أقضّت حادثتا إطلاق النار على السجناء السياسيين في سجني الكوت وبغداد مضجع الحكومة العراقية التي يرأسها جميل المدفعي واصبحت في موقف حرج للغاية مما دفعها الى تقديم استقالتها ، فعهد الى الدكتور فاضل الجمالي لتأليف وزارة جديدة ، وفي مثل هذا اليوم من عام 1953 قدم الجمالي تشكيلة حكومته من سبعة عشر عضوا .
وفاضل الجمالي من حملة الدكتوراه من احدى الجامعات الامريكية في فلسفة التربية ، وتولى مناصب تربوية ودبلوماسية ووزارية مختلفة قبل ان يتولى رئاسة الوزراء ، وهو من الشخصيات المعتدلة في نهجها السياسي والفكري في اجواء سياسية مضطربة ، وقد دشن نشاط حكومته بألغاء الاحكام العرفية واعادة مظاهر النشاط السياسي الذي توقف اثر انتفاضة تشرين الثاني المنصرم ،فاستأنفت الأحزاب السياسية نشاطها وعادت صحفها الى الصدور . وبسبب اضراب عمال النفط في البصرة فقد اعلنت الاحكام العرفية مجددا في البصرة في 15 كانون الاول 1954 مما اثار الاحزاب السياسية المعارضة واستقالة وزيرين من الوزارة القائمة ( من حزب الجبهة الشعبية) ،وهذا ما اضعف الحكومة كثيرا ، فاضطر الجمالي إلى تقديم الاستقالة في اواخر شباط 1954 ، وعهد اليه ثانية بتأليف وزارة جديدة بعد ان اعتذر عدد من السياسيين عن قبول المنصب ، ولم تستمر الوزارة الجديدة طويلا ، فقد قدمت استقالتها في 19 نيسان من تلك السنة بعد ان انهكتها حادثة الفيضان الكبير في اواخر آذار الماضي .إعداد : رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم ..الجمالي رئيساً للوزراء
نشر في: 16 سبتمبر, 2011: 10:37 م