TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: جريمة النخيب مسؤولية من؟

كتابة على الحيطان: جريمة النخيب مسؤولية من؟

نشر في: 14 سبتمبر, 2011: 09:09 م

  عامر القيسيجريمة النخيب المأساوية التي راح ضحيتها 22 مواطنا عراقيا بطريقة بشعة تدلل أن الفاعلين لا دين لهم ولا ضمير ، وقبلهم الذين اغتالوا هادي المهدي برصاصة غادرة ، والذين سبقوهم وامتدت أياديهم القذرة الى الرجل النبيل كامل شياع . اغتيالات بالكاتم وبالاختطاف وبـ "عيني عينك " امام الناس ومفارز الشرطة . كل هذه الجرائم لا هم لها سوى اشعال الحرائق بما تبقى من العراق والاجهاز عليه حتى الرمق الاخير . ربما  لا احد يختلف مع هذا الرأي ، ،
لكن الحقيقة الأكيدة ان السياسيين وتحديدا الطبقة المتصدية للعملية السياسية منذ التغيير ، تتحمل كامل المسؤولية السياسية والاخلاقية على ما جرى ويجري  للشعب العراقي ، من خلق الازمات الى اطالة  عمرها الى جلبها من الخارج واقحامها في المعادلة السياسية الى الخطابات التي تشم منها رائحة الطائفية وهي تزكم الأنوف ! ولولا التشرذم السياسي والصراعات التافهة على السلطة والتكالب على سرقة المال العام لما تجرأ احد على ان يرتكب جريمة من طراز جريمة النخيب ولا العبث بالبلاد طولا وعرضا دون رادع . ليتفضل السادة في كتلنا السياسية ليفرحونا  ويقولوا لنا  على اي شيء لم يتقاتلوا ويتصارعوا ، اي قانون اتفقتم عليه دون ان ندفع الثمن في الشارع حتى تستريح قلوبكم  وتطمئن مصالحكم الى ان كل شيء عال العال ، وان الكراسي قد وزعت والجيوب قد امتلأت ؟ ليتفضلوا ويقولوا لنا ، لماذا يدفعون البلاد الى الهاوية بالتهديدات مرّة وبالتوجه نحو حكم الاستبداد والصوت الواحد مرّة اخرى ، وباستعراض العضلات مرّة ثالثة ؟المصيبة أن أحدا لا يجيب،جريمة مثل ما حصل في النخيب ، في اي بلد في العالم المتحضر تسقط حكومة وتقيم الدنيا ولا تقعدها ، فيما راحت طبقتنا السياسية تتبادل الاتهامات عن السبب والمسبب ، الغريب ان معظم الاتهامات خرجت من كم الطائفية المقيتة ،وراح البعض يبحث عن الثأر  خارج القانون ،والسبب ان احدا لم  تعد له ثقة بالحكومة ، فالقتلة قد افرج عنهم بعد حكم بالاعدام ، والقتلة يهربون ويهرّبون  من السجون بحفنة دولارات او بتواطؤات سياسية  ، والقتلة سيغادرون زنازينهم بعد حين  الى عالم حرية الجريمة بعد تنفيذ قانون العفو سيئ السمعة والصيت !! والفاسدون ينهبون خلف جدران الحصانات المتنوعة الاسماء والاشكال لا ينتظرون عقابا . لان اسماء الفاسدين كبيرة وعند جهينة والقاضي رحيم العكيلي الخبر اليقين !!القتلة هم القتلة في كل مكان وزمان ، لكن السبب في الجريمة أو الجرائم التي ترتكب في هذه البلاد تتحمل مسؤوليتها الطبقة السياسية الحاكمة المتنفذة والتي تقول انها مهمشة والذين ينتظرون أكل الفتات !!لا تتوقعوا ان يكف القتلة عن القتل والتدمير والاغتيالات لذلك فالكرة منذ زمن بعيد في ملعب سياسيينا الذين الهتم صراعات المناصب والثروة وتركوا الساحة للقتلة والمجرمين !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram