة لقوى المعارضة، أو المقاومة، التي يسمونها المعتدلة". وهذه محكومة بالباروميتر الدولي والذي يضغط بحجة منع الانحراف من جانب ومحاولة تهذيب الداخل من جانب آخر، لإنجاز المشروع المرحلي ذي الصفة الديموقراطية الإصلاحية والحائلة دون الثورة والضامنة لسلامة المصالح وحركة رأس المال.الثقافة في هذه المرحلة تكون شبه مشلولة ،فالشارع يتحرك من دونها، هو الآن يرتبط بمراكز غير مرئية تماما. والتفاهمات تتم مع السلطة ومراكز الاحتجاج وهذه غالبا ما تكون قياداتها مجهولة لأنها غير منبثقة من الأحزاب التقليدية. إنها  تكوينات جديدة صنعتها أفكار سياسية جديدة ومتطلباتها عصرية تقتضيها حركة العولمة والتحولات السياسية- الاقتصادية في العالم. عموما، النتاجات الادبية والأعمال الفنية تتحرك آنيا بنسغ المرحلة السابقة وإثارة الجديد في الخارج. وهي اليوم تحت نفوذ مشاريع الثقافة في العالم، وهذه ستكتسحها تماما، أو تطورها، كما تكتسح الصناعاتُ الكبيرة الصناعةَ المحلية أو تُبدّلها.مرحليا، الثقافة "الوطنية" تتحرك بحيادية خائفة ويمكن ملاحظة انكسارات تطغى من خلالها دراسات وأطاريح في قضايا مذهبية، من باب مساندة الجهد السياسي الكِتَلي والإفادة من "ترحيبه" ومن فرصة الحرية المتاحة لذلك، فضلا عن أن السبب الرئيس هو التوسل بها للتقرب إلى "الدولة".مصالح المثقفين غير واضحة وغير مؤكدة، كما البرامج السياسية. والمسيرات مشتتة غير ثابتة الأهداف وغير متناسقة المستوى. هكذا مرحلة يمكن تسميتها بالنسبة للثقافة بـ"المرحلة الغبشية" فيها إبعاد جزئي، فيها تبنّ جزئي، ثمة تعايش قلق دونما اندماج بين ثقافات الأقليات. وإذا نحيت الجهد الأكاديمي، استطعت القول بوجود فراغ ثقافي. النتاجات المحدودة لا تغير من الحقيقة شيئاً. في هكذا مرحلة تكون القوى الراديكالية أو شبه الراديكالية، قد أدركت عزلتها أو أبعادها عن حراك الاتجاهات الإصلاحية الرسمية، المعتدلة (مثلما المشوبة) وان أنماط الحراك السياسي تترسخ من دونها فيضطرها ذلك لان تختار بعضاً من القوى العلمانية، الإصلاحية كما يبدو، للائتلاف معها، وقبل أن تطلب تلك العون منها.اليسار، كما الثقافة، في حرج... وفي مرحلة كمرحلة الثقافة، غبشيه.نعم يستطيعون أن يفعّلوا مجموعات الفوارق والإحجاف السياسي والاجتماعي والأعداد الكبيرة من الذين خابت آمالهم عقب الاحتلال، ومن هم على حافة الرفض العلني والاحتجاج ليتقووا بهم. لكن اليسار تأكد لهم الآن إنهم ما عادت لهم القدرة الأكيدة على تعبئة أعداد كبيرة من الجماهير، بقوة الأمس وبالثقة التي كانت وبروح التضحية العالية التي عرفها تاريخهم النضالي. صار بعيدا ذلك الزهو، مثلما بعيدة الآن أسباب الثورة. وما دام السلاح بيد قوى الدولة فكل تحالف، مع أي منها، إلى فشل. خلال هذا، تظل جماهير واسعة تعاني  الاحتياجات اليومية وسوء الإدارة وأخبار السرقات وافتقاد الأمن. الثقافة بإزاء هذا التخلخل الاجتماعي والإرباك السياسي، صارت ثقافة خدمات مكتبية يشجع على ذلك ارتفاع معدل الأجور المدفوعة وتوسع ثقافة العولمة، والشعور باللا جدوى. تخلي المثقفين الوطنيين أضاف خذلاناً آخر للاتجاه السياسي الوطني، صحبه تناقص الموارد الما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram