د. فالح الحمراني بعد أن تم إقرار نصٍ معدلٍ لقانون حقوق الصحفيين هدأت حمى الجهات الحكومية والنقابية التي رغبت بتمريره كما أخذت الجهات التي قاومته ورفعت شعار الدفاع عن حرية التعبير نفساً متوثباً.النص الذي تم تمريره يختلف بنسبة عالية جداً عن النص القادم من مجلس الوزراء الذي استلهمه بدوره من نص كتب في نقابة الصحفيين الحالية،وهذا أمر يدفعنا إلى التساؤل أصلاً عما أراده المشرع (الحكومي والنقابي)من النص الأصلي .
تسعى روسيا للعب الدور الرئيسي في عملية تطبيع الوضع في سوريا وعدم إتاحة الفرصة للغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي بالانفراد بصياغة القرارات الدولية الرامية للضغط على الرئيس بشار الأسد وفرض عقوبات على سوريا،وخاصة استخدام القوة العسكرية كما حصل مع ليبيا.وكثفت روسيا في الفترة الأخيرة من اتصالاتها بالجانب السوري والقوى الدولية المعنية بالوضع السوري.ويقوم الموقف الروسي على ضرورة بقاء الرئيس الأسد في الحكم على أن يسرع بتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية في البلاد، وعدم إتاحة الفرصة للتدخل الأجنبي بما في ذلك عن طريق مجلس الأمن في الشؤون الداخلية لسوريا.وبذلك فان تمسك موسكو بموقفها الحالي من تطبيع الوضع في سوريا يعتمد لاحقا بالكثير على الإجراءات التي سيتخذها الرئيس الأسد في الفترة القريبة القادمة، وكيفية تعامله مع الفعاليات الاحتجاجات السلمية.رهانات موسكوكما تراهن موسكو على أن شروع الرئيس الأسد بالإصلاحات ووقف استعمال القوات المسلحة وأجهزة الأمن لقمع الاحتجاجات السلمية بقوة السلاح وكذلك الدخول في مباحثات مع ممثلي المعارضة الفعلية، قد يسحب المبررات التي يعتمد عليها الغرب لفرض المزيد من العقوبات على دمشق . وفي إطار تلك الجهود كان نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف قد زار دمشق بتاريخ 29/8/2011 م حيث التقى الرئيس الأسد وسلمه رسالة من الرئيس ميدفيديف عرضت الموقف الروسي من آفاق تطبيع الوضع في البلاد، كما ناقشت القيادة الروسية الوضع في سوريا مع وزير خارجية فرنسا ألن جوبيه الذي شارك باجتماع المجلس الفرنسي - الروسي للتعاون في المجال الأمني بتاريخ 7/9/2011 م .وتجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية فرنسا فشل أثناء زيارته موسكو في إقناع القيادة الروسية بفرض عقوبات دولية على سوريا،وظهرت أيضا خلافات حول الموقف من التطورات في سوريا بين القيادة الروسية ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي زار موسكو بتاريخ 12/9/2011م حيث كان الملف السوري احد ملفات المباحثات أثناء هذه الزيارة. ويستخلص من التصريحات التي أدلت بها مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان التي زارت موسكو الاثنين الموافق 12/9/2011 م وأجرت مباحثات مع ناب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ومع نائب رئيس مجلس الفيدرالية، المجلس الأعلى للبرلمان الروسي إن دمشق ترفض قيام روسيا بدور الوساطة مع المعارضة ،من منطلق عدم وجود شريك في المباحثات وان الوضع المترتب لا يستدعي قيام طرف ثالث بالوساطة.ونشير إلى أن رفض القيادة السورية إجراء مباحثات مع قوى المعارضة يمكن أن تتحول إلى نقطة مع خلاف مع الجانب الروسي،لان موسكو تعمل على دفع التطور بهذا الاتجاه.وجرى التأكيد للجانب الروسي أن القيادة السورية بصدد تطبيق الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها ،بما في ذلك إجراء انتخابات برلمانية وإطلاق حرية تأسيس الأحزاب وتعديل الدستور،علما بأن القيادة الروسية ترى أن دمشق تطبق ببطء تلك الإصلاحات.خطة طريق ومراقبونولخص نائب رئيس مجلس الفدرالية الياس اوماخانوف موقف روسيا في المباحثات مع بثنية شعبان : ـ سبل تجنب وقوع تدخل عسكري أجنبي في سوريا. ـ إطلاق الحوار السياسي الداخلي بلا تدخل من الخارج. ـ المساعدة في تضافر وحدة صف المجتمع السوري. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الجانب الروسي طرح على مستشارة الرئيس السوري مشروع "خارطة طريق" خاصة بسوريا لغرض البدء بالتحولات الديمقراطية الحقيقية في البلاد، ونقل مطالب المعارضة السورية لغرض البدء بالحوار مع ممثلي السلطة، والتي كان وفد المعارضة قد نقلها للجانب الروسي خلال زيارته بتاريخ 9/9/2011 لموسكو، علما إن مطالب المعارضة كما طرحها وفدها بموسكو تدور حول :ـ سحب القوات المسلحة من المدن وإعادة الأجهزة الأمنية إلى العمل المدني الطبيعي، ـ إطلاق سراح السجناء السياسيين ـ تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق في الاغتيالات وعمليات القمع. وقام وفد يمثل مختلف المنظمات المدنية والمعارضة السورية الناشطة في الخارج بزيارة روسيا في 9 سبتمبر الجاري.وترأس الوفد عمار القرابي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس المكتب التنفيذي لمؤتمر التغييرات السوري.وعقد الوفد اجتماعا مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الفيدرالي (المجلس الأعلى للبرلمان الروسي) وممثل الرئيس الروسي لشؤون إفريقيا ميخائيل مارغيلوف. ووفقا للمعلومات الرسمية الروسية فان زيارة الوفد جاءت بدعوة من منظمات غير رسمية وان وزارة الخارجية لم تعقد لقاءات معه .ونقل ممثلو المعارضة السورية للجانب الروسي رؤيتهم الوضع بسوريا حيث يرون إن الوضع في البلاد دخل طريقا مسدودا ويصرون على الإطاحة بنظام بشار الأسد . كما ناشدوا روسيا إعادة النظر في
الموقف الروسي من آفاق تطبيع الوضع فـي سوريا
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:19 م