حازم مبيضينواضح أن حركة حماس تتخذ هذه الأيام مواقف تتنافى مع مبدأ الوطنية الفلسطينية, لمجرد مناكفة منافستها حركة فتح, وهي في هذا الإطار تعتبر إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجهه إلى الأمم المتحدة, لطلب عضوية لدولة فلسطين خطوة منفردة, تتضمن مخاطر كبيرة, وهي خطوة غير مقنعة وغير مقبولة عند شيوخ حماس, باعتبار أن المخاطر التي تتضمنها هذه الخطوة كبيرة, ويمكن أن تمثل مساً بالحقوق الوطنية, كحق العودة وتقرير المصير وحق المقاومة. وهي أيضاً ( وهنا مربط الفرس ) منفردة ولا تستند الى أساس أي توافق وطني, وهي شكلية لن تبنى عليها أية جدوى حقيقية.
هل هي مصادفة أن تلتقي مواقف حماس مع مواقف نتنياهو الذي ندد بالخطوة واعتبر أن الفلسطينيين لن يحققوا السلام بمسعاهم في المنظمة الدولية, ومع الموقف الأميركي الذي أعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون, ودعت فيه الفلسطينيين للعدول عن فكرة الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولتهم, وبعثت أثنين من كبار دبلوماسييه إلى المنطقة لمحاولة ردع الفلسطينيين, ومع الموقف الأوروبي الداعي للعودة إلى التفاوض العبثي الذي خبره الفلسطينيون على مدى عدة أعوام وتعاملوا معه بصبر الجمال واقتنعوا مؤخراً بعدم جدواه, إذا استمر على نفس المنوال.عباس المتوجه بأمل إلى الأمم المتحدة بعد أيام, يؤكد مسبقاً أن سعيه لنيل العضوية لدولة فلسطين العتيدة, لن يمس بأي حال من الأحوال منظمة التحرير الفلسطينية, بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, وأن هذه المنظمة التي قادت نضالات الفلسطينيين على مدى عدة عقود ستواصل المسيرة التي عمدتها دماء خليل الوزير وكمال عدوان والآلاف من الشهداء وسيبقى دورها قائماً وفاعلاً حتى تحقيق الاستقلال التام والناجز, وحل جميع قضايا الحل النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين, والمؤكد أنه لا الرفض الأميركي غير الأخلاقي, ولا المناورات التي تتقنها حكومة نتنياهو, ولا مماحكات حماس, حتى وإن وقفت جميعاً متكاتفة متضامنة ستمنع عباس من المضي قدماً في كل الخطوات التي تحقق أمل الفلسطينيين بدولتهم الوطنية المستقلة.إدارة أوباما الديمقراطية تكرر اليوم بصلافة تحسد عليها مواقفها السابقة التي أدت إلى انهيار جهود الرباعية الدولية في إصدار بيان مشترك قبل شهرين حول جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل, وهي اليوم تطالب عباس بدعوة القوى الفلسطينية إلى الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف، وقبول الاتفاقات السابقة كاملة, ويعني ذلك إلزام حماس بتبني مواقف سابقة لمنظمة التحرير، وبالتالي منع إنجاز المصالحة الوطنية وترك الساحة نهباً للمنازعات التي تضعف الموقف الفلسطيني, إضافة إلى استئناف التفاوض حول الأمن والحدود بدون مرجعية واضحة وبالتالي الاعتراف بالتغييرات الديموغرافية والجغرافية غير الشرعية التي حدثت خلال الاحتلال, وبالنهاية شطب مبدأ العودة إلى حدود الرابع من حزيران.التفاوض على قاعدة ( لا شيء متفق عليه إلا حين يتم الاتفاق على كل شيء ) التي تتبناها واشنطن إكراماً لعيون نتنياهو واللوبي الصهيوني, وتؤيدهم في ذلك حماس للأسف, مرفوض فلسطينياً, حتى وإن تعذر الحصول على أصوات تسعة أعضاء في مجلس الأمن تعترف بالدولة الفلسطينية, وهو ما يجنب واشنطن حرج اللجوء إلى الفيتو, فالخطوات السياسية ستستمر, وهناك الجمعية العامة, التي نعرف أن قراراتها لا تملك قوة قرارات مجلس الأمن من الناحية الإجرائية, لكنها تمتلك قوة أخلاقية ستحرج واشنطن, وتضع حكومة نتنياهو في الزاوية التي تستحق, وعندها سنسأل حماس, لماذا عارضت خطوة عباس ؟.
في الحدث: لماذا تعارض حماس؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 06:54 م