دهوك / المدىأعلن مدير المراكز الثقافية في دهوك إسماعيل جانكير عن تنظيم دورات حول كيفية كتابة فن المقالة وذلك بهدف إنشاء جيل من الكتّاب الأكاديميين يغذون الصحف والمجلات المحلية بآرائهم بشأن مواضيع مختلفة اجتماعية أو سياسية أو فنية أو اقتصادية .وقال في حديث لـ المدى إن "الدورة ستكون بمثابة تقوية للذين يكتبون المقالة ويهوون كتابة المقالة في الصحف والمجلات ،لذلك فإننا قمنا باختيار الذين تتوفر لديهم هذه الموهبة في المراكز الثقافية ،ونظمنا دورتين للمراكز الثقافية واحدة في دهوك وأخرى مماثلة للمراكز الثقافية المتواجدة في قضاء سميل"
إسماعيل أوضح إن محاضرات قيمة قد ألقيت في هذه الدورات التي شارك فيها أكثر من ستين شابا وقال" ألقيت المحاضرات من قبل أشخاص متخصصين في مجال فن الكتابة والذين لديهم باع طويل في كتابة المقالات في الصحف والمجلات ،وكانت كل دورة تضم أربع محاضرات ركزت إحداها على أنواع المقال وتأريخها ،والمحاضرة الثانية كانت عن الجانب الشكلي واللغوي للمقالة، أما المحاضرة الثالثة فقد كانت مختصة بالمقال الصحفي وأنواعه ،والمحاضرة الرابعة كانت تطبيقا عمليا لتدريب المشاركين على كتابة المقالة وتحليلها "وأكد جانكير أن هذه الدورة لها وقعها الكبير على المشاركين كونها ستنقلهم من مرحلة الهواية إلى مرحلة تعلم كتابة المقال بصورته العلمية وقالبه الفني ،فهم كانوا يكتبون المقالة لكن مقالاتهم كانت تفتقر إلى العنصر الأكاديمي و الفني فهذه الدورة ستكمل النقص الذي لديهم وتخرجهم من دائرة الهواية .الأكاديمية زوزان صادق التي كانت تحاضر تأريخ المقالة وأنواعها في هذه الدورات قالت" إن كتابة المقالة أصبحت من أساسيات الكتابة والصحافة وهي من الفنون الحديثة بالمقارنة إلى الشعر والقصة حيث ترجع جذورها التاريخية إلى القرن السادس عشر على يد الكاتب الفرنسي مونتين "وحول ابرز المحاور التي تناولتها في محاضرتها تقول زوزان "تناولت المحاور الأساسية التي تنبني عليها المقالة وهي الفكرة واللغة والأسلوب كذلك تطرقت في محاضرتي إلى الأسباب التي أدت إلى بروز هذا اللون الفني و كيفية الاستفادة منه في نقل الأفكار الجميلة إلى المجتمعات ،وقد تطرقت أيضا إلى الأسباب التي تؤدي إلى ركود المقالة والتي تؤدي الى انتعاشها وتطورها وازدهارها وهي دليل على رقي الأمم وتطورها ،فالعصر الحالي هو عصر المقالة التي غزت الجرائد والمجلات والصحف الالكترونية أيضا وسيطرت على بقية الأجناس الأدبية مثل القصة والشعر والرواية لأن مجال نشرها سهل وهي وعاء يمكن استعماله لكل المواضيع الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية "وفي سؤال للمدى حول مستوى المقالات التي تنشر في المجلات والجرائد المحلية الصادرة في دهوك تقول زوزان"حقيقة ان من يطالع المقالات التي تنشر في صحفنا المحلية سيلاحظ إن غالبيتها هي مقالات كتبت من قبل أشخاص موهوبين لا مختصين أو أكاديميين لأن فن المقالة هو فن يحتاج إلى الصنعة أكثر من أي شيء آخر ،فالكتابة ليست مجرد موهبة وإنما هي صنعة تحتاج إلى بذل جهود و خلفيات ثقافية وفكرية إضافة إلى أسلوب جميل ولغة صافية خالية من الأخطاء النحوية والإملائية والبلاغية والصرفية، فإنني أرى الكثير من الأخطاء في عناوين المقالات التي تنشر في صحفنا المحلية ناهيك عن الأخطاء اللغوية الكثيرة التي رأيتها في متن تلك المقالات .أما يوسف علي الذي كان يحاضر هو الأخر في هذه الدورة فقد قال" ركزت في محاضراتي على ضرورة الاهتمام بالجانب اللغوي للمقالة باعتباره الجانب المهم في نقل الفكرة التي يريد الكاتب التعبير عنها وشرحت لهم القواعد الأساسية التي ينبغي الالتزام بها في كتابة المقالات باللغة الكردية إضافة إلى كيفية استخدام علامات التنقيط والتي تعد من العناصر المهمة " كامل علي شاب يبلغ من العمر 17 عاما كان من بين مجموعة الشباب الذين شاركوا في هذه الدورة التي نظمتها مديرة المراكز الثقافية في دهوك قال" إني شاركت في هذه الدورة لأنني أريد أن أتعلم فن كتابة المقال السياسي كي أكتب المقالات في الصحف والمجلات التي تصدر عندنا وأنقل أفكاري إلى بقية الناس وقد تعلمت بعض المواضيع الهامة مثل الهيكل الذي تنبني عليه المقالة والعناصر الأساسية فيها والأساليب الفنية المستخدمة فيها إضافة إلى التقنيات الفنية التي يسير عليها فن المقالة .
شباب دهوك يتدربون على فن كتابة المقالات

نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 06:01 م