بغداد / المدى الفضائيات من علامات هذا العصر، بصماتها تنطبع على كل شيء فيه.. على أفكار الناس وأذواقهم وسلوكياتهم فقد سيطرت القنوات الفضائية على عقول الكثير من الناس واستحوذت على أحاسيسهم ووجهت ميولهم حتى بات الكثيرون يخافون من تأثيرها على العادات والتقاليد والقيم التقليدية التي تسود مجتمعنا.
في هذا الاستطلاع نتعرف على أراء مختلفة للشباب والشابات حول مدى إمكانية التوافق بين قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا من جهة، وما يثيره عصر الفضائيات من هواجس من جهة أخرى، وهل يمكن انتقاء ايجابيات من هذا العصر الجديد. وهل يمكن التناغم معها؟.الفضائيات تلهث اليوم وراء عارضات الأزياء والفنانات والمطربات وبنات الفيديو كليب فما موقف شبابنا وبناتنا من هذا الواقع الجديد؟وما نظرتهم إلى الموقف الذي يجب أن تسلكه بنت العراق وهي تتأثر بحقائقه إيجابا وسلبا ... هل تقلّد أم لا ؟ في البداية سألنا الدكتور (( زياد احمد )) أستاذ في جامعة المستنصرية- كلية الطب- فأجاب قائلا: ( البنت العراقية متأثرة بالقنوات الفضائية تأثيرا مباشرا بحيث انه بدل إن من تهتم البنت بالدراسة أكثر تكون مهتمة بالأزياء والموضة أكثر من غير شيء ،وأضاف قائلا: إن البنت اقرب ما تكون جالسة في مهرجان أو حفلة وتنسى أنها طالبة جامعية فان البنت أصبحت في سباق مستمر مع زميلاتها في جنون الموضة ).في السياق ذاته، سألنا المحامية (( منى صابر)) قالت: إن الآثار السلبية تعلل المشاهد المعروضة في الفضائيات أكثر بكثير من الآثار الجانبية , ولا أبالغ إذا قلت بان الآثار ليست سلبية وإنما مدمرة لشخصية الفتاة في فترة نحتاج فيها الى إرساء القواعد الصحيحة لحياة ناجحة فإذا بالفتاة تشغل الوقت الثمين والمرحلة المهمة في حياتها في تقليد الموضة في الملبس والشعر فلا يبقى شيء مهم تهتم به في وقت الاقتباس السريع، والنتيجة جيل من الفتيات تطغي عليهم السطحية والتفاهة ).وبعد ذلك، سألنا الطالب ((عمار عذاب)) فقال: رأينا تغييرا ملحوظا في الفتاة العراقية وخصوصا في الآونة الأخيرة من حيث الاهتمام بالمظهر الخارجي ولاسيما تأثرها المباشر بالمسلسلات التركية وغيرها من الأفلام والتي تصور الفتاة جسدا متحركا لا تملك شيئا من الحياة فإنها بدأت تقلد كل شيء من ملابس وتصرفات الممثلة, ومن هنا فقدت شخصيتها الحقيقية).في نفس الموضوع ،سئل المواطن ((حمزة احمد عبيد)) فأبدى رأيه: التأثير الذي يصيب الفتاة أثره هو التلفزيون والوالدان فان التلفزيون ينقل هذه الأشياء للفتاة فتؤثر عليها ولكن يبقى التأثير الأقوى هو الوالدان فان الفتاة لا تستطيع إن تقلد أو تلبس من دون علم الوالدين فيكونان هما المسؤولان عن هذه التصرفات .لكن في نهاية الأمر الكل يستطيع الحد من هذه الحرب من خلال الفضائيات على قيمنا وأخلاقنا من خلال حملة تثقيف واسعة والحث على عدم متابعة القنوات التي تمس القيم والأخلاق وأيضاً فهناك قنوات محترمة يمكن للعوائل العراقية أن تشاهدنها بمأمن على أولادهم.
الفضائيّات تُسيطر على سلوك الشابّات العراقيّات
نشر في: 16 سبتمبر, 2011: 06:34 م