أمستردام – عدنان أبو زيد يحاول لاجئون عرب ومسلمون، بينهم عراقيون، تبديل الصورة النمطية المعروفة لطالبي اللجوء، عبر ادعاء قصص تشير الدلائل إلى أنها مختلقة ويشوبها الغموض. فبعد أن اكتشف فراس سعد ( 30 سنة )، وهو شاب عراقي يطلب اللجوء في هولندا، أن قضايا اللجوء المستندة إلى معطيات " الاضطهاد السياسي" و " القتل الطائفي
"، في العراق لم تعد تلقى أذنا صاغية من قبل الجهات الهولندية المعنية، اضطر إلى تقمص شخصية الشاب " المثلي "المطارد في بلاده من قبل المجتمع والجماعات المتطرفة .ويبدو الأمر غريبا لكثيرين حين يفصح فراس – ليس اسمه الحقيقي في بلده - بكل جرأة عن قصته المختلقة، فهو يتحدث لزملائه من طالبي اللجوء بكل جرأة، لان الجميع يدرك أن فراس لم يكن في يوم من الأيام مثليا، وان الغاية تبرر الوسيلة، كما إن طالبي لجوء آخرين سلكوا ذات المنهج، في محاولة لملائمة قصصهم مع القوانين الهولندية التي تنظر بعين الاهتمام والعطف إلى معاناة المثليين في بلدانهم .وإذا كان فراس قد أفصح عن قصته، فان كثيرين يشاركونه الأسلوب في طلب اللجوء لكن بسرية تامة .ويتحدث لاجئون عراقيون عن الكثير من الشباب المسلمين الذي وصلوا إلى أوربا وهولندا، عازين أسباب نزوحهم من بلدانهم، إلى "التحول الديني"، من الإسلام إلى المسيحية .ويقول فان در فال من مكتب اللاجئين في مدينة ايندهوفن في الجنوب الهولندي، أن اغلب اللاجئين يلائمون قصصهم وفق قوانين اللجوء.ومثال ذلك، أن 99% من طالبي اللجوء العراقيين الذين وصلوا الى هولندا قبل العام 2003 كانوا من ضحايا نظام صدام حسين على رغم ان بعضهم كان يعيش خارج العراق بعيدا عن نفوذ السلطات العراقية وقتذاك، مثل المغرب والجزائر والأردن ودول أخرى، في حين أن أغلبهم اليوم يصرحون بانهم من ضحايا الأحزاب الدينية والطائفية بحسب زعمهم .وتنطبق الحالة على أغلب طالبي اللجوء من بقية دول العالم، فهم يتقمصون – اذا لم يمتلكوا الأسباب الحقيقية لفرارهم من بلدانهم – دور الضحية للحالة الاجتماعية والسياسية في بلدانهم . لكن قوانين اللجوء الأوربية المتساهلة مع حالات اللجوء السياسي والإنساني سمحت للكثيرين منهم بالحصول على نتائج ايجابية .ويتابع فان در فال: اغلب حالات لجوء العراقيين اليوم، هي بسبب " التحول" في المعتقد، والاضطهاد الاجتماعي للمثليين .وفي الوقت الذي يصل فيه عراقيون الى هولندا، مدعين انهم تحولوا دينيا في بلدانهم فان الأغلبية منهم، يضطر الى التحول الى المسيحية وهو في مراكز الإيواء حيث يكتشف وهن الأسباب التي أفصح عنها في طلبه الأول للجوء .غير أن السلطات الرسمية الهولندية لم ترضخ لهذه الادعاءات، وفندت اغلب الادعاءات في "التحول" في المعتقد، رغم إصرار اللاجئ على ذلك عبر تصرفات مثل التردد على الكنائس، وحضور قداسات الأحد، وتوثيق علاقاته بممثلي الجمعيات المسيحية .وبحسب فان در فان العراقيين والإيرانيين هم أكثر اللاجئين الذي يدعون قصص التحول المعتقدي والشذوذ الجنسي.وبحسب خبراء لجوء هولنديين فانه من الصعوبة التحقق من الادعاءات ماديا، وغالبا ما تعتمد قرارات اللجوء على المؤشرات والانطباعات .ويتابع فادر فال : اغلب هؤلاء تبدو قصصهم غير محبوكة وضعيفة، وأدلتها ضعيفة مما يفضح ادعاء تهم هذه.وفي جمعية مسيحية يشارك في خدمتها مسيحيون عراقيون، يحضر عدد من طالبي اللجوء "المتحولين" في المعتقد الذين لم ينفع معهم تغيير معتقدهم في الحصول على رخصة الإقامة .ويقول كريم حاتم انه تحول الى المسيحية منذ نحو ستة اشهر، وطلب من السلطان استئناف قرار رفض لجوئه لان تغيير معتقده الديني يحول دون عودته الى العراق حسبما يعتقد . وعلى الرغم من ان كريم يبدو يائسا، لكنه يتعلق بالأمل في ان يؤدي اتخاذه معتقدا جديدا الى الحيلولة دون إرجاعه قسرا الى العراق .ورغم ادعاء البعض المثلية من العراقيين والإيرانيين والمغاربة الا ان الوقائع تشير الى زيف ادعاءاتهم بحسب ما نشرته صحيفة تلغراف الهولندية، فهؤلاء الناس لا يتناولون الكحول ولا يزورن نوادي المثليين، ويعيشون في مخيمات اللجوء من دون ان تكون هناك إشارات على أنهم مثليون .واكتشف المعنيون في مخيمات اللجوء، إيرانيا ادعى المسيحية، لكنه يؤدي الصلاة الإسلامية في سرية تامة بعدما أفشى زميل سرّه الى الجهات المسؤولة .وبحسب بحث أجرته مؤسسة مثليي الجنس في هولندا (COC) في أمستردام، فان المثلية بين الكثير من طالبي اللجوء هي محض افتراء. ويلجأ شباب العراق اللاجئون في الوقت الحاضر الى اختلاق هذه القصص بغية اقناع السلطات بأنهم تعرضوا في بلدهم الى التمييز أو السجن أو القتل .ويعزو شاب إيراني أسباب فراره من إيران إلى جيرانه الذين افشوا للسلطات خبر معاشرته الجنسية مع صديق له . وبينما يتحدث لاجئون في ما بينهم عن القصص التي سيختلقونها للسلطات فأنهم لا يكترثون بالتفاصيل الدقيقة المصاحبة، ولهذا تأتي النتائج في غالب الأحيان مخيبة للآمال .وبحسب إذاعة هولندا العالمية ( ار أن في ) فأن الباحث سبايكربور من جامعة أمستردام، أجرى بحثا ميدانيا في 27 بلدا أوربيا قدم فيه مثليو الجنس طلبات الح
عراقيون يتبنّون قصص المثلية و" تحوّل المعتقد" للحصول على اللجوء!
نشر في: 17 سبتمبر, 2011: 08:04 م