وديع غزوانكلما مررت وسط "علاوي الحلة " وبالتحديد المنطقة المقابلة للمرأب ، لاأملك إلا أن اشكر محافظة بغداد ومجلسها على منجزهما الستراتيجي الذي حولوا فيه أحلام ملايين العوائل وحاجتهم الماسة إلى سكن لائق إلى واقع معاش! عندما رصدوا مليارات الدنانير من اجل استثمار المساحة الواسعة والخالية لإنشاء بنايتين ضخمتين شارفتا على الانتهاء : واحدة كما تشير اليافطة المكتوبة مقابل سياج الساحة مخصصة كبناية للمحافظة وأخرى كما يقول المواطنون لمجلس المحافظة . بالتأكيد إن محافظ العاصمة بغداد، المحسود أهلها على نعم الخدمات الكثيرة ومعه رئيس المجلس يستعدان لقص شريط هذين المشروعين العملاقين ،
ويتهيآن لمغادرة البنايتين القديمتين اللتين تخصان و زارة الإعلام في النظام المباد لأنهما ربما تذكرناهما بوضعهما السابق قبل 2003 وما كانا يعيشان فيه من ظروف صعبة ، لذا فليس من حق أي أحد انتقادهما على إعطاء هذا المنجز الأولوية في الخطة ، بعد أن توفرت للعاصمة كل الخدمات من ماء وكهرباء وصحة وخدمات بلدية وانتهت العشوائيات المحيطة بالعاصمة والتي تذكرنا بأسوأ أيام العراق في العصور المظلمة . مواطن ناهز عمره الستين جلس في المقعد الخلفي لـ ( الكيا ) لم يبق أحد لم يلعنه بما فيها أميركا التي حملها مسؤولية ما جرى ويجري في العراق لأنها سمحت للأميين في كل شيء بما فيها السياسة أن يستثمروا تضحيات الشعب ويتاجروا بها بدعوى المحاصصة ، قال: أعلم أن البعض يسبّح بحمد أميركا يومياً ويزعل إذا ما انتقدنا تصرفاتها، ويعد ذلك نوعاً من الجحود لدورها في "تحريرنا " ،لكن هذا البعض يتجاوز على حقائق التاريخ والجغرافية عندما لايقارن بين ما فعلته أميركا عام 1991 وما نفذته في 2003 ويسأل عن سبب التباين في الموقفين . ويضيف: إن القاعدة التي تبني عليها الدول سياستها هي المصالح بما فيها أميركا التي قد تكون مصلحتنا في التخلص من النظام السابق التقت بمصالحها في العراق والمنطقة ، لذا فهي لم تحرك قواتها لصالح عيون الديمقراطية وحقوق الإنسان بقدر ما أنها استطاعت أن توظف هذين المفهومين بشكل سليم . هذه حقيقة وليس عيباً أن تبحث الإدارة الأميركية عن مصالح مواطنيها ، لكن العيب كل العيب أن يبقى مسؤولونا متخلفين ولا يتعلمون حتى كيف يراعون مصالح شعبهم . مسؤولونا مع الأسف لايحبون النقد ولم يتعلموا من السلطة غير كلمات المديح المزيفة ، فركبوا رؤوسهم وصموا آذانهم عن الحقيقة .. قربوا مسّاحي الأكتاف وأبعدوا الصادقين ، فضاعت المقاييس الصحيحة واستبدلت بأخرى لاتبني وطناً . ولكي لايفهم حديثنا عن بناية المحافظة بشكل خاطئ وسيىء نشير إلى أن من الطبيعي أن يحرص المسؤول على توفير بناية لائقة لممارسة مهامه ، لكن هنالك أولويات في كل خطة ونعتقد أن الأولوية هي النظر إلى حاجة المواطن ومعاناته اليومية ، بدلاً من الانصراف إلى قضايا يمكن أن تنفذ في أوقات لاحقة ، ولاندري على أي منطق وعلى وفق أي قاعدة أجاز محافظ بغداد ورئيس مجلسها لنفسيهما الموافقة على هكذا مشروع في وقت أن الكل يعرف تداعيات أزمة السكن وغيرها . ولا أملك إلا أن أستذكر القول المأثورللصحابي الجليل أبي ذر الغفاري عجبت لامرىء ينام جائعاً ولايشهر سيفه ، في احتجاج على أصحاب البطون المتخمة ومظاهر الترف وسارقي المال العام .
كردستانيات: في بغداد إنجاز ستراتيجي!
نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 08:57 م