بغداد/ المدى أكد رئيس الوزراء نوري المالكي انه لن يسمح لأحد بإهانة الأنبار والتجاوز عليها، ووصف مرتكبي جريمة النخيب بأنهم لا قيم ولا أخلاق لهم، حيث أقدموا على اعتراض مسافرين أبرياء في وسط الصحراء.وشدد المالكي في تصريحات صحفية الى فضائية صلاح الدين على
"ان المجرمين لا يميزون بين طائفة وأخرى فالذين استشهدوا وتم قتلهم من جميع الطوائف، وهذه حقيقة يجب أن يلتفت إليها من يريد إشعال الفتنة فالمغدورون كانوا في مركب واحد".وبيّن رئيس الوزراء انه تابع القضية لساعات متأخرة من الليل: "لقد تابعت الموضوع في ذلك اليوم لحد الساعة الثانية ليلاً ، ومازلت أتابع ولقد حصلت ملابسات وفهمٌ سيئ ومحاولات لإثارة الفتنة بعد اعتقال عدد من المشتبه بهم وهم الآن في بغداد يجري التحقيق معهم فان ثبت بحقهم شيء سينالون جزاءهم ، إما إذا كانوا أبرياء فسيطلق سراحهم" . وندد المالكي  بما وصفه التصريحات غير المسؤولة التي قد تؤدي الى إثارة الفتنة بين كربلاء والأنبار ، مؤكدا على عدم السماح بإهانة أية محافظة عراقية قائلا "لن أتسامح في إهانة الأنبار وأية مدينة عراقية أخرى ، ولكن اقول للذين أرسلوا الرسائل لإثارة الفتنة من موقع المسؤولية أين كنتم حين كانت الأنبار تعج بالقتل والدمار؟" وأوضح  قائلا : "أنا الذي وقفت مع الأنبار وسأقف مع كل مدينة من مدن العراق عندما تتعرض لأزمة".من جانبه حمل أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان الحكومة المركزية ورئيس الوزراء مسؤولية اعتقال عدد من أهالي مدينة الرطبة على خلفية حادثة النخيب ،  داعيا المالكي الى "التنحي عن السلطة لتخبطه في إدارة الدولة وتعامله بنفس طائفي" بحسب تعبيره.وقال السليمان في تصريح صحفي الى وكالة "كل العراق" أمس إن " الحكومة المركزية ورئيس الوزراء نوري المالكي يتحملان وبشكل مباشر مسؤولية اعتقال عدد من المواطنين من اهالي مدينة الرطبة التابعة لقضاء القائم على خلفية جريمة مقتل عدد من الزائرين من اهالي محافظة كربلاء في منطقة النخيب ، واننا ندعو المالكي الذي بدا وكأنه يتخبط في إدارة الدولة ويتعامل بنفس طائفي الى ترك السلطة اذا كان عاجزا عن إدارتها ". واضاف ان " عشائر الأنبار ومسؤوليها المتمثلة بمجلس المحافظة ستصدر بيانا يكشف فيه حقيقة ما جرى من احداث جريمة النخيب والجهات التي تقف وراء عملية اعتقال المدنيين من الرطبة وانها ولم لن تتعاون او تتعاطى بعد الآن مع حكومة بغداد اذا لم يتم علاج المشكلة بطريقة صحيحة من خلال تشكيل لجنة مشتركة من محافظتي الانبار وكربلاء تشارك في التحقيق حول الحادثة بعد نقل المعتقلين الى بغداد " ، مبينا انه " في حال عدم تحقيق ذلك فسيتم ضرب ومهاجمة أي قوة عسكرية سواء قادمة من بغداد او غيرها من المحافظات.وتابع السليمان أن " جريمة حادثة النخيب كان مخططا لها منذ مدة وهي تدفع لأجندة سياسية طائفية منها اثارة قضية عائدية قضاء النخيب باعتبارها جزءا من المناطق المتنازع عليها بين محافظتي كربلاء والانبار ، " لافتا الى ان " عملية قتل الزائرين المتوجهين الى سورية يستبعد ان يقف وراءها تنظيم القاعدة لان من بين القتلى من اهالي الانبار الذين غالبا ما يتجنب التنظيم قتلهم ".واوضح ان " عملية اعتقال عدد من المواطنين من اهالي مدينة الرطبة تحمل اجندة طائفية واضحة ، لانه طيلة ثلاث سنوات تمر الآلاف من القوافل والوفود من الزائرين من والى سوريا عبر محافظة الانبار دون ان يتعرضوا الى عملية قتل اوأي أذى ، " داعيا الى " الإفراج عن المعتقلين الذين مازالوا رهن الاعتقال كمتهمين وليس متورطين في الجريمة ".يذكر ان قائد عمليات الانبار أعلن امس اعتقال 10من المتهمين بحادثة النخيب التي قال انها تمت بتخطيط خارجي.و أبدى الحزب الاسلامي العراقي في محافظة الانبار استغرابه من عملية الاعتقال التي نفذتها قوة قادمة من كربلاء لعدد من المواطنين من ابناء قضاء الرطبة. وقال في بيان  تلقت "المدى" نسخة منه  نسخة امس ان "الذي حصل في منطقة النخيب من قتل للأبرياء من ابناء كربلاء والانبار وبغداد جريمة نكراء تركت في نفوسنا جميعا الألم البالغ، الا اننا فوجئنا بقوة عسكرية قادمة من محافظة كربلاء تختطف مجموعة من اهالي الرطبة من بينهم امام وخطيب مسجد" .وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أمر بنقل المعتقلين من اهالي الرطبة الى بغداد للتحقيق معهم حول حادث النخيب فيما دعا وخلال اتصال هاتفي مع نائبه صالح المطلك الى " التهدئة وايقاف الحملات الإعلامية والتراشقات الخطابية وتبادل الاتهامات من اجل تفويت الفرصة على الإرهابيين  بتحقيق مآربهم الدنيئة " بحسب بيان للمطلك .كما اصدر مكتب القائد العام للقوات المسلحة بيانا أمر فيه بالتحقيق مع المقصرين وإعادة النظر بالخطط الامنية على الطرق الخارجية المرتبطة مع دول الجوار .وكانت مجموعة مسلحة قد قتلت في منطقة النخيب الاثنين الماضي 30 مسافراً مدنياً كانوا في طريقهم