اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الزوال.. خطر يتهدد بيوت بغداد التراثية

الزوال.. خطر يتهدد بيوت بغداد التراثية

نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:16 م

 بغداد/ وائل نعمة  عدسة/ أدهم يوسف مع ما نراه من إعمار غير منظم في بغداد تصاحبه أعراض حمى الحفر والترقيع وصنع تلال من الأتربة وتدمير بنى الإسفلت ، يقف  خطر فقدان التراث المعماري والنسيج الحضري التاريخي لبغداد كإشكال في غاية الأهمية ،
الأمر الذي يدعونا للقلق  من فقدان العاصمة هويتها التراثية وتغيير أنماطها المعمارية بأخرى عشوائية ولا تعبّر عن روحها وأصالتها .التغييرات التي طرأت على شكل بغداد وأثرت في بيوتها التراثية لم تكن بسبب أضرار الحرب التي حدثت في المدن فقط  ، ولكن أيضا بسبب عدم وجود سياسات التخطيط الحضري لحماية المناطق القديمة من العاصمة. ومن المعروف أن الهندسة المعمارية التقليدية في بغداد تمثلت في جماليات عديدة، إلا أن الإبداع الأكثـر ظهورا يكمن في الشرفات التي تخرج من الطوابق العليا وتطل على الأزقة الضيقة ، وغالبا ما تتقارب الشرفات من بعضها لضيق الشوارع ، ويبدو هذا واضحا في الكثير من الأزقة ، مثل المربعة والحيدر خانة وسوق حمادة ، فضلا عن مناطق أخرى في الاعظمية والبتاوين والكاظمية ،  وعلى الرغم من أن أكثـر هذه المباني مهدمة ومتروكة إلا أنك حين تمر بجوارها تتخيل وكأنك تسمع أصداء الموسيقى العراقية التقليدية وصوت الغزالي ومحمد القبنجي ، وتشم رائحة الشاي مع الهيل.rnذكريات لا تقدر بأثمانٍ يقول المهندس المعماري خالد إبراهيم إن " تراث العراق المعماري الثمين لا يمكن تعويضه بأي ثمن من الإثمان " . مشددا على انه يتعرض للتهديد المستمر من خلال الإهمال المتعمد ، وعمليات التجديد التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية غير المنظمة . داعيا إلى وضع قانون خاص يقوم بحماية  هذه المناطق من التلف وسوء الاستخدام ، فاغلب هذه البيوت جرى تحويلها الى مخازن ومحال تجارية .وترى النائبة ميسون الدملوجي: أن الإهمال المتفشي في أوساط المجتمع العراقي بخصوص بيوت بغداد التقليدية المزينة بالشرفات ظاهرة غير مقبولة وان مسؤولية المحافظة على ما تبقى من وجه بغداد القديم تقع على عاتق الجميع. ودعت إلى وقم عمليات التدمير من خلال الاستخدام غير المناسب، فغالبية هذه البيوت تستخدم الآن لأغراض تجارية وصناعية وليست سياحية كما يفترض بها أن تكون.من جانب آخر، دعا عدد من المهندسين  إلى إنشاء مناطق تجارية جديدة لتخفيف الضغوط على المناطق التراثية التي نريد حمايتها.ويوضح المهندس البلدي  احمد عزيز  أن التمدد الذي شهدته ورش الحدادة ومخازن المواد الاحتياطية على حساب المناطق التراثية بسبب  انعدام البدائل للنشاط التجاري والصناعي ساهمت في تدمير التراث البغدادي إلى درجة كبيرة. وان ما فقدناه في السنوات الأخيرة من شواخص تراثية يعد بحق كارثة محبطة للآمال.معربا في الوقت نفسه عن مخاوفه من دعوات لإعادة إعمار بغداد "لتبدو وكأنها دبي" دون أي اعتبار  إلى المناطق التاريخية ، ولاسيما في وسط المدينة. "هذا سيؤدي إلى خسارة كاملة لتراث بغداد" .ويؤكد المتخصصون على الضرورة الملحة لبدء حملة فورية من جانب منظمات المجتمع المدني لزيادة الوعي بشأن المساكن التاريخية لبغداد والمحافظة على تراث الحضارة العراقية.rnحلقة الوصل بين الحاضر والماضي ويشير عمار حسن الناشط المدني إلى أن "البيوت القديمة في العاصمة كانت من أكبر مراكز جذب السياح في الماضي" ، مضيفا "ناهيك عن أنها تمثل ما تبقى من بغداد. مؤكدا "أن الضرر الذي أصاب المساكن التراثية القديمة يرجع إلى المدى الطويل من الجهل وبسبب تحويل بعض المنازل إلى محال تجارية ومرافق التخزين ، وخلق صورة مشوّهة للواقع المعماري  لمدينة بغداد".فيما يشير عدد من أهالي المناطق القديمة إلى أن الإهمال في أحيان كثيرة يكون مقصودا ، وأحيانا يحدث بصورة تلقائية ، كانعكاس للوضع الأمني والخدمي  في العراق . منتقدين فكرة  إعادة تطوير بغداد وشمول البيوت التراثية بالهدم   دون النظر إلى القيمة التاريخية لهذه البيوت."  وعبّر بعض المقيمين في المناطق القديمة من مدينة الكاظمية ، وشارع حيفا عن الإحباط بسبب الأضرار التي وقعت على المساكن التراثية في المنطقة. وقد تم استخدام بعض المباني والمنازل لأغراض تجارية وقد استخدمت أيضا كمكاتب للأحزاب السياسية.ويذكر أبو سعد وهو مقيم في الكاظمية منذ أكثر من خمسين عاما  أن "هذه المنازل بدأت تختفي من منطقة الكاظمية بسبب الإهمال ".ويواصل الرجل السبعيني ، "منذ عقود مضت و الحكومة لم تتخذ خطوات  لمصلحة البيوت التاريخية والمقاهي التي تمثل بغداد القديمة ، والمسؤولون السابقون لم يقدروا تراث المدينة ، والحاليون يريدون  تطوير وبناء  أماكن العبادة فقط ، لاسيما وان معظم الأحزاب الحاكمة هي دينية" .وأضاف أبو سعد أن "بعض المسؤولين يرغبون بإزالة حقب زمنية تعبر عنها تلك البنايات ، ويردون التخلص من بعض خصائصها التي "تزعجهم " –على ح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram